ملخص
أكد مقربون من البيت الأبيض أن رئيس البنك الدولي السابق ديفيد مالباس وعضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر من ضمن المرشحين المحتملين الآخرين.
تلقت "وول ستريت" صدمة مدوية بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يقترب من اختيار بديل لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مع نفاد صبره تجاهه لرفضه الانصياع لأوامر الرئيس بتغيير سياسته النقدية وخفض أسعار الفائدة.
وقال ترمب على هامش قمة "الناتو" إنه حصر خياراته في ثلاثة أو أربعة مرشحين، وذكرت تحليلات في "وول ستريت" أنه قد يعلن عن اختياره النهائي بحلول سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) أو حتى هذا الصيف بهدف تقويض سلطة باول خلال ما تبقى من ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026.
وقال الرئيس ترمب، "أعرف ضمن ثلاثة أو أربعة أشخاص من سأختار"، من دون أن يذكر أسماء محددة.
من رؤساء "المركزي"؟
ووفقاً لمحللين، فإن الحاكم السابق في "الاحتياطي الفيدرالي" كيفين وورش، ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفين هاسيت، من بين المرشحين الذين يفكر ترمب فيهم، كذلك طرح اسم وزير الخزانة سكوت بيسنت كأحد الخيارات.
وأضاف المحللون أنه قبل انتخاب ترمب، اقترح بيسنت في عام 2024 فكرة تعيين "رئيس ظل" لمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء ولاية باول، لضمان أن "لا أحد سيهتم بعد الآن بما يقوله جيروم باول".
ويشار إلى أن بيسنت يريد أن يبقى وزيراً للخزانة الأميركية حتى نهاية رئاسة ترمب، لكن في حال أن طلب الرئيس منه رئاسة "الفيدرالي" فلا يستطيع أن يرفض، ويعد مدير المجلس الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت المقرب من ترمب أقوى المرشحين
وزير الخزانة مستبعد
وكان بيسنت أبلغ المشرّعين في وقت سابق من هذا الشهر أنه يرغب في البقاء في منصبه حتى عام 2029، لكنه لم يستبعد احتمال أن يصبح الرئيس المقبل للبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال إنه يمتلك "أفضل وظيفة" في واشنطن، وهو "سعيد بتنفيذ ما يطلبه الرئيس ترمب"، مشيراً في الوقت نفسه إلى رغبته في "البقاء حتى 2029" من أجل تنفيذ أجندة الإدارة.
وأكد مقربون من البيت الأبيض أن رئيس البنك الدولي السابق ديفيد مالباس وعضو مجلس محافظي الفيدرالي كريستوفر والر من ضمن المرشحين المحتملين الآخرين. وكان والر عبّر أخيراً عن دعمه لخفض أسعار الفائدة، وهو موقف من المؤكد أنه سينال رضا ترمب.
تفكير جدي
ويأتي التفكير الجدي في بدائل باول بعد فترة من الضغوط المتزايدة من ترمب، إذ إن موقف باول الحذر في شأن السياسة النقدية وعدم الاستعجال في اتخاذ قرارات الفائدة تسبب في تصاعد التوترات مع البيت الأبيض. ودعا ترمب مراراً إلى خفض الفائدة ووجه سلسلة من الإهانات لباول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفاً إياه بـ"الخاسر" و"الأحمق".
وتعليقات ترمب الأخيرة لم توضح ما إذا كان يعتزم إقالة باول أو أنه سيعلن عن خليفته قريباً. والأسبوع الماضي، قال متسائلاً "ربما، فقط ربما، سيتعين علي تغيير رأيي في شأن إقالته؟".
باول يعتزم المواجهة
من جهته، قال باول إنه يعتزم إكمال ولايته كرئيس للبنك الاحتياطي الفيدرالي، وأن القانون لا يسمح بإقالته.
وقال ترمب، "لحسن الحظ، سيغادر قريباً، لأنه بنظري شخص فاشل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاءت تصريحات الرئيس الأميركي بالتزامن مع مثول باول أمام مجلس الشيوخ في اليوم الثاني من شهادته الدورية أمام الكونغرس.
وقال باول للمشرعين إن البنك المركزي "في وضع جيد للانتظار" قبل إجراء أي تعديلات على الفائدة، حتى تتضح آثار رسوم ترمب الجمركية على التضخم ومسار الاقتصاد الأميركي.
هجوم متزايد
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اشتدت هجمات ترمب على باول، إذ دعا إلى خفض الفائدة من 4.25 في المئة و4.5 في المئة إلى ما بين 1 في المئة و 2 في المئة، وقال عن باول وأعضاء مجلس الفيدرالي، "لا أعرف لماذا لا يتجاوز المجلس هذا الأحمق الكامل والمطلق!".
وكرر ترمب بعض هذه التصريحات في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، مطالباً بخفض الفائدة "بما لا يقل عن نقطتين أو ثلاث نقاط"، وقال إن باول "سيمثل أمام الكونغرس اليوم ليشرح، من بين أمور أخرى، لماذا يرفض خفض الفائدة".
وأضاف "آمل بأن يعامله الكونغرس كما ينبغي لهذا الشخص الغبي والعنيد. سندفع ثمن فشله لسنوات مقبلة".
لا وجود للتضخم
أمس الأربعاء، كرر ترمب حجته المعتادة في شأن ضرورة خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة على الأقل على الفور، مستنداً إلى ما وصفه بـ"عدم وجود تضخم".
وتحدث عن لقائه السابق مع باول، مقلداً صوته بطريقة ساخرة، وكرر هجماته الشخصية قائلاً "أعتقد أنه شخص غبي للغاية في الحقيقة"، واصفاً إياه بأنه "شخص عادي الذكاء".
انقسام بالبنك المركزي
وليس ترمب وحده من يدعو إلى خفض الفائدة، إذ أعرب بعض صناع السياسة في "الفيدرالي" مثل الحاكمتين ميشيل بومان وكريستوفر والر عن دعمهما لخفض الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقبل في يوليو (تموز)، بسبب تراجع مؤشرات التضخم أخيراً.
لكن مسؤولين آخرين حذروا من الاستعجال، وقالوا إنه من المبكر جداً معرفة التأثير الحقيقي للرسوم الجمركية على التضخم.
وحتى إن ترمب ألمح إلى إمكانية تعيين نفسه رئيساً للبنك الاحتياطي الفيدرالي. أحد المشرعين سأل باول أول من أمس الثلاثاء عما إذا كان ذلك ممكناً، أجاب باول "لا أعرف"، مضيفاً "هذا ليس سؤالاً لي".
ولم يصرّح باول عمّا إذا كان يخطط أيضاً لمغادرة مجلس المحافظين، علماً أن ولايته كعضو في المجلس تمتد حتى عام 2028.
وفي جلسة الثلاثاء، تهرب مراراً من الأسئلة حول ترمب وسياساته وهجماته الشخصية، وقال "كل ما أريده في ما تبقى من وقتي في الاحتياطي الفيدرالي هو أن يكون الاقتصاد قوياً والتضخم تحت السيطرة. أريد أن أُسلّم المنصب لخلفي وهو في هذه الحال".