Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"جماعة نصرة الإسلام"... السلاح الباحث عن دور سياسي في الساحل الأفريقي

تتفرع من تنظيم "القاعدة" وتسعى إلى تقويض صدقية حكومات المنطقة وتقديم نفسها على أنها بديل موثوق للحكم

الاستراتيجية السياسية للجماعة دفعتها أخيراً إلى التحالف مع المتمردين الطوارق المحليين من جبهة تحرير أزواد (أ ف ب)

ملخص

محورت الجماعة "دعايتها على الدفاع عن الفئات المهمشة وضحايا العنف، وهي غالباً ما تنشر أشرطة فيديو تظهر أعمال عنف مرتكبة من قوى الأمن والقوات المساندة لها لإضفاء صبغة شرعية على خطابها"، وفق ما جاء في تقرير صدر عن الأمم المتحدة في فبراير الماضي.

بموازاة الفظائع التي لا يزال أفراد "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" يرتكبونها، تخوض هذه المجموعة مساراً تحولياً، سعياً إلى فرض نفسها على الساحة السياسية في منطقة الساحل الأفريقي.

وتلجأ هذه الجماعة الجهادية المتفرعة من تنظيم "القاعدة"، التي تعد الأقوى نفوذاً و"أكبر تهديد في منطقة الساحل" بحسب الأمم المتحدة، إلى استراتيجيات عسكرية وسياسية لتقويض صدقية حكومات المنطقة وتقديم نفسها على أنها بديل موثوق.

وتبّنت الجماعة الهجوم المنسق الذي طاول مواقع عسكرية في سبع مدن، في غرب مالي أمس الثلاثاء.

محورت الجماعة "دعايتها على الدفاع عن الفئات المهمشة وضحايا العنف، وهي غالباً ما تنشر أشرطة فيديو تظهر أعمال عنف مرتكبة من قوى الأمن والقوات المساندة لها لإضفاء صبغة شرعية على خطابها"، وفق ما جاء في تقرير صدر عن الأمم المتحدة في فبراير (شباط) الماضي.

ونددت الجماعة بـ"مجازر" ارتكبها جيش بوركينا فاسو ومجموعات مؤازرة له، وراح ضحيتها مدنيون من قومية الفولاني في مارس  (آذار) الماضي قرب سولينزو (غرب)، وبحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش"، قتل "أكثر من 130 مدنياً من الفولان".

وظهر عناصر من الجماعة في شريط دعائي مصور، وهم يقدمون إعانات للناجين.

وكرد على ما حصل، "شنت الجماعة هجوماً واسعاً على معسكر للجيش في دياباغا (الشرق)، مما أودى بحياة أكثر من 30 عسكرياً" ومدنياً رديفاً للجيش، "معلنة ’بداية الثأر لسولينزو‘"، بحسب تقرير صدر عن نينا ويلين مديرة البرنامج المعني بالشؤون الأفريقية في معهد "إغمونت" الملكي للعلاقات الدولية.

لكن الجماعة قد تقرر "في حالات أخرى قتل مدنيين أو تجويعهم من خلال محاصرتهم، بغية إجبار السكان المحليين على إبرام اتفاقات معها"، مما يتيح لها بسط حكمها، بحسب ما قال ليام كار المحلل لدى معهد "أميريكن إنتربرايز إنستيتوت" لوكالة الصحافة الفرنسية.

ليس في مقدور الجماعة إرساء حكمها في المدن الكبيرة مثل العواصم، لكنها تحكم البلدات بطريقة غير مباشرة عبر اتفاقات محلية تسمح لها بفرض الشريعة الإسلامية على السكان ومنعهم من التعاون مع الجيش وجباية إتاوات.

وفي أحيان كثيرة "يكون السكان المحليون منفتحين على بعض المساومات مع الجماعة، في ظل غياب مؤسسات الدولة وعجز الأخيرة عن توفير الحماية لهم"، بحسب ليام كار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبموجب هذه الاتفاقات، "ترفع الجماعة حصارها وتوقف هجماتها أو توافق على حماية السكان"، على حد قوله.

وفي مالي مثلاً، أنهت الجماعة حصاراً فرضته على مدينة بوني (وسط) نحو سنتين، إثر التوصل إلى اتفاق مع الوجهاء المحليين الذين حصلوا على ضوء أخضر من الحكومة.

يعتمد تنظيم "داعش - ولاية الساحل"، وهو أحد خصوم الجماعة، استراتيجية سياسية أكثر عنفاً للحكم عبر ترهيب السكان.

وفي جنوب غربي النيجر مثلاً، قتل 71 مدنياً في ماندا في يونيو (حزيران) الماضي و44 في فامبيتا في مارس 2025.

وأوضح كار أن تنظيم "داعش" يفرض "سيطرته بالقوة"، بينما تحاول الجماعة "التوفيق بين مقاربة قائمة على السكان وأخرى على القمع".

وأشار الباحث إلى أن "هذا التباين ينم عن خلافات في العقيدة بين المجموعات المتفرعة من "القاعدة"، وتلك التابعة لتنظيم ’داعش‘".

يرى مراقبون أن الاستراتيجية السياسية للجماعة دفعتها أخيراً إلى التحالف مع المتمردين الطوارق المحليين من جبهة تحرير أزواد.

وفي رأي كار "تشكل هيئة تحرير الشام (في سوريا) بطبيعة الحال مصدر إلهام" للجماعة التي ترى في تجربتها "نموذجاً محتملاً"، مضيفاً "قد تطبق الاستراتيجية عينها في شمال مالي إلى جانب جبهة تحرير أزواد، كما حصل في 2012".

ولفت كار إلى تحديات تحد من طموحات الجماعة، فهيئة تحرير الشام فكت ارتباطها بـ"القاعدة" وكانت تحظى بدعم شعبي كبير و"بجهة خارجية راعية، أي تركيا"، في حين لا تزال "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" مرتبطة بـ"القاعدة"، وتعتمد "على تمويلها والأسلحة التي تسلبها من جيوش المنطقة"، كما أنها مؤلفة من "أقليات، مثل الفولان والطوارق"، بحسب المحلل.

ولا تزال الجماعة "راهناً تسترشد باستراتيجية حركة ’طالبان‘، لكن استراتيجية هيئة تحرير الشام قد تؤتي بثمارها"، على حد قول دانييليه غاروفالو المتخصص في الحركات الجهادية.

ولفت إلى إنه "لا بد بداية من فك الارتباط بـ ’القاعدة‘ بالكامل وتغيير أسلوب شن الهجمات واعتماد نمط مختلف في الحوكمة، وهو أمر قد يستغرق سنوات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير