ملخص
العديد من قصص الحب التي خلدتها السينما تحمل في طياتها وجهاً مظلماً، إذ تتحول العلاقات إلى نماذج سامة ومضطربة، سواء عن قصد درامي كما في "عيد حب أزرق" و"من يخاف من فيرجينيا وولف؟"، أو بشكل غير مقصود كما في "غريس" و"وصلتك رسالة"، ما يدعو لإعادة تقييم "الرومانسية" الهوليوودية.
يتذكر الجميع أعظم قصص الحب في السينما، فمن "عندما التقى هاري بـ سالي"When Harry Met Sally إلى "كازابلانكا" Casablanca، لطالما عشقت هوليوود الحكايات التي تلتقي فيها الأرواح في أكثر اللحظات والظروف غرابة.
لكن الأمور لا تسير دوماً على هذا النحو. فبعض الأفلام تختار أن تغوص في الجانب المعتم من العلاقات التي تتحول فيها شرارة الحب بسرعة إلى نار خانقة، وتنحدر الحكاية إلى دروب الهلاك.
وغالباً ما يكون هذا الخيار مقصوداً تماماً، كما في فيلم "توقيت سيئ" للمخرج نيكولاس روغ أو "عيد حب أزرق" لـ ديريك سيانفرانس، إذ يجد المشاهد نفسه محاصراً في دوامة علاقة سامة، لا يملك سوى أن يراقبها بأصابع مرتجفة تخفي جزءاً من وجهه، بينما تنهار أمامه علاقة كانت يوماً ما مقدسة.
وفي أحيان أخرى على كل حال تأتي السميّة من دون قصد على الإطلاق، عبر ثنائيات بشرية غير منسجمة، لكنها تُقدَّم في ثوب قصص حب دافئة ومؤثرة (وهذا شائع بخاصة في الأفلام القديمة مثل "غريس" أو "نادي الإفطار"، وهي أعمال لم تنجُ من إعادة التقييم النقدي القاسي بعد مرور عقود على صدورها).
إليكم إذاً تصنيفنا لأكثر 20 علاقة سامة مرت على الشاشة الكبيرة ...
20. "الحب في الواقع" Love Actually
يصعب اختيار العلاقة الأكثر سميّة وسط هذا الزحام العاطفي المتشابك في فيلم "الحب في الواقع". لكن من وجهة نظري، فإنها العلاقة المثيرة للغثيان التي تجمع بين رئيس الوزراء، الذي يؤدي دوره هيو غرانت، وموظفة مبتدئة في مكتبه، تجسدها مارتين ماكوتشين. على أية حال، فهناك وفرة من الخيارات الأخرى التي لا تقل اضطراباً.
19. "انجذاب قاتل" Fatal Attraction
لطالما كانت الإثارة الجنسية أرضاً خصبة لاستكشاف العلاقات السامة على الشاشة، وليس فيلم "انجذاب قاتل" استثناء من ذلك. في حين أن شخصية أليكس فورست، التي تجسدها غلين كلوز، والتي تتعلق بشكل مرضي بـ دان غالاغر الذي يؤديه مايكل دوغلاس بعد علاقة جسدية عابرة معه، قد تكرس بعض الصور النمطية المقلقة (أجل، النساء اللواتي يصبحن مهووسات وانتقاميات بعد علاقة قصيرة)، إلا أن الفيلم يظل واحداً من أكثر الأعمال تشويقاً في تصوير علاقة مقلقة بكل المقاييس.
18. "سعداء معاً" Happy Together
ربما يمكننا اعتبار وونغ كار واي أكثر مَن يجيد تصوير القصص العاطفية غير المكتملة في السينما، من خلال عرضه علاقة حب فوضوية تجري أحداثها في الأرجنتين بين رجلين من هونغ كونغ يجسدهما ليزلي تشونغ وتوني لونغ. يعد فيلم "سعداء معاً" عملاً كلاسيكياً حديثاً في سينما الميم، يتقلب بين لحظات من الطرافة والحزن، ويقدم رؤية فريدة وغريبة لعلاقة غامضة ومدمرة في آن واحد.
17. "الشفق" Twilight
لا أظنني أخاطر كثيراً إذا قلت إن هناك ما يثير الريبة في علاقة تجمع بين مصاص دماء يبلغ من العمر مئة عام وطالبة في سن المراهقة. تصر أفلام "توايلايت" على تصوير قصة الحب التي تجمع بين بيلا (كريستين ستيوارت) وإدوارد (روبرت باتينسون) برومانسية مفرطة، لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن علاقتهما سامة بشدة.
16. "حرب باردة" Cold War
كان من السهل على فيلم الدراما البولندي الصادر عام 2018 أن يحمل عنوان "علاقة سامة: النسخة السينمائية"، حيث يرصد قصة حب ملتهبة بين مغنية شابة موهوبة (جوانا كوليغ) ومخرج موسيقي (توماش كوت). تتخلل العمل لحظات من الجمال والوجدان العميق، لكن الغالب هو ذلك الإحساس المزعج بمراقبة شخصين يغرقان معاً في دوامة شغف مؤلم لا يمنح أياً منهما السعادة.
15. "غريزة أساسية" Basic Instinct
لا يحتاج الأمر إلى عبقري تحقيقات لاكتشاف أن هناك شيئاً غير سليم في العلاقة المشوهة بين المحقق المخضرم نيك كارن، الذي يجسده مايكل دوغلاس، والكاتبة الجذابة كاثرين تراميل، التي تؤدي دورها شارون ستون، والتي يصادف أنها تكون المشتبه فيها الرئيسة في قضية القتل التي يحقق فيها نيك. في هذه الإثارة الجنسية التي أخرجها بول فيرهوفن، يندمج الجنس بالعنف في حبكة مثيرة ومتوترة مؤثرة.
14. "اربطني وقيدني!" Tie Me Up! Tie Me Down!
في فيلمه الرومانسي هذا الصادر عام 1990، يقدم بيدرو ألمودوفار قصة إعجاب تعج بمشكلات واضحة لدرجة تجعلك تضحك على مضض. يجسد أنطونيو بانديراس شخصية ريكي، مريض نفسي أُفرج عنه حديثاً، يقوم بخطف مارينا، نجمة الأفلام الإباحية التي تؤدي دورها فيكتوريا أبريل، ويحتجزها ضد إرادتها. مع مرور الوقت- وبشكل لا مفر منه- تقع مارينا في حب خاطفها المعطوب نفسياً. تبقى مشاهدة هذه القصة المريضة تجربة مثيرة ومغرية في آنٍ معاً.
13. "هي كل ذلك" She’s All That
حقق فيلم الكوميديا الرومانسية الموجه للمراهقين هذا الصادر عام 1999 نجاحاً سريعاً عند انطلاقه، إلا أن مرور السنوات لم يكن رحيماً بالعلاقة المركزية في العمل. يلعب فريدي برينز جونيور دور زاك سايلر، الرياضي الشهير في المدرسة الثانوية، بينما تجسد ريتشل لي كوك شخصية ليني بوغز، الفتاة الخجولة والمنعزلة التي، ضد كل التوقعات، تكسب اهتمامه- ولكن فقط بعد أن تعيد اختراع نفسها جسدياً من خلال تحول جذري في مظهرها.
12. "كيف تخسرين رجلاً في 10 أيام" How to Lose a Guy in 10 Days
يعد فيلم الكوميديا الرومانسية هذا واحداً من العديد من الأعمال ذات الطبيعة الإشكالية التي غزت مرحلة التسعينيات وبداية الألفية. يصب العمل تركيزه على علاقة محرجة بين كيت هدسون وماثيو ماكونهي، إذ يتلاعب كل طرف بالآخر ويخدعه باستمرار. إضافة إلى ذلك، يعزز الفيلم مجموعة من الكليشيهات السطحية المبنية على أساس الجندر حول المواعدة الغرامية.
11. "قصة زواج" Marriage Story
يحتوي فيلم نوا بومباخ الحائز على الأوسكار عام 2019 على لحظات من الألم والمرارة العميقة بين الزوجين المنفصلين، آدم درايفر وسكارليت جوهانسون. على رغم أن مشهد "أستيقظ كل يوم وأتمنى أن تكوني ميتة" قد تحول إلى ميم شهير، إلا أنه لا يمكن إنكار الشعور القاسي والمزعج الذي يتولد لدينا حين نرى آدم درايفر يمطر أم طفله بهذه الكلمات البشعة.
10. "نادي الإفطار" The Breakfast Club
يمكن إدراج عديد من أعمال المخرج جون هيوز ضمن هذه القائمة؛ فكثير من أفلامه الكوميدية الموجهة للمراهقين، من "علم غريب" Weird Science إلى "ست عشرة شمعة" Sixteen Candles، تتخللها علاقات عاطفية غير لائقة أو سامة، بل ومستهجنة أحياناً. لكن فيلم "نادي الإفطار" يبقى الأكثر إثارة للجدل لدى الكثيرين، ولا سيما العلاقة التي تنشأ بين جون بندر، الشاب الفظ المتحرش الذي يجسده جاد نيلسون، وكلير ستانديش، التي تؤديها مولي رينغوالد. وقد أقرت رينغوالد بذلك لاحقاً، وأعادت النظر في هذه العلاقة المقلقة ضمن مقال نشرته في مجلة نيويوركر.
9. "عيد حب أزرق" Blue Valentine
يتتبع فيلم "عيد حب أزرق" الصادر عام 2010 للمخرج ديريك سيانفرانس التقلبات الحادة في علاقة مضطربة تجمع بين ممرضة، تؤدي دورها ميشيل ويليامز، وعامل من الطبقة الكادحة يتسم بالمزاجية، يجسده رايان غوسلينغ. يقدم الفيلم هذه العلاقة المدمرة بقدر لافت من الصراحة، ما يجعل مشاهد الانهيار موجعة بقدر ما كانت بدايات العلاقة صادقة ومؤثرة.
8. "وصلتك رسالة" You’ve Got Mail
سواء كنتم من أنصار مبدأ "الأضداد تتجاذب" أم لا، فإن فيلم "وصلتك رسالة" من إخراج نورا إيفرون والصادر عام 1998 يتجاوز مجرد اختلاف الشخصيات. شخصية جو فوكس، التي يجسدها توم هانكس، ليست سوى تجسيد فاقع لوحشية الرأسمالية، في مقابل شريكته المجهولة عبر البريد الإلكتروني، التي تلعب دورها ميغ رايان، وهي مثالية حزينة تدير مكتبة صغيرة بروح شاعرية. يستند الفيلم إلى العمل الكلاسيكي الصادر في الثلاثينيات "المتجر المجاور" The Shop Around the Corner، لكن إيفرون تحوّله إلى حكاية أكثر قتامة وسخرية، وعلاقة حب تنذر بكثير من إشارات الخطر.
7. "الجميلة والوحش" Beauty and the Beast
ربما تعتقدون أن أفلام الأطفال الكلاسيكية تتوخى الحذر في تصوير مفاهيم الحب والعلاقات، لكن الواقع كثيراً ما يثبت العكس. ويعد فيلم "الجميلة والوحش" أحد أبرز الأمثلة على ذلك، إذ يصور علاقة رومانسية مقلقة بين الشابة بيلا وسجانها الوحش. إنها قصة متكاملة عن متلازمة ستوكهولم، مغلفة بهالة من الحب الحقيقي، وتزداد سوءاً كلما تفككت طبقاتها.
6. "المسافران" Passengers
يؤدي كريس برات دور "بطل" مشكوك في أخلاقياته في فيلم الخيال العلمي الرومانسي "المسافران" الصادر عام 2016. بعد أن يتم إيقاظه قبل الموعد من نومه المجمد على متن سفينة فضائية تقطع رحلة تستغرق عقوداً، يتخذ قراراً مصيرياً بأن يوقظ جينيفر لورنس لمجرد ألا يبقى وحيداً- حاكماً عليها بحياة من العزلة والتبعية العاطفية في سفينة خالية. وعلى رغم أن الفيلم يقدم هذه العلاقة كقصة حب مؤثرة، إلا أنها في جوهرها مختلة وفاسدة.
5. "غريس" Grease
الكثير من عناصر فيلم "غريس" لم يصمد أمام اختبار الزمن، من النكات التي تستخف بالاعتداء الجنسي إلى اختيار ممثلين بالغين لتجسيد شخصيات مراهقين. غير أن العلاقة المحورية بين ساندي البريئة (أوليفيا نيوتن جون) وداني المتبجح بمعطفه الجلدي (جون ترافولتا) تظل الأسوأ بينها جميعاً. فالفيلم ينتهي برسالة مقلقة للغاية، حيث تعيد ساندي تشكيل هويتها بالكامل فقط من أجل إرضاء حبيبها.
4. "توقيت سيئ" Bad Timing
قد يكون وصف العلاقة بين شخصيتي آرت غارفانكل وتيريزا راسل في دراما المخرج نيك روغ الصادرة عام 1980 بـ "السامة" تقليلاً مما هي عليه فعلاً- فالفيلم ينتهي بإحدى أكثر مشاهد العنف الجنسي إثارة للرعب في تاريخ السينما. ومع ذلك، وعلى مدار معظم الفيلم، يقدم "توقيت سيئ" صورة آسرة لعلاقة عاطفية مضطربة ومحكوم عليها بالانهيار.
3. "فتاة مفقودة" Gone Girl
على رغم أن فيلم الإثارة الذي أخرجه ديفيد فينشر عام 2014 يحرص على إبقاء المشاهد في حالة تخمين طوال الوقت، إلا أن هناك حقيقة تتكشف مبكراً: العلاقة بين نيك (بن أفليك) وآيمي (روزاموند بايك) لم تكن صحية بأي شكل. ومع أن قلة قليلة فقط كانت ستتوقع الانحدار المتطرف- بل والقاتل- الذي ستغوص فيه آيمي، فإن زواج آل دن هو عرض حي متكامل من البداية إلى النهاية للانهيار السام في بيئة الضواحي المثالية.
2. "أضواء الغاز" Gaslight
صحيح أن هناك كثيراً من الأفلام الرائعة (وغير الرائعة) عن العلاقات السامة، لكن قلة منها فقط ألهمت مصطلحاً اجتماعياً- عاطفياً صار شائعاً إلى درجة دخوله القواميس. في فيلم "تلاعب بالعقول"، يؤدي تشارلز بوير دور زوج يمارس الخداع ببرود ليقنع زوجته التي تجسدها إنغريد برغمان، بأنها تفقد عقلها شيئاً فشيئاً. يا ليت كان لديهم آنذاك كلمة تصف هذا السلوك بالضبط…
1. "من يخاف من فيرجينيا وولف؟" Who’s Afraid of Virginia Woolf?
فيلم العلاقات السامة الذي سنختم به قائمتنا هذه، هو المعالجة السينمائية التي قدمها مايك نيكولز في عام 1966 من مسرحية إدوارد ألبي الحادة، والذي يعد عرضاً استثنائياً لتفكك الزواج. إليزابيث تايلور وجيمس بيرتن، اللذان كانا متزوجين آنذاك بالفعل، يجسدان دوري زوجين غرق زواجهما في مستنقع من العدائية السامة الخفية. وفي الوقت نفسه، يلعب جورج سيغال وساندي دينيس دور زوجين شابين محاصَرين في حفل عشاء جحيمي.
© The Independent