Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتعاش ربيع الديون في الأسواق الناشئة رغم التحديات

جمع المصدرون في المنطقة 106 مليارات دولار منذ بداية العام عبر صفقات السندات والصكوك

أحجام إصدارات الأسواق الناشئة العالمية ارتفعت 20 في المئة على أساس سنوي (اندبندنت عربية)

ملخص

بيع الدين في هذه المناطق جمع ما يتجاوز 190 مليار دولار في النصف الأول من العام، ويتجه لتجاوز الرقم القياسي المسجل العام الماضي البالغ 285 مليار دولار.

قال مصرفيون لوكالة "رويترز" إن بيع الأسواق الناشئة لأدوات الدين ازدهر في النصف الأول من العام، في تحدٍ لاضطرابات تسببت فيها الرسوم الجمركية والهجمات الصاروخية وتذبذب أسعار النفط، وسط اتجاه لتحقيق مستويات مرتفعة غير مسبوقة لعام آخر، في ظل بوادر على التخلي عن الدولار.

ولم تدفع تلك الاضطرابات المستثمرين الأثرياء الحريصين على تحقيق الربح وتنويع محافظهم الاستثمارية إلا إلى إبطاء موجة الشراء قليلاً، حتى في "يوم التحرير" عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية واسعة أو خلال الهجمات الإسرائيلية على إيران.

وقد تستمر الإمدادات غير المسبوقة من السندات الجديدة مع انخفاض أسعار النفط، مما يدفع الدول المصدرة إلى مواصلة الاقتراض لتمويل الإنفاق.

وقال الرئيس العالمي لقسم دول الأسواق الناشئة ورئيس أسواق رأس المال المقترض في شرق ووسط أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى بنك "بي أن بي باريبا" ألكسي تافين دي تيلك "ما يثير الدهشة هذا العام هو كيف أن الأسواق لا تزال نشطة، إن لم تكُن نشطة بشدة، في أصعب لحظات يمر بها العالم... كانت أحجام الإصدارات مذهلة".

وأوضح رئيس أسواق رأس المال المقترض في منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "جيه بي مورغان" شتيفان فايلر أن بيع الدين في هذه المناطق جمع ما يتجاوز 190 مليار دولار في النصف الأول من العام، ويتجه لتجاوز الرقم القياسي المسجل العام الماضي البالغ 285 مليار دولار.

الهروب إلى الملاذات الآمنة 

وهذه الزيادة علامة أخرى على اهتمام المستثمرين بأصول الأسواق الناشئة خلال عام اتسم بالاضطرابات التي عادة ما تدفع المستثمرين للهروب إلى الملاذات الآمنة.

وأردف فايلر أن "المستثمرين أثرياء للغاية... يتطلعون بشغف إلى توظيف أموالهم في أسواق الإصدار"، متوقعاً أن ترتفع الإصدارات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر، إذا انخفضت أسعار النفط.

وذكر مصرفيون أن منطقة الخليج، بقيادة السعودية، أصدرت ما يزيد قليلاً على 40 في المئة من ديون منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إذ استفادت الشركات والدول من تراجع أسعار الفائدة ومن توقع بقاء عوائد سندات الخزانة الأميركية مرتفعة لبعض الوقت.

وقال رئيس أسواق رأس المال المقترض في منطقة وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بنك "أتش أس بي سي" خالد درويش "شهد النصف الأول من العام بالتأكيد إصداراً قياسياً بالنسبة إلى الشرق الأوسط، إذ جمع المصدرون في المنطقة 106 مليارات دولار منذ بداية العام من صفقات السندات والصكوك، بالمقارنة مع 139 مليار دولار عام 2024 بأكمله".

وأضاف "كان تأثير جميع التطورات الجيوسياسية التي حدثت هذا العام ضئيلاً للغاية في سوق دول مجلس التعاون الخليجي".

ودعمت الاضطرابات الجيوسياسية أيضاً الطلب على بعض الإصدارات، فالمستثمرون الذين كانوا يتوخون الحذر في السابق حيال شركات الدفاع أصبحوا أكثر حماسة لها مع زيادة الإنفاق العسكري ضمن دول حلف شمال الأطلسي في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.

ضرورة التنويع

وأوضح فايلر أن المستثمرين الذين ينوعون محافظ استثماراتهم حريصون على عروض ديون الأسواق الناشئة ذات الهوامش الأكبر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر فريق تمويل الديون في "سيتي" أن أحجام إصدارات الأسواق الناشئة العالمية ارتفعت 20 في المئة على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام الحالي، مع نمو سريع لإصدارات الأسهم من الشركات.

وفي حين أن معظمها عبارة عن إعادة تمويل، انضمت إلى الساحة جهات إصدار جديدة مثل "شركة التعدين العربية السعودية" (معادن) العملاقة بإصدار صكوك بقيمة 1.25 مليار دولار وشركة "أزول إنرجي" الأنغولية التي طرحت سندات بقيمة 1.2 مليار دولار.

وقال الرئيس المشارك لتمويل الديون لمناطق وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى "سيتي" فيكتور مراد إن القائمة المتزايدة من جهات الإصدار الجديدة أتاحت للمستثمرين تنويع استثماراتهم.

وأشار درويش وفايلر إلى أن هناك أيضاً مزيداً من الحكومات والشركات التي تتجه إلى عملات أخرى، على رأسها اليورو، لتنويع استثماراتها بعيداً من الدولار.

وأصدرت السعودية سندات باليورو هذا العام، وكذلك فعلت الشارقة في الإمارات. وأضاف فايلر أن استكشاف الفرص في عملات أخرى جارٍ أيضاً بدءاً من الين الياباني ووصولاً إلى سندات "باندا" الصادرة في السوق المحلية الصينية باليوان، وباعت أوروغواي أول سنداتها السيادية بالفرنك السويسري.

وأوضح فايلر أن "هناك بالتأكيد توجهاً لدى جهات الإصدار العالمية لاستكشاف مزيد من بدائل التمويل غير الدولاري، إذ يسعى المقترضون إلى تقليل اعتمادهم على التمويل المقوم بالدولار"، مردفاً "أعتقد بأنها بداية اتجاه واضح".

وشرح مراد أن الاتجاه الملحوظ الآخر هو الابتعاد من الإصدارات لأجل 30 عاماً، مشيراً إلى تنفيذ عمليتين فقط بهذا الأجل من مناطق وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في النصف الأول من العام. وصارت منحنيات العائد أكثر حدة عالمياً، مما جعل الإصدارات طويلة الأجل أكثر كلفة على الحكومات والشركات من ذي قبل، وأضاف "جرى استبدال السندات طويلة الأجل بزيادة في أحجام إصدارات الثلاث سنوات".

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة