ملخص
تصاعدت لليوم الثالث على التوالي المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تفاقم مريع للأوضاع الإنسانية، فضلاً عن مخاوف من انزلاق القتال المستمر في هذه المدينة لأكثر من 14 شهراً باتجاه سيناريو أكثر دماراً بسبب تعنت طرفي الحرب وغياب أي أفق سياسي للحل.
تصاعدت لليوم الثالث على التوالي المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تفاقم مريع للأوضاع الإنسانية، فضلاً عن مخاوف من انزلاق القتال المستمر في هذه المدينة لأكثر من 14 شهراً باتجاه سيناريو أكثر دماراً بسبب تعنت طرفي الحرب وغياب أي أفق سياسي للحل.
وبحسب مصادر عسكرية صعدت "الدعم السريع"، أمس الأحد، قصفها المدفعي العنيف طويل المدى مستهدفة الأحياء السكنية لمدينة الفاشر، بخاصة الواقعة في الشمال والغرب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص في الأقل وإصابة العشرات إثر سقوط قذائف مدفعية على سوق نيفاشا بمخيم أبوشوك شمال الفاشر، وهي السوق الوحيدة التي تعمل داخل المدينة بنسبة 50 في المئة، لكنها ظلت تتعرض لهجمات جوية ومدفعية باستمرار مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين ودمار هائل طال المتاجر.
وأشار بيان لـ"شبكة أطباء السودان" إلى أن نحو 239 طفلاً فارقوا الحياة في المدينة نتيجة انعدام الغذاء والدواء خلال الأشهر الستة الماضية، حيث شهدت هذه الفترة تزايد حالات الجوع ونقص الغذاء والدواء وقصف مستودعات تغذية الأطفال بمدينة الفاشر. وأسف البيان لتجاهل العالم لأطفال دارفور المحاصرين منذ أكثر من عام، في ظل انعدام تام لمعظم المواد الغذائية وارتفاع أسعارها داخل الفاشر والمعسكرات بولاية شمال دارفور. وطالب البيان بالإسراع لإنقاذ ما تبقى من المدنيين الذين يتعرضون للحصار والقصف المستمر، مشدداً على ضرورة قيام المنظمات الإقليمية والدولية بالضغط على "الدعم السريع" لقبول وتنفيذ الهدنة المقترحة من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفتح شريان حياة عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة والمعينات الطبية ورفع الحصار المضروب على المدينة منذ أكثر من عام.
محور كردفان
وشهدت ولايات إقليم كردفان الثلاث، شمال وجنوب وغرب، حال استنفار قصوى، فضلاً عن مواجهات متفرقة وطلعات جوية مكثفة خصوصاً من جانب الطيران الحربي التابع للجيش لاستطلاع مواقع "الدعم السريع". وأفادت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أمس الأحد، بنزوح 3200 أسرة من قرية القنطور في محلية بابنوسة بولاية غرب كردفان، بسبب الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، وبينت المنظمة أن هذه الأسر نزحت إلى مناطق مختلفة داخل محلية الأضية بغرب كردفان، لافتة إلى أن الأوضاع في هذه المنطقة متوترة وسريعة التغير.
واستهدفت "الدعم السريع" مدينة بابنوسة مرات عدة اعتباراً من الـ16 من يونيو (حزيران) الجاري، لكن الجيش نجح في صد كل الهجمات التي تعرضت لها المدينة، مما أجبر "الدعم السريع" على التراجع إلى القرى التي تقع قرب المدينة. وتسيطر هذه القوات على معظم مناطق غرب كردفان، بما في ذلك عاصمة الولاية الفولة، ومدن المجلد والميرم ولقاوة والخوي والنهود وود بندة، بينما يسيطر الجيش على بابنوسة وبعض حقول النفط في منطقة هجليج.
كما أشارت منظمة الهجرة إلى نزوح 121 أسرة من قرية لمينا بمحلية شيكان بولاية شمال كردفان، بسبب تفاقم انعدام الأمن.
وكانت "الدعم السريع" شنت في 24 يونيو هجوماً على قريتي لمينا وألحقونا اللتين تبعدان 40 كيلومتراً جنوب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في محاولة لتضييق الخناق عليها بعد الهجوم الذي شنته على النهود والخوي في مايو (أيار) الماضي في محاولة للسيطرة عليها.
البرهان في إسبانيا
في الأثناء، وصل قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، أمس الأحد، إلى مدينة إشبيلية الإسبانية للمشاركة في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، فضلاً عن عقده لقاءات مع مسؤولين دوليين رفيعي المستوى.
وسيلقي البرهان بيان السودان أمام المؤتمر لتأكيد التزام البلاد خطة أهداف التنمية المستدامة، وتطلعه إلى العمل المشترك والتعاون البناء مع الأصدقاء والشركاء الدوليين بناء على الاحترام المتبادل واحترام السيادة الوطنية وتحقيق المصالح المشتركة، إلى جانب شرح تطورات الأوضاع بالسودان والتحديات التي يواجهها لتحقيق أهداف التنمية.
وتأتي زيارة البرهان إلى إسبانيا تلبية لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
ويشارك في المؤتمر عدد من رؤساء الدول والحكومات وممثلي منظمات إقليمية ودولية، إلى جانب الخبراء الاقتصاديين المعنيين بالتنمية المستدامة.
ويعقد المؤتمر برعاية الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وهو إحدى أذرع الأمم المتحدة، ويستثمر في السكان الريفيين من أجل تمكينهم من الحد من الفقر، وزيادة الأمن الغذائي، وتحسين التغذية، وتعزيز قدرتهم على الصمود، ويدعو الصندوق إلى زيادة التمويل المخصص للتنمية الريفية والزراعية، باعتباره استثماراً استراتيجياً للقضاء على الفقر والجوع، وتحقيق السلام العالمي، وضمان كوكب صالح للعيش للأجيال القادمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إصابات بالكوليرا
صحياً، أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن تسجيل 189 إصابة بالكوليرا وسط اللاجئين السودانيين العائدين من جنوب السودان في ثلاث مناطق. ووفقاً لبيان صادر عن الوزارة، فإن ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار سجلت إصابات بالكوليرا وسط العائدين من جنوب السودان تجاوزت 189 حالة حتى السبت الماضي، وأفاد البيان بأن إقليم النيل الأزرق شهد ارتفاعاً في عدد حالات الكوليرا داخل مراكز إيواء العائدين، في وقت تصدرت ولاية سنار الولايات الأكثر تضرراً في تفشي المرض.
ولفت مدير الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة منتصر محمد عثمان إلى أنه جرى تفعيل غرف الطوارئ في النيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق، في وقت تتابع الوزارة الترصد الوبائي، منوهاً إلى أنه تم توفير محاليل وريدية إلى الولايات المتأثرة، تحسباً لزيادة الحالات القادمة من جنوب السودان إلى النيل الأزرق، فضلاً عن تفعيل فرق الاستجابة السريعة وتنشيط البلاغات اليومية. وأشار إلى أن ولاية النيل الأبيض تنسق مع سلطات جنوب السودان، بخاصة في معبر جودة الذي أنشئ فيه مركز عزل لمتابعة القادمين وتحويل الحالات المشتبه فيها إلى مستشفى جودة، موضحاً أن التنسيق مع وزارة الصحة بجنوب السودان يشمل متابعة ومعالجة حالات الاشتباه، إذ جرى علاج وتنويم أكثر من 70 مصاباً بالكوليرا.
وتمكنت الحكومة السودانية من احتواء انتشار هذا الوباء في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار خلال الفترة الماضية، عبر تدخلات مكثفة، في وقت وفرت الأمم المتحدة أكثر من 3 ملايين جرعة تطعيم ضد المرض ومستلزمات طبية أخرى.
وعاد 67 ألف سوداني إلى إقليم النيل الأزرق من جنوب السودان، خلال الفترة من مطلع أبريل (نيسان) إلى 22 يونيو الحالي، بسبب انعدام الأمن وانقطاع الخدمات والمساعدات. وكان قد لجأ 45 ألف شخص من جنوب السودان منذ أبريل إلى ولاية النيل الأبيض التي تستضيف أكثر من 412 ألف لاجئ.
اختبارات الشهادة
تربوياً، انطلقت أمس، اختبارات الشهادة الثانوية السودانية للدفعة المؤجلة لعام 2024، في ظل ظروف معقدة تواجه الطلاب، واستعدادات مكثفة من وزارة التربية والتعليم، وتستمر الاختبارات حتى 10 يوليو (تموز) 2025. وبحسب وزارة التربية والتعليم فإن عدد الطلاب الذين حضروا الاختبارات بلغ نحو 200 ألف طالب، في المراكز المحددة داخل الولايات الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني، وفي المراكز الخارجية في دول اللجوء مثل مصر وأوغندا وتشاد.
وتعقد الاختبارات في ظل استمرار الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"، مما يخرج عدداً كبيراً من الطلاب من دائرة المشاركة، لا سيما من يوجدون في المناطق التي تسيطر عليها "الدعم السريع" في إقليمي دارفور وكردفان. وحذرت لجنة المعلمين السودانيين مما وصفته بـ"الفساد الملازم" لإجراء اختبارات الشهادة السودانية في نسختي ما بعد الحرب، مشيرة إلى الطريقة التي تدار بها الاختبارات واختيار المراقبين والمشرفين. كما حذرت لجنة المعلمين أيضاً في بيان من أن تؤدي عملية إجراء الاختبارات، بشكلها المتجزئ، إلى تقسيم السودان، منوهة بحرمان آلاف الطلاب من الاختبارات في الولايات التي لا تخضع لسلطة الجيش.
ويتقدم الطلاب لأداء الاختبارات وسط أوضاع اقتصادية وأمنية متردية، مع استمرار أزمة الكهرباء في أنحاء واسعة من البلاد، إضافة إلى دخول فصل الخريف مما يصعب الحركة التي الولايات التي خصصت كمراكز لاختبار الطلاب القادمين من الولايات الغربية.