Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاضطرابات الجيوسياسية وموجة الحر تعيدان رسم خطوط الطيران

المسافرون يبحثون عن ملاذات آمنة وسط تقلبات الطقس وتحديات الاستقرار العالمي

لا يزال قطاع السياحة العالمي يعيش حالاً من القلق، في ظل مخاوف الإلغاء المفاجئ للرحلات (رويترز)

ملخص

على رغم انحسار بعض التوترات الجيوسياسية وإعادة فتح المجالات الجوية في مناطق عدة، فلا يزال قطاع السياحة العالمي يعيش حالاً من القلق، في ظل مخاوف الإلغاء المفاجئ للرحلات وتبدل الخطط في اللحظة الأخيرة، وهو ما يشغل بال المسافرين الذين يخططون لرحلاتهم مسبقاً ويطالبون بضمانات واضحة للاسترداد والإلغاء.

مع حلول موسم الإجازات تزداد دقة العائلات في اختيار وجهات السفر، إذ تتصدر معايير السلامة العامة والطمأنينة لعودة آمنة إلى الوطن، إلى جانب الطقس والأجواء المعتدلة، قائمة الأولويات التي تحكم قرارات السفر.

وعلى رغم انحسار بعض التوترات الجيوسياسية وإعادة فتح المجالات الجوية في مناطق عدة، فلا يزال قطاع السياحة العالمي يعيش حالاً من القلق، في ظل مخاوف الإلغاء المفاجئ للرحلات وتبدل الخطط في اللحظة الأخيرة، وهو ما يشغل بال المسافرين الذين يخططون لرحلاتهم مسبقاً ويطالبون بضمانات واضحة للاسترداد والإلغاء.

وفي مواجهة هذه التحديات، يلفت متخصصون النظر إلى أخطار الاعتماد الزائد على السياحة الوافدة، مؤكدين ضرورة تنشيط الطلب الداخلي وتوسيع قاعدة الجذب السياحي، بما يعزز الاستقرار الاقتصادي ويحد من هشاشة القطاع أمام المتغيرات الخارجية.

حق الاسترداد

على رغم إعادة فتح المجالات الجوية وتراجع التوترات الجيوسياسية، فلا يزال كثير من المسافرين يبدون تخوفهم من الإلغاء المفاجئ للرحلات، بحسب المهتم بالسياحة ومنظم الرحلات أحمد العتيبي، الذي يؤكد أن الأسئلة المتكررة من الزبائن تتركز حول ضمان حق الاسترداد والإلغاء.

ويضيف العتيبي أن هذه المخاوف لم تتراجع بصورة كبيرة، مما يدفع كثراً إلى الاعتماد على شركات طيران موثوقة توفر إمكان الإلغاء المجاني حتى آخر لحظة ممكنة، كما يلاحظ أن الغالبية باتت تفضل الرحلات القصيرة والوجهات القريبة. ويتابع "أعتقد أن أوروبا الغربية، وبخاصة الأرياف في سويسرا والنمسا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، ما زالت الوجهات المفضلة للمسافرين من الخليج والسعودية، نظراً إلى قربها الجغرافي وتوافر مطاراتها على استقبال طبيعي للسياح".

القطاع السياحي بين تحديات 

يؤكد المحلل المالي حسين العطاس أن القطاع السياحي يمر بمرحلة دقيقة تعكس تأثير تزايد الأخطار الجيوسياسية وتقلبات الاقتصاد الكلي، ومع ذلك فإن هناك فرصاً كامنة تدعم استمراره في النمو.

فعلى المدى القصير، وعلى رغم الضبابية الاقتصادية وارتفاع كلفة السفر عالمياً نتيجة تضخم أسعار الطاقة وتذبذب أسعار صرف العملات، فإن موسم الصيف الحالي يبدو مبشراً بحركة سياحية نشطة نسبياً، مدفوعة برغبة الأفراد في الترفيه وتعويض فترات الركود السابقة. إلا أن هذا النشاط، وفق العطاس، قد يتركز في شريحة السياح من ذوي الدخل المتوسط إلى المرتفع، مقابل تراجع ملحوظ في الفئات الأكثر حساسية للأسعار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما على المدى البعيد فالتوقعات ترتبط بقدرة الدول على إعادة هندسة القطاع السياحي، ليس فقط عبر تنويع الوجهات، بل أيضاً من خلال دمج التكنولوجيا، وتعزيز السياحة المستدامة، وتوسيع قاعدة الإنفاق المحلي، بما يقلل من تأثر القطاع بالصدمات الموسمية أو السياسية.

ويشير العطاس إلى أن الدول التي تعتمد بصورة كبيرة على عائدات السياحة – كعدد من اقتصادات أوروبا وآسيا – في حاجة إلى سياسات مرنة لتعويض أي خسائر محتملة. من ذلك، تنشيط الطلب الداخلي، وتقديم عروض محفزة للأسواق الجديدة، خصوصاً في آسيا والشرق الأوسط، وتسريع تنويع مصادر الدخل القومي عبر الاستثمار في قطاعات تكميلية مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة والخدمات المالية.

ختاماً، يرى العطاس أن القطاع السياحي العالمي يواجه تحديات حقيقية، لكن الدول التي بدأت بمراجعة استراتيجياتها وتنويع أسواقها ستنجح في تحويل هذه التحديات إلى فرص، كما هي الحال في السعودية ضمن برامج التحول الوطني.

موجة حر وحرائق وعواصف

تجتاح أوروبا حالياً موجة حر شديدة طاولت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وتركيا، وأدت إلى إعلان حال تأهب قصوى في عشرات المدن، مع تسجيل درجات حرارة تجاوزت 46 مئوية في بعض المناطق.

في فرنسا، أغلقت المدارس وقمة برج إيفل، وتوقفت رحلات القطارات جزئياً. أما البرتغال فشهدت عواصف نادرة وحرائق في الجنوب، تزامناً مع موجة حر قياسية.

وفي تركيا أجبرت حرائق واسعة النطاق أكثر من 50 ألف شخص على الإخلاء، نتيجة رياح تجاوزت سرعتها 120 كلم/ساعة.

كذلك سجلت إيطاليا فيضانات مميتة، وسط تحذيرات من عواصف رعدية وأعاصير موضعية في مناطق عدة.

وجهات صيفية مختلفة

وسألت "اندبندنت عربية" الشابة نورة محمد عن خططها لهذا الصيف، فأجابت بأنها تفضل البقاء في المدينة وأخذ "ترم صيفي"، معتبرة أن موجة الحر العالمية تجعل من السفر خياراً مرهقاً وغير مضمون.

أما شقيقتها فأعربت عن تفضيلها التوجه إلى أبها، بحثاً عن الأجواء المعتدلة و"راحة البال"، قائلة إن الأمان وراحة الأطفال في هذه الظروف المناخية هما الأولوية القصوى بالنسبة إليها.

وسجلت السياحة الداخلية في السعودية خلال عام 2024 نمواً ملحوظاً بنسبة خمسة في المئة مقارنة بعام 2023، إذ بلغت 86.2 مليون رحلة محلية، بحسب التقرير الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة السياحة، مما يعكس ارتفاعاً مستمراً في إقبال المواطنين والمقيمين على استكشاف وجهات الداخل السعودي.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات