Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الباريسيون يسبحون في نهر السين مرتين خلال قرن

رفع الحظر الذي فرض عليه منذ 1923 وخصصت 3 مواقع لهذا الغرض وتم تجهيزها بعوامات وسلالم ومعدات شاطئية ودشات وغرف لتغيير الملابس

أشخاص يسبحون في نهر السين بقلب باريس (رويترز)

ملخص

بعد حظر دام منذ 1923، عاد الفرنسيون اليوم للسباحة في نهر السين وسط باريس، في خطوة رمزية بعد جهود بيئية ضخمة. المبادرة تعد إنجازاً تاريخياً يعكس التكيف مع تغير المناخ، ستكون السباحة مجانية حتى نهاية أغسطس، لكن تحت رقابة صارمة لضمان السلامة وجودة المياه.

بعد عام من إتاحتها للرياضيين الأولمبيين، وتحت إشراف دقيق من السلطات، تمكن الفرنسيون، أخيراً اليوم السبت، من إعادة اكتشاف متعة السباحة في نهر السين في قلب باريس، بعدما ظلت محظورة منذ عام 1923.

انطلق طلائع السباحين، وعددهم بضع عشرات، في تمام الساعة الثامنة صباحاً من عوامات مجهزة بمقاعد وخزائن لتخزين أمتعتهم قبالة جزيرة سان لويس في قلب العاصمة الفرنسية.

وتولى مراقبة السباحين عدد من عناصر الإنقاذ الذين ارتدوا قمصاناً صفراء فسفورية وسراويل قصيرة حمراء زاهية، متناسقة مع صافراتهم، مع الاستعانة بقوارب مطاطية تابعة لشرطة باريس.

كان كل سباح مزوداً بعوامة صفراء مربوطة بحبل حول خصره. وجرت السباحة في نطاق أحيط بشريط أمني.

حلم الطفولة

قال مسؤول شؤون الرياضة في بلدية باريس بيار رابادان لإذاعة "آر أم سي" اليوم، إن "جودة المياه متوافقة" مع المعايير الصحية، وحرارتها تبلغ "25 درجة" مئوية. ولفت رابادان إلى أنه يعتزم بدوره السباحة اليوم، لكنه "غير أكيد" من إمكان قيام رئيسة بلدية المدينة آن إيدالغو بالأمر نفسه.

وقد توجهت إيدالغو إلى رصيف النهر برفقة قائد شرطة باريس لوران نونيز ووزيرة الرياضة ماري بارساك، قبل الثامنة والنصف صباحاً بقليل.

وصرحت لـ"وكالة الصحافة الفرنسية" قبل أن تلتقط صوراً ذاتية مع سباحين يضعون قبعات سباحة، "أرغب بشدة في القفز (في الماء). يبدو الأمر رائعاً". وهتفت لها إحداهن من الماء "شكراً لك سيدة إيدالغو، إنه أمر رائع!".

وقالت رئيسة بلدية باريس التي غطست في نهر السين العام الماضي قبل بدء الألعاب الأولمبية بعد أكثر من 30 عاماً من وعد جاك شيراك، رئيس بلدية باريس آنذاك، بالسماح بالسباحة في نهر السين، "إنه حلم طفولتي أن أرى الناس يسبحون في نهر السين".

 

الأمطار ومياه الصرف الصحي

كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة "إكس" أمس الجمعة، "كان أحد أسلافي (جاك شيراك)، رئيس بلدية باريس آنذاك، يحلم بإتاحة السباحة للجميع في نهر السين. وغداً سيتحقق وعده"، متحدثاً عن "مفخرة وطنية".

وحدد موقعان آخران للسباحة اليوم أحدهما قرب برج إيفل والآخر في بيرسي بشرق العاصمة. والمواقع الثلاثة كلها مجهزة بعوامات وسلالم ومعدات شاطئية ودشات وغرف لتغيير الملابس.

وستكون السباحة مجانية ومتاحة حتى 31 أغسطس (آب) إذا سمحت الأحوال الجوية.

وتلبي السباحة في نهر السين بصورة أساسية الحاجة إلى التكيف مع تغير المناخ في العاصمة، حيث يتوقع أن تزداد موجات الحر تواتراً وشدة.

وقد جرى استثمار أكثر من 1.4 مليار يورو (1.65 مليار دولار) لتحسين جودة المياه في أعلى النهر، مع أعمال تجميع مياه الصرف الصحي لمنع تدفقها إليه. ولكن بما إن مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي في باريس تختلطان في شبكة واحدة، فإن الحل الوحيد في حال هطول أمطار غزيرة هو تصريف الفائض في نهر السين.

وأدت الأمطار القياسية خلال الألعاب الأولمبية في كثير من الأحيان إلى جعل المياه غير صالحة للسباحة للرياضيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أخطار ومحاذير

هذا الصيف، وكما الحال على الشاطئ، ستشير أعلام خضراء وصفراء وحمراء إلى مستوى تدفق نهر السين وجودة المياه، بعد تحليلها بواسطة مجسات تقدم نتائج فورية ومن طريق عينات مزروعة. وإذا كان المؤشر باللون الأحمر، فيعني ذلك أن السباحة ممنوعة في الموقع.

نظرياً، قبل أي سباحة، يجب على كل سباح أن يخضع لتقييم من جانب منقذ مائي قبل دخول المياه التي يبلغ متوسط عمقها ثلاثة أمتار ونصف المتر.

إذ إن النهر، بوصفه مسطحاً مائياً حياً، يظل بيئة خطرة، كما تؤكد السلطات. وقد شددت نائبة المحافظ إليز لافياي على أن "خطر الغرق قائم بسبب الطمي والنباتات المتشبثة والتيارات القوية وخطر الصعق الحراري وحركة الملاحة النهرية"، مشيرة إلى تسجيل "13 حالة وفاة في نهر السين عام 2024"، و"ثلاث حالات حتى الآن هذا العام".

وفي حين أن درجات الحرارة المرتفعة قد تغري البعض بالقفز خارج المناطق المسموح بها، صدر مرسوم عن السلطات المحلية في نهاية يونيو (حزيران) الماضي ينص على معاقبة أي شخص يقوم بالسباحة خلافاً للقانون.

كذلك تلحظ الإجراءات تشديد الرقابة على الحركة في الأنهر في باريس، أبرز ميناء للملاحة النهرية في أوروبا على صعيد حركة الركاب.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات