Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ديوغو جوتا... محبوب الجماهير الذي حقق أكثر مما كان يحلم به

رفع المهاجم الكؤوس في مبارياته الأخيرة مع كل من ليفربول والبرتغال في لحظتين بارزتين من مسيرة لم يكن المراوغ البرتغالي الصغير يعتقد أنها ممكنة حين كان مراهقاً يحب اللعب فقط

وضعت الجماهير الصور والزهور على النصب التذكاري لمهاجم المنتخب البرتغالي ونادي ليفربول الراحل ديوغو جوتا (أ ف ب)

ملخص

برحيل ديوغو جوتا المفاجئ خيم الحزن والصدمة على عالم كرة القدم. لاعب ليفربول والبرتغال، الذي ملأ الملاعب بالحيوية والمهارة، غادر الحياة في حادثة مروعة بعد أسبوعين فقط من زفافه، تاركاً وراءه إرثاً كروياً وألماً لا ينسى.

أصبح الوصف أكثر إثارة للشجن الآن، على رغم أن كلماته ثبت أنها كانت خاطئة بصورة مروعة، لقد كتب ديوغو جوتا "نعم إلى الأبد"، مرفقاً صور زفافه على شريكة عمره روت كاردوسو، على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن خلال أسبوعين فحسب، انتهى "أبد" جوتا، إذ لقي مهاجم ليفربول والبرتغال مصرعه في حادثة سير في إسبانيا، مع شقيقه أندريه سيلفا، وأصبحت زوجته الجديدة أرملة بالفعل، وأطفاله الثلاثة الصغار تركوا بلا أب.

وقال قائد منتخب البرتغال كريستيانو رونالدو "لا معنى لهذا إطلاقاً". فهناك شعور بالصدمة دائماً حين تقطع الحياة فجأة وبقسوة، وكان جوتا لا يزال في الـ28 من عمره.

ويزداد وقع الصدمة حين يكون الشخص قد بدا ممتلئاً بالحياة كما كان جوتا. فقد كان كثيراً ما يظهر مبتسماً و"شخصاً ينقل فرحه للآخرين"، كما وصفه رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بيدرو برونكا.

وكان محبوباً أينما حل. وقال ناديه السابق ولفرهامبتون: "كان ديوغو محبوباً من جماهيرنا، ومحبوباً من زملائه، وعزيزاً على كل من عمل معه خلال فترته في ولفز". وقد وصف ولفرهامبتون العاملين فيه بأنهم "مفطورون"، بينما عبر ليفربول عن شعوره بـ"الدمار".

أما كلاعب كرة قدم فقد كان جوتا حيوياً للغاية، كانت سرعته وحيويته وحركته السريعة كأنها زئبق هي ما يميزه.

كم من مدافع ظن أنه سيطر على جوتا، ليظهر المهاجم فجأة بلا رقابة داخل منطقة الجزاء. سواء لعب كجناح أيسر أو كمهاجم صريح، فقد كان بارعاً في التسلل إلى المساحات الخالية. وكانت هذه القدرة مقترنة بمهارة عالية أمام المرمى، دفعت جيمي كاراغر إلى القول إن جوتا هو "أفضل منهي هجمات" في تاريخ ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز.

كان جوتا يتميز باستخدامه غير المعتاد لكلتا القدمين - فقد سجل عدداً يقارب ما سجله بقدمه اليسرى كما فعل بقدمه اليمنى المفضلة - كما أنه كان بارعاً في الكرات الهوائية على رغم أن طوله لم يتجاوز خمس أقدام وتسعة إنشات (175 سم) وقد سجل 65 هدفاً مع ليفربول، و133 هدفاً في مسيرته مع الأندية، و14 هدفاً أخرى بقميص منتخب البرتغال.

وكما اعترف هو نفسه، فقد حقق أكثر مما كان يتخيل يوماً. فمنذ أن كان في السادسة من عمره كان مهووساً بكرة القدم، في وقت سجله فيه والده في دروس السباحة، لكنه كان يفضل رياضة أخرى تماماً، كان بطله في الطفولة كريستيانو رونالدو، الذي أصبح لاحقاً زميله في المنتخب. ومع ذلك لم يكن يتوقع أبداً أن يصل إلى نادٍ بمستوى ليفربول، فقد كان والداه لا يزالان يدفعان رسوم مشاركته مع فريقه المحلي، غوندومار، عندما كان في الـ16 من عمره. وبعد ذلك، تقدم بسرعة في نادي باكوش دي فيريرا، إلى درجة أن أتلتيكو مدريد تعاقد معه وهو لا يزال مراهقاً، على رغم أنه لم يلعب أبداً للنادي الإسباني، إذ أُعير إلى بورتو ثم بعد عام إلى ولفرهامبتون، الذين اشتروه في 2018.

كان جوتا جزءاً من الغزو البرتغالي في ملعب "مولينيو"، إذ سجل 18 هدفاً تحت قيادة نونو إسبيريتو سانتو، عندما فاز الفريق بدوري الدرجة الأولى (التشامبيونشيب) برصيد 99 نقطة، وأسهم في تحقيق المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز موسمين متتاليين، وطور عادة سعيدة بتسجيل "الهاتريك"، حين سجل 44 هدفاً في ثلاثة مواسم مع ولفز.

وقد نال إعجاب بعض المتابعين بذلك، وقال يورغن كلوب لاحقاً "منذ اللحظة الأولى التي رأيته فيها مع ولفز، شعرت بالحماسة حيال إمكاناته". وقد تعاقد معه المدرب الألماني مقابل 41 مليون جنيه استرليني (55.95 مليون دولار) في 2020، وسرعان ما بدا جوتا صفقة رابحة ولاعباً مثالياً بأسلوب كلوب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لقد سجل بعد ثماني دقائق فقط من أول ظهور له في الدوري الممتاز مع ليفربول ضد أرسنال. وقال كلوب في 2021 "إنه لاعب استثنائي، وشاب استثنائي... وتوقيع مثالي".

وأصبح جوتا محبوباً لدى الجماهير أيضاً، فكثيراً ما كانت جماهير "أنفيلد" تردد أغنيتها الخاصة به، التي تقول فيها إنه أفضل من مواطنه لويس فيغو.

والأهم من ذلك أنه كان قادراً على إزاحة أساطير ليفربول. فعلى رغم أن جوتا بدا وكأنه جاء كخيار احتياط، فإنه أثبت أنه العنصر المربك الذي فكك ثلاثي يورغن كلوب الهجومي الشهير الذي يضم محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، إذ وجد المدرب الألماني نفسه مضطراً إلى الاختيار من بين أربعة لاعبين بدلاً من ثلاثة. وبلغ جوتا ذروة تألقه بقميص ليفربول في ربيع 2022، حين كان الفريق يطارد حلم الفوز بالرباعية. وسجل في ذلك الموسم 21 هدفاً، منها أربعة أهداف في شباك أرسنال، بما في ذلك ثنائية حاسمة في نصف نهائي كأس الرابطة.

وقد بدا الأمر أكثر غرابة حين دخل في فترة صيام تهديفي امتدت لـ32 مباراة، واستمرت 372 يوماً حتى أبريل (نيسان) 2023. ومع ذلك شهدت تلك الفترة لحظة نادرة حين قدم ثلاثة تمريرات حاسمة في مشاركة قصيرة، سجل منها محمد صلاح ثلاثية في ست دقائق. كما قطع هذا الصيام إصابة حرمته من المشاركة في كأس العالم 2022، فقد كانت الإصابات القاسم المشترك المؤسف في مسيرته الكروية.

منذ ظهوره الأول مع المنتخب البرتغالي في 2019، وكان غالباً ضمن التشكيلة الأساسية في "يورو 2020" المؤجل، بينما لم ينجح في حجز مكان أساسي في "يورو 2024"، واكتفى بثلاث مشاركات كبديل، في ظل وفرة المواهب الهجومية التي تملكها البرتغال، مما جعل من الصعب عليه اختراق التشكيلة الأساسية.

وامتدت براعة جوتا إلى ما هو أبعد من كرة القدم على أرض الملعب، لتشمل نسختها الإلكترونية أيضاً، فقد فاز خلال فترة الإغلاق ببطولة ضمت لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز في لعبة الفيديو "فيفا".

على أرض الملعب، كان جوتا المهاجم الأساسي رقم "واحد" لدى آرني سلوت في معظم موسم المدرب الهولندي الأول في ملعب "أنفيلد".

وقد ظهرت مجدداً قدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة، إذ جاء هدفه الأخير بقميص ليفربول بطريقة رائعة، حين أحرز هدف الفوز في ديربي "ميرسيسايد".

وكان جوتا، الذي سبق أن فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة مرتين مع ليفربول، قد تمكن من رفع لقب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مباراته الأخيرة مع الفريق، كما نال ميدالية أخرى في مباراته الدولية الـ49 والأخيرة مع البرتغال، في نهائي دوري الأمم في يونيو (حزيران) الماضي حين فازوا على إسبانيا.

ومع اقتراب كأس العالم في الصيف المقبل، ووجود لقب الدوري الإنجليزي للدفاع عنه، كان هناك إمكان لجوائز وميداليات أخرى كثيرة في انتظار جوتا، إلى أن توقف كل شيء فجأة. ووصف ليفربول وفاته بأنها "خسارة لا يمكن تخيلها". ومع ذلك وبكل مأسوية فقد أصبحت واقعاً.

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة