ملخص
ربط رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بين إمكان الوصول إلى هدنة موقتة في غزة والضربات العسكرية على إيران، وقال "الحرب على إيران أثرت إيجاباً في شروط استعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة ’حماس‘ في غزة".
في إطار المحادثات التي لم تتوقف حول غزة، وافقت حركة "حماس" على تهدئة موقتة مع إسرائيل، مما اعتبرته تل أبيب أنه بفضل توجيه ضربة قوية لإيران، إذ إنه بموجب تلك الهجمات التي يشنها الجيش على طهران أذعنت "حماس" للشروط الإسرائيلية وتخلت عن مطالبها.
وربط رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير بين إمكان الوصول إلى هدنة موقتة في غزة والضربات العسكرية على إيران، وقال "الحرب على إيران أثرت إيجاباً في شروط استعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة ’حماس‘ في غزة".
قبول الهدنة تحت ضغط الحرب
عندما انهارت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة بداية مارس (آذار) الماضي، قررت إسرائيل زيادة الضغط العسكري على "حماس" من أجل إجبارها على شروط جديدة لإبرام اتفاق حول الإفراج عن الرهائن الباقين في غزة، لكن الحركة وقتها لم تستجِب لتلك الضغوط.
وأصرت "حماس" على مقترح طرحته يتمثل في استعدادها لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب في القطاع وانسحاب الجيش من منه والإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون تل أبيب، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك وأمر بمواصلة القتال وتنفيذ خطة "عربات جدعون" لإعادة احتلال القطاع.
ولم تدفع أية عملية عسكرية ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة، "حماس" إلى التنازل عن مقترحها ورفضت جميع مسودات الوسطاء حول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى، لكن بعد توجيه تل أبيب ضربات قاسية لإيران تراجعت الحركة ووافقت على ما هو مطروح.
بعد ضرب إيران مقترح ويتكوف مجدداً
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن "حماس" عندما رأت إيران التي تدعمها تتعرض لضربات قاسية من إسرائيل، تواصلت مع الوسطاء في شأن العودة لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف والذي يعمل عليه المبعوث الأميركي- الفلسطيني بشارة بحبح.
والمقترح الأميركي المطروح يقضي بالذهاب إلى تهدئة مدتها 60 يوماً، تفرج خلالها الحركة عن 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وتسلم جثامين 16 رهينة، وفي المقابل تسمح إسرائيل بدخول كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وبحسب المقترح فإن للهدنة مرحلة ثانية تتضمن الإفراج عن بقية الرهائن الأحياء والأموات، تمهيداً للتباحث حول وقف شامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب وتنفيذ خطة إعادة الإعمار العربية.
وبناء على الضغوط التي تتعرض لها "حماس" والمواجهة الإسرائيلية- الإيرانية فإن الحركة وافقت على ذلك العرض، وأرسلت بعثتها إلى مصر لبحث جدول زمني لتنفيذ الاتفاق، ومن المقرر أن يصل وفد أمني إسرائيلي إلى القاهرة لمتابعة التفاهمات.
شروط أفضل
ويقول زامير "إيران هي التي تسلح ’حماس‘ وتمولها وتقنعها بعدم الذهاب إلى صفقات، العملية التي ننفذها ضد طهران لها تأثير مباشر في الحرب على غزة، وبحسب المعطيات فإننا سنتمكن من وضع شروط استعادة الرهائن المحتجزين في غزة ومن دون معارضة الحركة".
وقبل توجيه إسرائيل ضربتها المؤلمة لإيران، اجتمع رئيس أركان الجيش مع وزراء الحكومة، وطلب منهم إبرام اتفاق لوقف موقت لإطلاق النار في غزة، من أجل التركيز على إيران، ونقلت القناة "12" العبرية قوله إن "صفقة الرهائن واجب أخلاقي، كما أنها ستسمح لنا بالتركيز أكثر على إيران".
وأضاف "لن نسمح بأن ننجر إلى حرب أبدية في قطاع غزة، وسنعمل على تقصيرها وفقاً لما يحقق أهدافنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت "حماس" ترفض ذلك وتعول على ما بقي من محور إيران وبعدما دخلت طهران الحرب، تراجعت الحركة وقررت النجاة بنفسها والذهاب إلى صفقة، وقرأ زامير ذلك بأنه نتيجة الحرب على إيران.
ويشير زامير إلى أن تدمير محور إيران لم يثنِ "حماس" عن مواصلة الحرب، لكن بعدما تلقت طهران وهي رأس المحور الضربة، وصلت نتائج العملية العسكرية إلى "حماس" وغزة، لافتاً إلى أن القتال في إيران أسهم في الوصول إلى شروط أفضل لإعادة مختطفين.
خوفاً من تهميش حرب غزة
هل فعلاً قبلت "حماس" بالهدنة الموقتة في القطاع نتيجة الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، يقول الباحث السياسي يوسف عياد "وجدت ’حماس‘ نفسها في زاوية بعيدة من الاهتمام من إسرائيل والولايات المتحدة، بخاصة بعدما قررت تل أبيب تحويل جبهة غزة إلى جبهة قتال ثانوية".
ويضيف "يبدو أن ’حماس‘ استشعرت بأن ذلك يسلب الضغوط الدولية على إسرائيل من أجل غزة، ولهذا قررت الذهاب إلى هدنة وإن كانت موقتة، وفي ذلك مصلحة للغزيين الجائعين الذين أنهكهم الحصار وقلة الطعام والقتال المستمر".
ويوضح عياد أن موافقة "حماس" على الهدنة الموقتة مع إسرائيل لم تكُن نتيجة ردع الحركة من حجم الضربات التي تتلقاها إيران، وإنما نتيجة فهم الوقائع، إذ وجد الفصيل أنه سيكون خارج الواقع الجديد إذا استمر تعتنه، بناء على قاعدة لا ثابت في السياسة، والثابت الوحيد هو البحث عن المصلحة والبقاء وهذا ما فعلته "حماس" للمرة الأولى منذ بدء الحرب عندما قررت تنفيذ مصلحتها والذهاب إلى الهدنة.
تعلمت درساً قاسياً
ويرى أستاذ العلوم السياسية أحمد العجلة عكس ذلك ويقول إن "ضربات إسرائيل ضد إيران علّمت ’حماس‘ درساً قاسياً، وجعلتها تقف وحيدة في الحرب، وحينها أيقنت قيادات الحركة أن الهدنة أفضل المطروح بدلاً من مزيد من الموت في غزة بعد تدمير طهران".
ويضيف أن "زامير نجح في تقديراته بأن ضرب طهران أثر إيجاباً في شروط تسليم الرهائن، إذ تنازلت الحركة عن شرط إنهاء الحرب وانسحاب الجيش والدفعة الواحدة، وقبلت بما وضعته إسرائيل من شروط".
متحدث "حماس" سامي أبو زهري قال "لن نترك إيران وحدها في المواجهة، يجب أن تتكاتف جميع الجبهات والساحات، إذا توجهنا إلى هدنة في غزة ونجحنا في ذلك فلن يكون معنى ذلك أننا تخلينا عن طهران، نحن نستنكر أي هجوم ضدها، بخاصة من الولايات المتحدة".