ملخص
من المنتظر أن يعقد المفاوض التجاري في الاتحاد الأوروبي محادثات داخل واشنطن هذا الأسبوع، لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية أعلى.
ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الأربعاء بقيادة أسهم شركات التعدين، في حين تلمس المستثمرون مؤشرات إلى إحراز أي تقدم في المحادثات التجارية الأميركية مع قرب الموعد النهائي لبدء تطبيق الرسوم الجمركية خلال يوليو (تموز) الجاري.
وصعد مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.3 في المئة إلى 542.03 نقطة، وارتفعت أيضاً مؤشرات أسواق المال داخل المنطقة.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الثلاثاء إنه لا يفكر في تمديد الموعد النهائي خلال التاسع من يوليو الجاري من أجل التفاوض على اتفاقات تجارية، وعبر عن تفاؤله في شأن التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل مع الهند، لكنه شكك في التوصل إلى اتفاق مماثل مع اليابان.
ومن المنتظر أن يعقد المفاوض التجاري في الاتحاد الأوروبي محادثات داخل واشنطن هذا الأسبوع لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية أعلى.
وارتفعت أسهم شركات التعدين 1.4 في المئة، في حين ارتفع المؤشر الفرعي للبنوك 1.3 في المئة.
الدولار مستقر
استقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوياته منذ فبراير (شباط) 2022 مقابل عملات رئيسة أخرى اليوم، خلال وقت يقيم فيه المتعاملون تلميحات من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) جيروم باول في شأن تيسير السياسة النقدية، إلى جانب التأثير المحتمل لمشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
واستقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول) 2021 مقابل اليورو، واقترب أيضاً من أدنى مستوى له منذ يناير (كانون الثاني) 2015 مقابل الفرنك السويسري.
وأكد باول أمس، خلال المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي في البرتغال، أن مجلس الاحتياطي الاتحادي يتبنى نهجاً صبوراً تجاه مزيد من خفوض أسعار الفائدة، لكنه لم يستبعد خفضها خلال اجتماع هذا الشهر، مؤكداً أن كل شيء يعتمد على ما يرد من بيانات.
وتزيد هذه التعليقات من أهمية تقرير الوظائف غير الزراعية الشهري المقرر صدوره غداً الخميس، وأدت بيانات مسح فرص العمل ودوران العمالة الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، والتي أشارت إلى متانة سوق العمل داخل الولايات المتحدة، إلى ارتفاع الدولار عن أدنى مستوياته أمس.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسة، قليلاً إلى 96.744 نقطة، لكنه لم يبتعد كثيراً من أدنى مستوى سجله خلال الليل عند 96.373.
وتراقب الأسواق من كثب مشروع قانون ترمب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي ربما يزيد ديون البلاد بمقدار 3.3 تريليون دولار. وسيعود مشروع القانون، الذي أقره مجلس الشيوخ الأميركي، إلى مجلس النواب للموافقة النهائية عليه.
وقال المحلل في بنك أستراليا الوطني رودريجو كاتريل "التأكيد أن هذا (التشريع) يتضمن زيادة في الإصدارات (أدوات الدين) وفي الإنفاق الحكومي بما يفوق الموارد المتاحة، لا يعد بالضرورة أخباراً إيجابية لسوق سندات الخزانة، ويمكن القول إنه أحد الأسباب وراء انخفاض الدولار".
وأيضاً، أثرت انتقادات ترمب المستمرة لباول على أداء العملة الأميركية، مما وضع استقلال البنك المركزي في دائرة الضوء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأرسل ترمب أول من أمس الإثنين قائمة بأسعار الفائدة الرئيسة للبنوك المركزية العالمية إلى باول مصحوبة بتعليق مكتوب بخط اليد، يقول فيه إن سعر الفائدة داخل الولايات المتحدة يجب أن يراوح ما بين 0.5 في المئة كما هو الحال في اليابان و1.75 في المئة مثل الدنمارك، وأخبره أنه "متأخر جداً... كالمعتاد".
واستقر الدولار الأميركي عند 0.7917 فرنك سويسري بعد انخفاضه إلى 0.7873 فرنك ضمن الجلسة السابقة، وانخفض اليورو قليلاً إلى 1.1791 دولار لكنه ظل قريباً من ذروته خلال الليل عند 1.1829 دولار.
واستقر الجنيه الاسترليني عند 1.3739 دولار وهو مستوى أقل بقليل من أعلى مستوى سجله أمس عند 1.3787 دولار، وهو المستوى الذي لامسه آخر مرة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2021.
وحقق الدولار مكاسب طفيفة مقابل العملة اليابانية وزاد 0.2 في المئة ليصل إلى 143.68 ين، بعد انخفاضه 0.4 في المئة خلال الجلسة السابقة.
وقال مايكل براون من "بيبرستون" في مذكرة للعملاء "لا يزال التوقع الأساس بالنسبة إلي هو تراجع الدولار الأميركي بوتيرة بطيئة لكن ثابتة مع مرور الوقت، وذلك مع تراجع الثقة تدريجاً في فكرة استقلال السياسة النقدية".
الذهب وضعف العملة الأميركية
استقرت أسعار الذهب اليوم في ظل ترقب المستثمرين بيانات الرواتب الأميركية وموقف جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الحذر في شأن خفض أسعار الفائدة، في حين أسهم ضعف الدولار في الحد من خسائر المعدن المقوم بالعملة الأميركية.
واستقر الذهب خلال المعاملات الفورية عند 3337.12 دولار للأونصة، واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 3346 دولاراً.
وقال رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في "تاست لايف" إيليا سبيفاك "تشهد أسعار الذهب استقراراً، بعد تسجيل أقوى مكاسب لها خلال أسبوعين. ويواصل الاتجاه العام دعم الاتجاه الصعودي في الوقت الحالي"، مضيفاً أن توقعات سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي تتصدر المشهد حالياً.
وقال سبيفاك "أكبر خطر على الذهب هو صدور نتائج قوية بصورة غير متوقعة لبيانات الوظائف غير الزراعية، لكن من المستبعد حدوث ذلك على ما يبدو".
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، لم يطرأ تغير على الفضة في المعاملات الفورية لتسجل 36.06 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.1 في المئة إلى 1352.50 دولار، وزاد البلاديوم 1.3 في المئة إلى 1114.16 دولار.
تراجع السوق اليابانية
تراجعت الأسهم اليابانية بصورة طفيفة اليوم متأثرة بعمليات بيع لأسهم شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة وحال الضبابية التي تحيط بالرسوم الجمركية، في حين قدمت احتمالات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة بعض الدعم للأسواق.
وفي الداخل، يترقب المستثمرون اليابانيون انتخابات الغرفة العليا من البرلمان والمقررة خلال الـ20 من يوليو الجاري وفرص التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، والذي أشار الرئيس دونالد ترمب إلى أنه قد لا يتوصل إليه قبل الموعد النهائي الذي حدده خلال التاسع من يوليو الجاري لفرض رسوم جمركية أعلى.
وتراجع المؤشر الياباني "نيكاي" 223.85 نقطة بما يعادل 0.6 في المئة ليغلق عند 39762.48 نقطة، وعلى رغم انخفاضه بأكثر من ثلاثة في المئة خلال الأسبوع الجاري فإنه ارتفع بنحو 11 في المئة منذ الثاني من أبريل (نيسان) الماضي حينما أعلن ترمب عن رسومه الجمركية المضادة.
وقال كبير المحللين الاستراتيجيين لدى "دايوا" للأوراق المالية كينجي آبي إن قوة "نيكاي" ترجع إلى توقعات خفض البنك المركزي الأميركي لأسعار الفائدة، وارتفاع أسهم أشباه الموصلات عالمياً خلال الشهر الماضي.
وأضاف "توقع جزء من المتعاملين في السوق الأخبار التي تفيد بأن المفاوضات التجارية بين اليابان والولايات المتحدة لا تسير على ما يرام لأنها استغرقت وقتاً طويلاً... لذلك، فإن احتمال عدم توصل طوكيو وواشنطن إلى اتفاق ليس مفاجئاً".