Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطالب محمود خليل: إدارة ترمب حاولت إسكاتي لكنها منحتني منبرا أكبر

أفرج عن الناشط الفلسطيني بكفالة وينتظر الآن صدور حكم في قضية ترحيله

محمود خليل وزوجته بعد الإفراج عنه بكفالة (أ ف ب)

ملخص

الطالب الفلسطيني محمود خليل اعتقل في جامعة كولومبيا خلال حملة إدارة ترمب ضد طلاب مؤيدين للفلسطينيين، واحتجز لأكثر من ثلاثة أشهر. أفرج عنه بكفالة، وأصبح رمزاً للاحتجاجات الطلابية. الحكومة تسعى إلى ترحيله رغم عدم اتهامه بأي جريمة، وسط جدل حول حرية التعبير وتدخل السياسة في الجامعات.

لم يكن قد مضى على بدء معركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع جامعات النخبة سوى أيام قليلة عندما اعتقل مسؤولو الهجرة الاتحاديون الطالب الفلسطيني محمود خليل في مسكنه بجامعة كولومبيا في نيويورك في مارس (آذار) الماضي.

وأودع على مدى أكثر من ثلاثة أشهر في منشأة احتجاز للمهاجرين في ريف لويزيانا، فيما صعدت إدارة ترمب معركتها، فاعتقلت طلاباً أجانب آخرين داعمين للفلسطينيين وألغت منحاً بمليارات الدولارات للأبحاث كانت مخصصة لجامعتي كولومبيا وهارفرد وغيرهما من المؤسسات التعليمية الخاصة التي شهدت حركة احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين، وكان خليل من أبرز الناشطين فيها.

وقال خليل (30 سنة)، "لست نادماً مطلقاً على الوقوف ضد الإبادة الجماعية".

وصرح بذلك في مقابلة أجريت معه في شقته في مانهاتن، بعد أقل من أسبوعين من صدور أمر قضائي بالإفراج عنه بكفالة ريثما تنتهي إجراءات ضد إلغاء الإقامة الدائمة القانونية الحاصل عليها في الولايات المتحدة بهدف ترحيله.

وأضاف، "لست نادماً على الدفاع عن الحق، وهو معارضة الحرب والدعوة إلى إنهاء العنف".

نجم مسيرة حاشدة

يعتقد خليل أن الحكومة تحاول إسكاته، لكنها بدلاً من ذلك منحته منبراً أوسع.

ولدى عودته إلى نيويورك بعد إطلاق سراحه، استقبلته في المطار النائبة الأميركية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وهي خصم سياسي لترمب، ولوح أنصاره بالأعلام الفلسطينية بينما التقى زوجته وابنه الرضيع الذي لم يحضر ولادته بسبب احتجازه.

وبعد يومين، كان خليل نجم مسيرة حاشدة على درج كاتدرائية قرب حرم جامعة كولومبيا في مانهاتن حيث انتقد مسؤولي الجامعة.

وظهر الأسبوع الماضي، أمام حشود مبتهجة إلى جانب زهران ممداني، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي للترشح لرئاسة بلدية نيويورك.

وقال خليل، "لم أختر أن أكون في هذا الموقف بل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية... هذا بالطبع كان له تأثير كبير في حياتي. لا أزال بصراحة أحاول التأمل في واقعي الجديد".

ولم يتمكن الشاب من حضور حفل تخرجه في مايو (أيار) الماضي وخرج من الاحتجاز عاطلاً عن العمل. وقال إن مؤسسة خيرية دولية سحبت عرضها له للعمل مستشاراً سياسياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دوافع الإدارة الأميركية

قد تكسب الإدارة الأميركية استئنافها وتحتجز خليل مجدداً، لذا قال إن أولويته هي قضاء أطول وقت ممكن مع ابنه وزوجته طبيبة الأسنان.

ولد خليل في مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، أما زوجته الطبيبة نور عبدالله فهي مواطنة أميركية. ونال الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة العام الماضي.

وانتقل إلى نيويورك عام 2022 كطالب دراسات عليا، وأصبح أحد المفاوضين الرئيسين من الطلاب بين إدارة جامعة كولومبيا والمحتجين الذين اعتصموا في حديقة الحرم الجامعي وطالبوا بإنهاء استثمارات الجامعة في شركات تصنيع الأسلحة وغيرها من الشركات التي تدعم الجيش الإسرائيلي.

خليل ليس متهماً بأي جريمة، لكن الحكومة الأميركية استندت إلى قانون هجرة فضفاض لتدفع بضرورة ترحيله هو وعدد من الطلاب الدوليين الآخرين المؤيدين للفلسطينيين بدعوى أن خطابهم "القانوني لكن المثير للجدل" قد يضر بمصالح السياسة الخارجية الأميركية.

وحكم القاضي الاتحادي الذي ينظر القضية بأن الأساس المنطقي الرئيس لإدارة ترمب لترحيل خليل هو على الأرجح انتهاك غير دستوري لحقوق حرية التعبير. وتستأنف الحكومة الحكم.

وكتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون رداً على الاستفسارات، "لا يتعلق الأمر ’بحرية التعبير‘، بل بأفراد لا يحق لهم الوجود في الولايات المتحدة لدعم إرهابيي ’حماس’ وتنظيم احتجاجات جماعية جعلت الجامعات غير آمنة وضايقت الطلاب اليهود".

"على الجامعات الاهتمام بالطلاب"

ندد خليل في المقابلة بمعاداة السامية ووصف الطلاب اليهود بأنهم "جزء لا يتجزأ" من حركة الاحتجاج. وقال إن الحكومة تستخدم معاداة السامية ذريعة لإعادة تشكيل التعليم العالي الأميركي الذي قال ترمب إن أيديولوجيات معادية لأميركا والماركسية و"اليسار الراديكالي" يسيطرون عليه.

وأبلغت إدارة ترمب جامعة كولومبيا وغيرها أن أموال المنح الاتحادية، ومعظمها للبحوث الطبية الحيوية، لن تستأنف ما لم تحظَ الحكومة بإشراف أكبر على من يقبلون ويوظفون وما يدرسونه، داعية إلى "تنوع فكري أكبر".

على عكس هارفرد، لم تطعن جامعة كولومبيا في إلغاء الحكومة المفاجئ للمنح ووافقت على بعض مطالب إدارة ترمب بتشديد القواعد المتعلقة بالاحتجاجات كشرط مسبق للمفاوضات حول استئناف التمويل.

ووصف خليل خطوات جامعة كولومبيا بالمفجعة. وقال، "سلمت كولومبيا المؤسسة بصورة أساسية لإدارة ترمب، وسمحت لها بالتدخل في كل التفاصيل المتعلقة بكيفية إدارة مؤسسات التعليم العالي".

وقالت إدارة جامعة كولومبيا إن الحفاظ على الاستقلالية الأكاديمية هو "خط أحمر" مع استمرار المفاوضات.

وأضافت المتحدثة باسم كولومبيا فرجينيا لام أبرامز إن مسؤولي الجامعة "يعارضون بشدة" توصيف خليل. وأضافت في بيان، "تعترف جامعة كولومبيا بحق الطلاب، بمن فيهم السيد خليل، في التحدث علناً عن القضايا التي يؤمنون بها بشدة... لكن من المهم أيضاً أن تلتزم الجامعة بقواعدها وسياساتها لضمان أن كل فرد بالجامعة يمكنه المشاركة في مجتمع جامعي خال من التمييز والمضايقات".

وحث خليل كولومبيا والجامعات الأخرى المستهدفة من قبل ترمب على الاهتمام بطلابها. وقال، "قدم الطلاب خطة واضحة حول كيف يمكن لهذا الحرم الجامعي أن يتبع حقوق الإنسان والقانون الدولي، وأن يشمل جميع الطلاب حيث يشعر الجميع بالمساواة بغض النظر عن مواقفهم من القضايا... إنهم يفضلون الاستسلام للضغوط السياسية بدلاً من الاستماع إلى الطلاب".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات