ملخص
كثفت الولايات المتحدة مراقبتها للخلايا الإيرانية النائمة عقب ضربات ترمب لمواقع نووية إيرانية، تحسباً لهجمات انتقامية محتملة داخل أراضيها، بما فيها عبر تفعيل شبكات تجسس إيرانية نائمة.
كثفت الولايات المتحدة مراقبتها للخلايا الإيرانية النائمة بعدما أقحمت ضربات الرئيس دونالد ترمب لثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسة، الولايات المتحدة بشكل حاسم في حرب تخوضها إسرائيل.
وعقب ضربات فجر الأحد، التي ادعى ترمب أنها "دمرت بشكل كامل" مواقع إيران النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، دخل مسؤولو البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالي في حال تأهب قصوى تحسباً لتحرك الخلايا الإيرانية النائمة.
وتتكون الخلايا النائمة من جواسيس أو إرهابيين يختبئون في الولايات المتحدة أو الدول الغربية، ويبقون غير نشطين، وغالباً ما يعيشون حياة هادئة وغير لافتة للانتباه ويعملون في وظائف عادية حتى يتم أمرهم بتنفيذ مهمة (تخيلوا فيليب وإليزابيث جينينغز، الجاسوسين الخياليين من "كي جي بي" في فترة الحرب الباردة، اللذين يتظاهران بأنهما زوجان أميركيان نموذجيان مع أطفال في ضواحي واشنطن العاصمة في مسلسل "الأميركيون" The Americans من إنتاج "أف إكس" FX).
وتشير التقارير إلى أن إيران قد تحاول الآن تنشيط جواسيسها السريين، بعدما قررت الولايات المتحدة الانضمام إلى ضربات إسرائيل ضد إيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحتى قبل أن يأمر الرئيس ترمب بالمشاركة الأميركية في هذه الضربات، كان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل قد كثف بالفعل الجهود لمراقبة العملاء النائمين المحتملين المرتبطين بـ"حزب الله"، وهي منظمة تدعمها إيران وتصنفها الولايات المتحدة إرهابية، وفقاً لما ذكرته مصادر لشبكة "سي بي أس نيوز".
وبدأت هذه المراقبة المكثفة في وقت سابق من هذا الشهر، عقب بدء الهجوم الإسرائيلي الذي يحمل اسم عملية "الأسد الصاعد"، بحسب التقرير.
وأثارت الإدارات الأميركية المتعاقبة، والحالية والسابقة على حد سواء، مخاوف في شأن التهديد الذي يشكله العملاء الإيرانيون، خصوصاً بعدما أمر الرئيس السابق دونالد ترمب باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020.
وفي أعقاب هذا الاغتيال، وجه كل من مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ"أف بي أي" ووزارة الأمن الداخلي ووكالات أخرى موارده لمواجهة التهديدات المحتملة. ومنذ ذلك الحين، وجه مدعون عامون اتهامات لعدة أفراد مقيمين في الولايات المتحدة بالتخطيط لاغتيال كل من ترمب ومستشاره للأمن القومي جون بولتون.
ووفقاً لـ"نيوز نيشن" NewsNation، كشف تقييم حديث للتهديدات صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأميركية أن أجهزة الاستخبارات تتوقع أن تظل إيران المصدر الأساس للإرهاب، وأن تواصل رسم مخططاًت ضد الولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، صرح باراك سينر، الزميل البارز في مركز أبحاث "جمعية هنري جاكسون"، لـ "نيوز نيشن" قبل انضمام الولايات المتحدة للضربات قائلاً "في ظل احتدام الصراع في الشرق الأوسط واستهداف إيران، يعتقد النظام في قرارة نفسه بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة ويجب أن يكون رحيله صاخباً كما يعتقد".
وأضاف سينر "ستكون حساباته مختلفة جداً إذا تعرض بقاؤه للتهديد. وتعمل أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة فوق طاقتها لمواجهة وتخفيف الأخطار والتهديدات التي قد تظهر على أراضيها. كلما طال أمد هذا الصراع، زاد الخطر على القوات والأصول الأميركية في الشرق الأوسط، وكذلك على الأمن الداخلي الأميركي".
وكما صرح مسؤولون من القيادة المركزية الأميركية بأنه من المرجح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يرصد حالياً التهديدات المحتملة.
وفي حين لا يزال المدى الحقيقي للأضرار الناجمة عن ضربات فجر الأحد غير واضح، وصفت إيران ما حدث بأنه "لا يغتفر" وتوعدت بالانتقام.
وفي أعقاب الهجمات، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي واشنطن بـ"خيانة" المفاوضات السارية حول الاتفاق النووي.
لكن وزير الخارجية ماركو روبيو حذر إيران من أي عمل انتقامي، مردداً بذلك تصريحات ترمب ليلة الضربات، حين نشر الرئيس عبر حسابه "إما أن يكون هناك سلام أو ستواجه إيران مأساة أكبر بكثير مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية".
وقال روبيو في برنامج "آفاق صباح الأحد مع ماريا بارتيرومو" Sunday Morning Futures with Maria Bartiromo على قناة "فوكس بيزنس" إن أي عمل من هذا القبيل [انتقامي] ضد الولايات المتحدة أو مصالحها سيكون "أشنع خطأ تقترفه على الإطلاق."
© The Independent