Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يقلص مكاسبه بعد ارتفاعه المبكر جراء قصف إيران

واشنطن تهدد بالمزيد وطهران تتوعد برد قاسٍ والأسواق تترقب مصير مضيق هرمز

ارتفاع خام "برنت" إلى 81 دولاراً وتحذيرات من اضطرابات في الإمدادات العالمية (اندبندنت عربية)

ملخص

أسواق الطاقة تهتز والنفط قد يتجه إلى 100 دولار وسط تصاعد الأخطار في الشرق الأوسط

تصاعدت حدة التوترات في الشرق الأوسط مع تنفيذ الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية لتفتح فصلاً جديداً من القلق في أسواق الطاقة العالمية. وبينما قفزت أسعار النفط بصورة حادة لتصل إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر خلال مستهل تعاملات الأسبوع الجاري وسط مخاوف من اضطراب إمدادات الخام، بات المضيق الحيوي "هرمز" في مرمى الأنظار باعتباره شرياناً أساساً لمرور الطاقة العالمية.

إلا أن أسعار النفط  تخلت عن جزء كبير من مكاسبها في تداولات مكثفة. كما اتسعت الفوارق الفورية ، وارتفعت عقود خام "غرب تكساس" الوسيط تسليم أغسطس ( آب ) بنحو 6.2 في المئة إلى 78.40 دولار للبرميل، وتم تداوله عند 75.46 دولار.

التحركات الأميركية وما تبعها من تهديدات وردود متبادلة بين واشنطن وطهران أعادت رسم خريطة الأخطار في أسواق النفط، وسط ترقب عالمي لمصير الإمدادات، وتقديرات متباينة لمستويات الأسعار في المدى القريب.

قفزت أسعار النفط بعدما نفذت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسة في إيران، مهددة بشن مزيد من الهجمات العسكرية، وهو ما أجج الأزمة في الشرق الأوسط وأثار مخاوف الأسواق العالمية من احتمال تعطل إمدادات الطاقة من المنطقة.

سجل خام "برنت" ارتفاعاً بنسبة 5.7 في المئة ليصل إلى 81.4 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ منتصف يناير (كانون الثاني)، قبل أن يتخلى عن جزء كبير من مكاسبه في تداولات مكثفة. واتسعت الفوارق الفورية (الفرق بين أقرب عقدين للخام)، وارتفعت عقود خام "غرب تكساس الوسيط" تسليم أغسطس (آب) بنحو 6.2 في المئة إلى 78.40 دولار للبرميل، ثم تراجعت إلى 75.46 دولار في التعاملات اللاحقة.

وقال مؤسس "رابيدان إنرجي أدفايزرز" والمستشار السابق في البيت الأبيض لشؤون الطاقة بوب مكنالي إن "المتعاملين في السوق بدأوا يدركون أن الأسعار تسعر الأخطار بصورة مناسبة. وارتفع سعر البرميل 10 دولارات منذ بداية الحرب، والآن أكثر بقليل".

وأشار إلى أن الأسواق "تحبس أنفاسها ترقباً لاحتمال توسع الصراع ليطاول تجارة الطاقة، وليس فقط الأهداف العسكرية والسياسية"، لكنه أضاف أن "الأسعار قد تعود للتراجع إذا لم تتحول التهديدات إلى أفعال"، بحسب وكالة "بلومبيرغ".

جاء هذا التصعيد بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضربات الجوية "سحقت" الأهداف الثلاثة، وهدد باتخاذ مزيد من الإجراءات العسكرية إذا لم تستجب إيران لمطالب السلام. من جانبها، حذرت طهران من "عواقب وخيمة" نتيجة هذه الضربات.

في غضون ذلك دعا البرلمان الإيراني إلى إغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره نحو خمس إمدادات النفط العالمية، وفقاً لما بثه التلفزيون الرسمي، لكن تنفيذ خطوة كهذه يتطلب موافقة صريحة من المرشد الإيراني علي خامنئي.

مخاوف متفاقمة

تعيش سوق النفط العالمية حالاً من القلق منذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران قبل أكثر من أسبوع، وأدى هذا التوتر إلى ارتفاع العقود الآجلة، وزيادة أحجام التداول في أسواق الخيارات، وقفز كلفة الشحن، وتحول منحنيات الأسعار لتعكس مخاوف نقص الإمدادات على المدى القريب.

وتتركز المخاوف على مستقبل مضيق هرمز، وسط تساؤلات في شأن مدى جدية طهران في تنفيذ تهديدها بإغلاقه أو تعطيل حركة الملاحة عبره رداً على الضربات الأميركية الأخيرة.

قالت كبيرة محللي النفط الخام لدى "كيبلر" مويو شو إن الأسواق "ستراقب من كثب رد إيران"، مضيفة أن "إغلاق مضيق هرمز ليوم واحد فقط قد يدفع أسعار النفط موقتاً إلى 120 أو حتى 150 دولاراً للبرميل".

وقال محلل الطاقة لدى "أم أس تي ماركت" سول كافونيك إن الأسعار قد تتجه نحو 100 دولار للبرميل إذا نفذت إيران تهديداتها، مشيراً إلى أن "الهجوم الأميركي قد يشعل فتيل تصعيد أوسع".

تدفقات مستمرة

حتى الآن، لم يسجل أي انقطاع ملموس في إمدادات النفط عبر المضيق، بل على العكس، تحاول إيران تسريع وتيرة صادراتها كإجراء لوجيستي لمواجهة تداعيات الصراع.

ويرى محللون أن تجنب اتساع نطاق المواجهة ومنع انقطاع الإمدادات قد يؤدي إلى عودة الأسعار إلى مستويات أقل، بما ينعكس أيضاً على أسعار بقية السلع المرتبطة بالنفط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن على رغم استمرار التدفقات ارتفعت كلفة شحن النفط من الشرق الأوسط إلى آسيا بصورة ملحوظة فقفزت كلفة استئجار ناقلات الخام إلى الصين بنسبة تقارب 90 في المئة مقارنة بمستواها قبل بدء الهجمات الإسرائيلية، وارتفعت أرباح ناقلات الوقود مثل البنزين ووقود الطائرات، بينما زادت علاوات التأمين على السفن العاملة في المنطقة.

وسجلت أيضاً زيادة في حالات التشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالم (GPS)، مما يزيد من الأخطار التشغيلية للسفن العابرة.

سيناريوهات محتملة

أشارت تقديرات مجموعة "غولدمان ساكس" إلى احتمال ارتفاع أسعار النفط بعد الضربات الأميركية على إيران، على رغم أن السيناريو الأساس لا يزال يرجح عدم وقوع تعطيلات كبيرة في الإمدادات من الشرق الأوسط.

وكتب محللون في مذكرة، بينهم دان سترويفن، أن أسعار خام "برنت" قد تقفز موقتاً إلى 110 دولارات للبرميل إذا انخفض تدفق النفط عبر مضيق هرمز إلى النصف لمدة شهر، واستقرت عند مستويات أقل بنسبة 10 في المئة لمدة 11 شهراً أخرى، وإذا تراجعت الإمدادات الإيرانية بمقدار 1.75 مليون برميل يومياً، فمن المتوقع أن يبلغ سعر "برنت" ذروته عند 90 دولاراً للبرميل.

في الوقت الراهن تتداول العقود الآجلة لخام "برنت" قرب 79 دولاراً، بعدما قفزت في بداية تعاملات آسيا بفعل الضربات الأميركية، قبل أن تتراجع تدريجاً مع استقرار الإمدادات.

وأكد محللو "غولدمان ساكس" أن "الحوافز الاقتصادية، سواء للولايات المتحدة أو الصين، ستكون قوية لمنع حدوث تعطيلات كبيرة وطويلة الأمد في مضيق هرمز"، مؤكدين أن السيناريو المرجح هو بقاء التدفقات دون تغييرات جذرية على رغم تزايد الأخطار الجيوسياسية.

دائرة الخطر

لم تقتصر تداعيات الأزمة على سوق النفط وحدها، بل امتدت إلى أسواق الغاز الطبيعي أيضاً، ووفق التقديرات، قد ترتفع العقود الآجلة القياسية الأوروبية (TTF)إلى نحو 74 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، ما يعادل نحو 25 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو مستوى ألحق أضراراً بالطلب خلال أزمة الطاقة الأوروبية عام 2022.

وفي حال تعطل حركة الملاحة عبر مضيق هرمز بصورة كبيرة ومستدامة تشير التقديرات إلى أن أسعار الغاز الطبيعي قد تتجاوز 100 يورو لكل ميغاواط/ ساعة، مما يعكس حجم الأخطار التي تواجهها السوق العالمية للطاقة، بخاصة أن هذا الممر يمثل شرياناً حيوياً للتجارة بين الخليج العربي والمحيط الهندي.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز