Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقهى الباقة... إسرائيل تخنق المتنفس الأخير للغزيين

شهادات رواده تستذكر ضحايا غارة أودت بقتلى وأصابت آخرين على شاطئ البحر والجيش يقول إن الضربة قيد المراجعة

تعرض مقهى الباقة مراراً لأضرار منذ بدء حرب غزة قبل 20 شهراً (أ ف ب)

ملخص

تحول المقهى المقام من الخشب والصفيح المقوى، الذي كان مكوناً من طبقتين على شاطئ بحر غزة، إلى خراب ودمار، وأظهرت لقطات بقعاً من الدماء على الأرض، بينما تبعثرت كراسي بلاستيكية محطمة في المكان.

خيم الحزن والذكريات على رواد مقهى الباقة الشهير المطل على البحر عند شاطئ حي الرمال في غرب مدينة غزة أمس الثلاثاء، غداة غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً.

وأعلن الدفاع المدني أول أمس الإثنين أن 24 شخصاً قتلوا، وأصيب عشرات آخرون في غارة جوية إسرائيلية على مقهى واستراحة الباقة، وأكد الجيش الإسرائيلي أمس أن الغارة التي قال إنها استهدفت "عدداً من إرهابيي حماس"، تخضع إلى "المراجعة".

وكان من بين القتلى إسماعيل أبو حطب، وهو مصور تلفزيوني مستقل، والفنانة التشكيلية آمنة السالمي الملقبة "فرانس"، بينما أصيبت بيان أبو سلطان، الصحافية والناشطة المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

خراب ودمار

وتحول المقهى المقام من الخشب والصفيح المقوى، الذي كان مكوناً من طبقتين، إلى خراب ودمار، وأظهرت لقطات بقعاً من الدماء على الأرض، بينما تبعثرت كراسي بلاستيكية محطمة في المكان.

 

وتعرض المقهى مراراً لأضرار خلال الحرب المتواصلة منذ أكثر من 20 شهراً، لكن مالكيه أعادوا ترميمه جزئياً خلال هدنة هشة شهدها القطاع في وقت سابق من هذا العام، وانهارت في مارس (آذار) مع استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية.

وتفاعل كثيرون على منصات التواصل مع الغارة الاسرائيلية واستذكروا ضحاياها لتخليد ذكراهم، وانتشرت على نطاق واسع لوحة رسمتها قبل أيام آمنة السالمي وتصور فيها ثلاثة قتلى، وكتبت الصحافية الفلسطينية نور الحرازين أن "آمنة لم تكن مجرد فنانة، بل كانت روحاً مشرقة".

من جهته، كتب الناشط وسيم صالح على حسابه على "فيسبوك"، "نجلس بجانب كافتيريا الباقة، ما زال البحر يقذف أشلاء الضحايا وندفنها".

جنازات الحزن والغضب

وقبل ظهر أمس خرجت من مستشفى الشفاء في غرب غزة جنازات للقتلى، وسط مزيج من الحزن والغضب.

خلال صلاة الجنازة على جثمان أبو حطب، وضعت سترته الواقية من الرصاص التي كتب عليها "صحافة" بالإنجليزية، على صدره، كما العادة مع عشرات الصحافيين الفلسطينيين الذين قتلوا في الحرب.

 

أما بيان أبو سلطان التي انتشرت صورتها والدماء تغطي وجهها بعد إصابتها في الضربة، فكتبت على "فيسبوك"، "نجونا لنلعن الاحتلال يوماً آخر".

وكتبت علا عبدربه، وهي ناشطة فلسطينية أصيبت في الغارة، "فجأة سمعت صوت انفجار وجدت رجلي تنزف".

وقبل اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كان المقهى يستقبل يومياً مئات الزبائن من الجنسين والفئات العمرية المختلفة، ويقدم مشروبات ساخنة وعصائر والأطعمة والمأكولات الفلسطينية والغربية.

 

وفي ظل الحرب والنقص الحاد في المواد الغذائية جراء الحصار الاسرائيلي، لم يستطع الباقة تقديم وجبات طعام، لكنه كان يقدم بعض المشروبات الساخنة، وبدأ قبل أسابيع توفير خدمة الإنترنت شبه المفقودة في غزة مجاناً لزبائنه.

وأعرب مالك المقهى ماهر الباقة (40 سنة) عن صدمته جراء الغارة، وقال إن "الباقة هي استراحة وكافيه (مقهى) عام، ومن أشهر الكافيهات على البحر في غزة، رواده من الشباب المثقف والصحافيين والفنانين وأطباء ومهندسين وكادحين". وأضاف "كانوا يشعرون بحرية واطمئنان ويعتبرونه مثل بيتهم الثاني، الاحتلال غدر الناس وقصف المكان من دون أي مبرر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى في حديثه، "كانوا جالسين بأمان الله، فوجئنا بقصف المكان"، مشيراً إلى أنه فقد في الغارة ثلاثة من أفراد عائلته وأربعة من العاملين في المقهى.

وشاركت الصحافية في غزة شروق العيلة صوراً للمقهى عبر حسابها على "إنستغرام"، مع تعليق جاء فيه "البحر أصبح ملاذنا الوحيد".

واعتبر ماهر أن المقهى كان "متنفساً لكثير من الناس، الملاذ الأخير للناس". وأضاف "شعرت أن تضامن الناس مع المكان، كأنهم يدافعون عما تبقى لهم من حلم في غزة".

المزيد من متابعات