ملخص
على رغم تنامي عدد لاعبات المصارعة في السعودية وظهور أندية محلية تهتم بهذه الرياضة، لا يزال المنتخب الوطني النسائي والمعسكرات التدريبية في طور التأسيس
وسط الحراك الرياضي المتسارع في السعودية، وخصوصاً في مجال الرياضة النسائية، تبرز المصارعة النسائية كإحدى التجارب الجديدة التي تجمع بين الإثارة والتحدي، لما تنطوي عليه من مكاسب محتملة للمرأة السعودية.
وعلى رغم تنامي عدد اللاعبات وظهور أندية محلية تهتم بهذه الرياضة، لا يزال المنتخب الوطني النسائي والمعسكرات التدريبية في طور التأسيس، مما يفسر غياب المشاركة النسائية عن دورة الألعاب السعودية، الحدث الرياضي الأبرز في البلاد، لكن ذلك لم يمنع إقامة بطولات محلية انطلقت من العاصمة الرياض وشهدت إقبالاً لافتاً، إذ سجلت أول بطولة للفتيات دون سن العاشرة مشاركة نحو 300 لاعبة وسط حضور جماهيري من العائلات التي جاءت لتشجيع الفتيات بحماسة.
النصر يتصدر المشهد
في نادي النصر الرياضي بالرياض، أحد أوائل الأندية التي فتحت أبوابها للمصارعة النسائية، تتدرب حالياً نحو 90 لاعبة غالبيتهن سعوديات تراوح أعمارهن ما بين 8 و17 سنة. وتترقب اللاعبات فرصة الانضمام إلى المنتخب الوطني أو الالتحاق بمعسكرات تطوير الأداء، إضافة إلى المشاركة في دورة الألعاب السعودية، وهي خطوة لم تُفعَّل بعد، بحسب ما أكده المدير الفني لرياضة المصارعة بالنادي مجدي رشاد (42 سنة) الذي يمتلك خبرة تتجاوز عقدين ودرَّب سابقاً المنتخب السعودي للرجال لمدة سبع سنوات.
طموحات عالمية وإمكانات واعدة
يتصدر نادي النصر الترتيب العام على مستوى السعودية في فئة الإناث تحت 15 سنة، وهي الفئة التي تعد النواة الأساسية لتشكيل المنتخبات الوطنية. وعلى رغم المشاركة النسائية في بطولات محلية، لم يعلن الاتحاد السعودي للمصارعة حتى الآن عن موعد لتشكيل منتخب نسائي رسمي أو إطلاق معسكرات تدريبية خاصة باللاعبات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم التحديات يؤكد مجدي رشاد أن اللاعبات في السعودية يتمتعن بـ"خامات واعدة" ويظهرن التزاماً لافتاً تجاه اللعبة التي يرى أنها تسهم في تعزيز الثقة بالنفس وتمنح الفتيات حافزاً لتمثيل البلاد محلياً ودولياً. ويوضح أن الاتحاد يمضي بخطة "مدروسة ومتأنية" لبناء قاعدة نسائية تبدأ من الفئات العمرية الصغيرة ضمن مسار طويل الأمد لتطوير اللعبة.
ويضيف رشاد "المصارعة ليست مجرد رياضة بدنية، بل وسيلة لبناء شخصية قوية تمنح الفتاة الثقة والشجاعة وتساعدها في مواجهة المواقف المختلفة، كما تعد وسيلة فعالة لتصريف الطاقة وتخفيف التوتر"، مستشهداً بتجربته الشخصية عندما كان طفلاً كثير الحركة في حي شعبي قبل أن تهذب المصارعة طاقته وتحوله إلى شخص أكثر اتزاناً.
الرياض تتصدر الخامات النسائية
يرى المدير الفني لنادي النصر أن أبرز الخامات النسائية في المصارعة السعودية تتركز في منطقتي الرياض والشرقية، مشدداً على أن اللعبة لا تعتمد فقط على الموهبة، بل تتطلب إعداداً بدنياً ونفسياً متكاملاً. ويضيف أن المصارعة ليست غريبة عن المجتمع السعودي، بل تحاكي بعض ألعاب الطفولة الشعبية، مثلما هي الحال في الأحياء الشعبية في مصر، حيث تنشأ روح المنافسة بصورة فطرية.
ويؤكد رشاد أن بعض اللاعبات تظهر عليهن علامات التفوق في وقت مبكر، إلا أن الموهبة وحدها لا تكفي، إذ تظل المثابرة والانضباط عاملين حاسمين في تحقيق النتائج. ومن بين الأسماء البارزة التي يراها نموذجاً حياً للخامة الجيدة والشخصية القوية غيداء التي أحرزت المركز الأول في إحدى البطولات، إضافة إلى رتيل وعفاف ومريم مجرشي ومريم فقيه وروان وعزيزة علواني وعزيزة هادي، وجميعهن يتمتعن بطموحات تتجاوز الحدود المحلية نحو التمثيل العالمي.