Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقبات وشروط تعجيزية "تفخخ" أي اتفاق بين إسرائيل وسوريا

المفاوضات تتفرع حتى اتفاقات لنقل المياه وتسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى إلى دمشق

إسرائيل تعد التنازل عن الجولان خطاً أحمر (غيتي)

ملخص

التفاؤل الذي ساد الإسرائيليين خلال الأسبوع الأخير مع الحديث الحتمي عن أن سوريا في طريقها إلى اتفاقات "أبراهام" تراجع بعد تناقلهم تصريحات لمسؤولين سوريين أو مقربين من الحكومة. وأجمع السوريون في جميع التصريحات على أن هناك عقبات عدة في كل ما يتعلق بانسحاب إسرائيل من الجولان وجنوب سوريا.

مع العد التنازلي للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الإثنين المقبل في واشنطن يحتدم النقاش والخلاف الإسرائيلي الداخلي من جهة، وبين تل أبيب ودمشق من جهة أخرى، حول اتفاق سلام مع سوريا، الدولة التي تأمل تل أبيب أن تكون الأولى التي ستنضم إلى "اتفاقات أبراهام".

تطورات جديدة شهدتها جلسة المحادثات الأخيرة بين إسرائيل وسوريا كشفت عن خلافات لم تطرح خلال الجلسات السابقة، وتبين أن التقدم نحو اتفاق أمني، كمرحلة أولى يوقف الحرب بين الطرفين، أصبح بالنسبة إلى بعض الإسرائيليين سابقاً لأوانه.

وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط إيدي كوهين إن الحديث عن اتفاق قريب مع سوريا هو أمر أبعد عن الواقع، فالشروط التي تضعها سوريا، وفيها انسحاب من الجولان والمناطق التي سيطرت عليها إسرائيل، هي شروط لن تقبل بها إسرائيل، وإنها متمسكة بهذا الموقف كأحد أبرز دروس السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، "إسرائيل لن تكرر الخطر على أمن حدودها من جديد".

وعلى رغم أن جهات سياسية وحزبية إسرائيلية تستبعد سلاماً قريباً مع سوريا، نقل الخبير في شؤون الشرق الأوسط أريئيل أوسران عن مصدر مقرب من رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع أن مسألة الجولان واستعادته أمر في غاية الأهمية لحشد الرأي العام السوري حول أي اتفاق مع إسرائيل. ونقل أوسران الحديث عبر قناة "i24"، وقد شدد المصدر السوري في حديثه مع القناة الإسرائيلية على أنه "لا يوجد شيء اسمه سلام مجاني. سوريا، بحسب المصدر المقرب من الشرع، تطالب بثلث مساحة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل قبل اتفاق الهدنة عام 1974، ومدينة طرابلس من أجل السلام مع إسرائيل".

وطرح المصدر السوري سيناريوهين يقول إنهما مطروحان أمام الطرفين الإسرائيلي والسوري في جلسات الحوار للتوصل إلى تسوية سياسية مقبولة على تل أبيب ودمشق، وهما:

- احتفاظ إسرائيل بمناطق استراتيجية في مرتفعات الجولان تعادل ثلث مساحته، على أن يعود ثلث آخر إلى سوريا نهائياً، والثلث الآخر تستأجره إسرائيل من سوريا لمدة 25 عاماً.

- السيناريو الثاني المطروح هو أن تحافظ إسرائيل على ثلثي هضبة الجولان، وتسلم الثلث المتبقي إلى سوريا، مع إمكان تأجيره. وفقاً لهذا السيناريو، سيتم تسليم مدينة طرابلس اللبنانية، القريبة من الحدود اللبنانية - السورية، وربما مناطق لبنانية أخرى في شمال لبنان وسهل البقاع، إلى سوريا.

هذا السيناريو، وفق أكثر من مسؤول إسرائيلي، في غاية التعقيد، على رغم ما صرح به المصدر المقرب من الشرع بأن طرحه يأتي ضمن المساعي السورية لاستعادة السيادة على طرابلس.

المصدر المقرب من الشرع يقول إن "سوريا تصر على طرابلس والبقاع، فمن حقها أن تستعيد هذه المنطقة، وهي واحدة من خمس مناطق اقتطِعت من سوريا لتأسيس الدولة اللبنانية خلال الانتداب الفرنسي"، وأضاف، "يجب أن تشمل التسوية أيضاً تسليم طرابلس ومناطق لبنانية أخرى ذات غالبية سنية إلى سوريا، بشرط السماح لإسرائيل بتمديد خط أنابيب لنقل المياه من الفرات إلى إسرائيل، وذلك في إطار اتفاق مائي يشمل تركيا وسوريا وإسرائيل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجولان ذخر استراتيجي لإسرائيل

وزير الأمن يسرائيل كاتس ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، وحتى رئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي شارك هو الآخر في جلسات مع سوريين، يعدون التنازل عن الجولان خطاً أحمر، وإسرائيل لا ترفض فقط التنازل عنه في أي اتفاق مستقبلي، بل إنها تطالب سوريا بالإعلان عن اعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السوري.

هذه المواقف الإسرائيلية تناقض ما طرحه المصدر المقرب من الشرع الذي أضاف أيضاً أن سوريا تطالب بانسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي سيطرت عليها بعد انهيار نظام بشار الأسد، وهو جانب يرفضه الإسرائيليون، بل يطالبون بترسيم حدود جديدة مختلفة عن تلك المتفق عليها منذ عام 1974، والمعروفة باسم "خط وقف إطلاق النار".

في جلسات إسرائيلية لتقييم الوضع طرحت أهمية الإصرار على الاحتفاظ بمنطقة عازلة في الجنوب، فإلى جانب ضمان أمن الحدود ومنع تسلل تنظيمات معادية لإسرائيل، تعد إسرائيل هذا الشرط ضرورياً لما سمته "الحفاظ على أمن الأقليات"، تحديداً الدروز.

وفي حديثه مع القناة الإسرائيلية قال المصدر المقرب من الشرع إنه لا يمكن اعتبار إلغاء العقوبات عن سوريا دفعة إسرائيلية للسلام مع سوريا. الأمران منفصلان كلياً عن بعضهما بعضاً، وفق ما أكده.

السلام الأمني سابق لأوانه

التفاؤل الذي ساد الإسرائيليين خلال الأسبوع الأخير مع الحديث الحتمي عن أن سوريا في طريقها إلى "اتفاقات أبراهام" تراجع بعد تناقلهم تصريحات لمسؤولين سوريين أو مقربين من الحكومة. أجمع السوريون في جميع التصريحات على أن هناك عقبات عدة في كل ما يتعلق بانسحاب إسرائيل من الجولان وجنوب سوريا.

وانتقدت جهات إسرائيلية الترويج الواسع لسلام مع سوريا على رغم معرفة المشاركين في المحادثات مع السوريين أن مطالبهم واضحة في كل ما يتعلق بمسألة الجولان وجنوب سوريا. وقال الخبير في الشؤون الدبلوماسية روعي كيس إن اتصالاته مع مسؤولين سوريين أكدت أن الحديث عن اتفاق سلام قريب سابق لأوانه. وقال إنه أجرى أكثر من محادثة مع مصادر سورية رسمية، وكان الموقف المؤكد أنه سيكون من الممكن الحديث عن احتمال توقيع اتفاق مع سوريا فقط بعد أن تلتزم إسرائيل التزاماً كاملاً باتفاق فصل القوات منذ العام 1974، وانسحاب الجيش من المناطق التي ينتشر فيها في جنوب سوريا.

وتابع كيس قائلاً إنه "من وجهة نظر مسؤولين في سوريا، فإن أي اتفاق هو عملية تدريجية، في المرحلة الأولى يتم تنظيم العلاقات مع إسرائيل لتكون بداية لهدف ينتهي باتفاق أمني قائم على أساس اتفاق فصل القوات الموقع منذ عام 1974"، وأضاف، "سوريا ترغب في اتفاق محسن، مع تعديل بعض البنود، مثل استبدال القوات الدولية بقوات أميركية أو إضافتها".

أما المرحلة الثانية، بحسبه، فستكون في المدى الأبعد، حيث من المفترض أن تستند إلى المرحلة الأولى وتشمل أيضاً إقامة علاقات دبلوماسية، لكن من وجهة نظر سوريا، فإن ذلك يتطلب نقاشاً أوسع واتفاقاً شاملاً. وشدد روعي كيس على أنه "ما زال يسيطر على الحوار والمحادثات الإسرائيلية مع سوريا المطلب المركزي للسوريين، وهو انسحاب إسرائيل من المناطق في جنوب سوريا التي دخلتها بعد سقوط الأسد، ومن دون ذلك سيكون من الصعب التقدم".

من جهته يرى الخبير العسكري ألون بن ديفيد أن الاحتمال لاتفاق مع سوريا "دراماتيكي"، حتى أكثر من ناحية ضمان مستقبل إسرائيل في المنطقة. ويضيف، "بعد أكثر من عقد من الحرب، سوريا تواقة لإعمار عاجل، وعليه، فإنه يمكن تعزيز كل اتفاق سلام أو حالة لا حرب معها، بمشاريع تحفز الاستقرار: مشاريع بنى تحتية برية في مجالات المواصلات، الطاقة، والاتصالات، تعيد إقليم الشام، الهلال الخصيب، ليكون جسراً برياً يربط آسيا والشرق الأوسط بأوروبا، وهذه فرصة لإسرائيل".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير