Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

500 من أهل السينما فاجأوا الجمهور بأفضل ثلاثة أفلام

استفتاء أميركي عن 100 فيلم استطاعت أن تصمد أمام اختبار الزمن وتترك بصمتها في الذاكرة الجماعية

الفيلم الكوري "طفيلي" الأول في اللائحة (ملف الفيلم)

ملخص

قبل أيام، أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية استفتاء عن "أفضل 100 فيلم في القرن الـ21". أكثر من 500 مخرج(ة) وممثل(ة) وشخصية سينمائية بارزة من هوليوود ومختلف أنحاء العالم، اختاروا أفلامهم المفضلة التي عرضت منذ بداية عام 2000 إلى اليوم، بالتزامن مع عبورنا الربع الأول من القرن الحالي.

تقول مقدمة التصويت، "على مدى 25 عاماً، تغيرت ملامح المشاهدة السينمائية بصورة جذرية. هيمنة خدمات البث الرقمي وصعود أفلام ’السوبرهيرو‘ إلى القمة، غيّرا طريقة مشاهدتنا للأفلام وحتى فهمنا لها. لكن وسط هذا التحول الكبير، يبقى سؤال جوهري ما هي الأفلام التي استطاعت أن تصمد أمام اختبار الزمن وتترك بصمتها في الذاكرة الجماعية؟".

وأحدثت الاختيارات جدالاً واسعاً بين المهتمين بالسينما ومشاهديها ومتابعيها، فبطبيعة الحال لا توجد قائمة نهائية يوافق عليها الجميع أو ترضي كل الأذواق، فلكل واحد منا تفضيلاته الشخصية وانحيازاته الجمالية وذوقه الفني وخلفيته الثقافية والسياسية التي تقوم بدور مهم في مسألة الحسم. لكن في المقابل، نلاحظ ان عدداً كبيراً من الأفلام الأميركية دخلت اللائحة، وأحياناً على حساب سينمات من مناطق أخرى، مما يمنح الانطباع بأن السينما لا تزال عند بعضهم تدور حول أميركا دون سواها.

وشملت قائمة المشاركين في التصويت أسماء مثل الإسباني بدرو ألمودوفار والأميركية صوفيا كوبولا والمكسيكي غييرمو دل تور وغيرهم، وحلت في المراتب الثلاث الأولى "طفيلي" للمخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو (أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية فاز بـ"أوسكار" أفضل فيلم) حل في المرتبة الأولى، فيما جاء "مولهولند درايف" لديفيد لينش في الثانية، أما الثالثة فكانت من نصيب "ستُهرق الدماء" لبول توماس أندرسون. مناسبة لنتحدث مجدداً عن هذه الجواهر الثلاث ونتوقف عندها.

الكوري "طفيلي"

يمزج "طفيلي" لبونغ جون هو أنواعاً سينمائية عدة، حاملاً المشاهد في رحلة تصاعدية فالتوتر والإثارة حاضران على مدى ساعتين وربع الساعة، تتخللها لحظات كوميدية ودرامية. وتدور القصة حول عائلة كي تك التي تعاني الفقر والبطالة، عائلة تعيش على هامش المجتمع. لكن الأمور ستتغير عندما يحصل الابن على فرصة لتعليم اللغة الإنجليزية لابنة أسرة ثرية، فيبدأ تسلل العائلة التدريجي إلى حياة هذه الطبقة المترفة، لتتخذ الأحداث منعطفاً جديداً تخرج معه عن السيطرة. ومن خلال ترتيب تفاصيل الحكاية في قلب سيول، يقدم المخرج رؤية اجتماعية لاذعة عن الفوارق الطبقية وصعوبة العيش في عالم تسوده التفاوتات. ومعالجة القضايا تأتي بأسلوب ذكي ومراوغ، إذ يظهر أن الفقراء أحياناً لا يجدون وسيلة للبقاء سوى الاحتيال على الأغنياء. لكنه لا يبرر ذلك، إنما يفتح باب الأسئلة الأخلاقية أمام المشاهد. ولا يسقط الفيلم في فخ الوعظ، يكتفي بأن يمرر أفكاره من خلال الكوميديا السوداء، طارحاً أفكاره بلا فلترة أو تصنّع، فتصل الرسالة إلى المتلقي بوضوح لا لبس فيه. ويقدم الفيلم درساً بليغاً في دمج الأنواع السينمائية، من الدراما العائلية إلى الهجاء السياسي والتشويق، ثم الكوميديا السوداء، وصولاً إلى سينما الكوارث، يتنقل بخفة وثقة لا يستهان بهما.

الأميركي "مولهولند درايف"

"مولهولند درايف" ليس فيلماً يسهل شرحه، وأصلاً لا يقصد أن يفهم بالكامل. إنه تجربة شعورية وحسية ومنومة تدفعنا إلى التساؤل عما نراه، ومن نكون، وما إذا كان الحلم الذي نطارده هو في الحقيقة كابوساً متنكراً. والمخرج ديفيد لينش الذي رحل في مطلع هذا العام لا يقدم حلولاً سهلة، إنما يغرقنا في عالم سمعي بصري خاص جداً، حيث الشخصيات تتقاطع مع رموز وأحداث غريبة، تبدو أحياناً وكأنها وجدت لمجرد الجمال أو الغموض. لكن خلف ذلك كله، هناك نظام فوضوي مقصود، شبكة من المعاني المخفية تحت طبقات من اللاوعي. بيتي (ناومي واتس) فتاة ريفية طموحة، تصل إلى لوس أنجليس لتبدأ مشوارها كممثلة. تلتقي بريتا (لورا هارينغ) وتنجذب إليها، فتنشأ بينهما علاقة معقدة، مشبعة بالشك والفضول والرغبة.

وتتشكل بينهما روابط ملتبسة. ندخل في حلم طويل، هش، تتكسر فيه الحدود بين الحقيقة والوهم. وخط السرد يتلاشى، ليتحول الفيلم إلى متاهة سوريالية، نغرق فيها بلا خريطة. ويتخلى لينش عن البنية الكلاسيكية للسرد الأميركي من أجل تجربة سينمائية يتعذر تصنيفها. فيتأمل الفيلم في الهوية والذات والضياع، وكل شخصية هي ظل لشيء آخر، وكل مشهد يبدو كما لو كان جزءاً من "بازل" نفسي لا يكتمل. "مولهولند درايف" فيلم عن الحلم الأميركي حين يتحول إلى فخ، وعن الرغبة التي تولد وتحطم داخل الخيال.

"ستهرق الدماء" لأندرسون 

في "ستُهرق الدماء" لبول توماس أندرسون، نتابع رحلة صعود رجل (دانيال داي لويس في قمة فنه) من لا شيء إلى إمبراطورية. انه دانيال بلاينفيو، بطل الفيلم الذي يصبح تدريجاً رمزاً للجشع الرأسمالي. ومن خلال مشاهد خلاقة بصرياً وصوتياً، يتتبع الفيلم تحول بلاينفيو إلى طاغية لا يرى في الآخرين سوى أدوات لتحقيق مكاسبه. وتتطور شخصيته ليصبح أكثر قسوة، ويعزل نفسه عن الجميع، حتى عن ابنه بالتبني الذي فقد سمعه إثر حادثة في موقع تنقيب. هذا الحدث يشكل نقطة مفصلية في علاقتهما ويعكس فشله العاطفي المتكرر. ويواجه بلاينفيو خصمه الديني (بول دانو) الذي يستغل بدوره الإيمان والدين لجمع النفوذ والسيطرة. بين الاثنين صراع على النفوذ والهيمنة، المال مقابل الإيمان، والاثنان مدفوعان بالدافع الاستغلالي نفسه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويكشف أندرسون عن مدى التواء العلاقات بين السلطة الدينية والاقتصادية. ففي النهاية سينهار كل شيء داخل هذا العالم المغلق على نفسه. وتنتهي الملحمة بكلمة بلاينفيو، "انتهيتُ"، كتعبير عن نهاية الرحلة، ولكن أيضاً عن استنفاد كل ما يمكن استغلاله وكل ما يمكن تدميره.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما