Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يروج لـ"حرب مفتوحة" ومنظومة الدفاع معضلة الجبهة الداخلية

مسؤول إسرائيلي يؤكد استهداف إيران مقار ومنشآت عسكرية وسط رقابة مشددة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدلي بتصريحات خلال زيارة لموقع معهد وايزمان للعلوم (أ ف ب)

ملخص

يرى خبراء أن الحل الوحيد أمام إسرائيل قد يكون في تدمير قاذفات الصواريخ الإيرانية، مما يمنع طهران من استخدام ما تبقى لديها من مخزون. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن لدى إيران قاذفات ثابتة ومتحركة، بعضها تحت الأرض مما يصعب تدميرها، فيما تُخزن صواريخ أخرى فوق الأرض.

على رغم الخطر المتزايد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية من الصواريخ الإيرانية، وكشف أكثر من تقرير عدم الجهوزية والاستعداد لحرب تواجه فيها إسرائيل خلال آن واحد عشرات الصواريخ الباليستية، وتحميل الحكومة مسؤولية أمن السكان، فإن الحرب على إيران أعادت لبنيامين نتنياهو شعبيته بعدما تراجعت بصورة مستمرة منذ بداية حرب غزة.

أسهمت تقارير الجيش وتصريحات قادته في تحقيق إنجازات يومية وتدمير القدرات الصاروخية ومعظم المنشآت النووية الإيرانية من جهة، وتبني الجمهور رواية "الحرب الوجودية" لإسرائيل واليهود من جهة أخرى، في تحقيق نتنياهو إنجازاً سياسياً بارتفاع حزبه خمسة مقاعد في الأقل في حال أجريت الانتخابات البرلمانية اليوم، وفق معهد "لزار" للأبحاث.

لكن في جانب آخر من الاستطلاع عكس النقاش الذي تشهده إسرائيل أيضاً بين سياسيين وأمنيين إذ الانقسام في الرأي حول الهدف المركزي للحرب، ورأى 46 في المئة أن هدف إسرائيل في الحرب ضد إيران يجب أن يتركز على إزالة التهديد النووي والصواريخ الباليستية، فيما 43 في المئة يعتقدون أن الهدف يجب أن يركز على إسقاط النظام داخل طهران. وفي الحالتين أبدت الجبهة الداخلية استعداداً لتحمل تداعيات الحرب وخطرها عليها، إذا ما كانت حقاً حرباً على الوجود الإسرائيلي.

جاء هذا النقاش والانقسام بعدما أكد الجيش الإسرائيلي أنه اضطر إلى تقنين استخدام صواريخ حيتس بنوعيها "2" و"3"، الأكثر قدرة على مواجهة الصواريخ الإيرانية منعاً لتفريغ مخازنها إذا ما كثفت إيران قصفها وكمية صواريخها من جهة، وإزاء تصريحات رئيس الأركان إيال زامير بأن تل أبيب ستكون مضطرة للاستعداد لحرب طويلة تجاه إيران لتحقيق أهدافها ومنع إبقاء أية إمكانية لخطر الصواريخ الباليستية والنوعيات الأخرى الأكثر خطراً على إسرائيل، وكذلك النووي الإيراني.

وبيَّن تقرير إسرائيلي أن منظومة الدفاع تستخدم صواريخها الاعتراضية بوتيرة تفوق قدرتها على إنتاجها، مما دفعها إلى تقنين استخدامها وتركيز الدفاع على البنى التحتية الحيوية والمناطق السكنية. وبحسب أمنيين فإن حديث زامير حول حرب طويلة منوط بحجم مخزون إسرائيل من صواريخ الدفاع الجوي، ومقدار ما تبقى لدى إيران من صواريخ باليستية. وتوقع أمنيون وعسكريون عدم القدرة على استمرار الحرب لفترة تفوق الأسبوعين إزاء احتمال نفاد هذه الصواريخ قبل أن تنفد الترسانة الإيرانية.

وبحسب عقيد احتياط ران كوخاف القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي والذي عمل في السابق ناطقاً بلسان الجيش الإسرائيلي، فإن "عدد الصواريخ الاعتراضية محدود والمحافظة عليها تحد كبير"، غير أنه استدرك قائلاً "الجيش الإسرائيلي مستعد للتعامل مع أي سيناريو ويعمل دفاعياً وهجومياً لإزالة التهديدات عن المدنيين الإسرائيليين بالتعاون مع الولايات المتحدة، حيث وحدة خاصة من جيشها موجودة في إسرائيل وتشارك في عمليات اعتراض الهجمات الإيرانية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب كوخاف "تعتمد إسرائيل على سبع منظومات دفاعية معظمها يعمل على أنظمة رادار، لكنه حذر من أن هذه الأنظمة الدفاعية لا تقدم دائماً توصيات أوتوماتيكية لكيفية التعامل معها مما يضطر منفذي إطلاق الصواريخ المضادة إلى اتخاذ قرارات سريعة من دون دعم تقني، وهنا التحدي الأكبر".

وبحسب الجيش فقد زودت الولايات المتحدة إسرائيل بمنظومتين دفاع جديدتين، وبعد تعرض مختلف مناطق إسرائيل في آن واحد للصواريخ دخل سلاح البحرية إلى مهمة الدفاع، وبعض هذه المنظومات تطلق من سفن في البحر المتوسط إلى جانب تجربة إسرائيلية جديدة لمنظومة "ليزر"، التي طورت منذ ثلاثة أشهر في أعقاب الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل في مواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية، بعد الهجوم الإيراني الثاني العام الماضي وأيضاً الصواريخ المستمرة من قبل الحوثيين، إذ تصل كلفة كل صاروخ "حيتس" لمواجهة صاروخ باليستي ما لا يقل عن 200 ألف دولار فيما كلفة الليزر زهيدة.

لكن مطلعين على عمل هذه المنظومة الدفاعية أكدوا أنه حتى الأسبوع الأول من حرب إيران اختُبر استخدامها بصورة قليلة في مواجهة المسيرات التي تُطلق من إيران نحو شمال ومركز إسرائيل.

ويرى خبراء أن الحل الوحيد أمام إسرائيل قد يكون في تدمير قاذفات الصواريخ الإيرانية، مما يمنع طهران من استخدام ما تبقى لديها من مخزون. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن لدى إيران قاذفات ثابتة ومتحركة بعضها تحت الأرض مما يصعب تدميرها، فيما تُخزن صواريخ أخرى فوق الأرض.

ويبقى القلق الأكبر الذي يحذر منه أمنيون ارتفاع عدد القتلى المدنيين الإسرائيليين والإصابات، في حال بقي الجيش غير قادر على استخدام منظومة الدفاع في مواجهة كل رشقة صواريخ إيرانية تستهدف مواقع استراتيجية، مثل مفاعل ديمونا النووي أو مقر القيادة العسكرية في تل أبيب ووزارة الأمن بما هو معروف بـ"الكرياه"، الذي تعقد تحته القيادات السياسية والعسكرية اجتماعاتها بعد تجهيز خندق خاص لحمايتها من مختلف أنواع الصواريخ.

من جهة أخرى، وفي أعقاب استهداف مصافي النفط في خليج حيفا مرة أخرى ضمن رشقة الصواريخ الإيرانية أمس الجمعة، وما ألحقته الضربة السابقة من دمار في مبنى البورصة داخل رمات غان ومحطة القطارات في الجنوب وأكثر مكاتب شركات الهايتك "مايكروسوفت" في إسرائيل، تعالت أصوات أمنيين وعسكريين سابقين بضرورة إنهاء الحرب.

وتعمق هذا النقاش بعد تصريح أطلقه القائد السابق لوحدة "8200" إساف كوهين بأن إيران تركز بصورة واسعة على الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة، قائلاً "نحن نوجه هجومنا على مواقع عسكرية واستراتيجية إيرانية وهم يردون على أهداف عسكرية واستراتيجية. أشكك في ما يقال إن إيران تطلق النار نحو مناطق مكتظة بالسكان، هي تصيب هذه المناطق لكن في غالب الأحيان تستهدف مواقع عسكرية وفي نهاية الأمر هذه صواريخ غير دقيقة، وهذا يشكل خطراً كبيراً".

وأشار كوهين إلى أن "المشكلة الأساس ليست في عدد الصواريخ بل في عدد القاذفات، كلما ضرب عدد أكبر منها تقل قدرة إيران على تنفيذ دفعات متتالية، وإن واجهوا صعوبات في الإطلاق سيلجأون إلى أسلوب الإزعاج عبر صواريخ فردية أو مزدوجة، موجهة إلى مناطق متباعدة خلال الوقت ذاته".

نتنياهو يبقي الحرب مفتوحة

بعد أقل من 24 ساعة على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه سيتخذ قراره في شأن مشاركة إسرائيل ضمن حربها على إيران، أعلن نتنياهو خلال مقابلة خاصة لقناة "كان" الإخبارية أن الحرب لن تكون منوطة بوقت محدد، قائلاً "نحن في حال حرب ولن نكشف جدولنا الزمني ولا خطط عملنا بغض النظر ما سيقرره الرئيس الأميركي بعد أسبوعين، نحن نواصل تكثيف هجومنا ونفاجئهم كثيراً في هجماتنا التي سنواصلها حتى تحقيق جميع أهداف الحرب".

وتابع نتنياهو مهدداً "سنضرب كل المنشآت النووية ونحن قادرون على فعل ذلك. الرئيس الأميركي سيتخذ قراره متى يشاء وسيعمل وفق ما هو جيد للولايات المتحدة، وأنا سأعمل وأتخذ قراراتي وفق ما هو جيد لإسرائيل. كل قرار يتخذ سيسهم في تحقيق الأهداف".

وبينما رفض الرد الواضح حول تهديدات وزير الأمن يسرائيل كاتس باغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، اعتبر أن "الهدف الرئيس من الحرب هو إزالة تهديد السلاح النووي أولاً ثم إزالة تهديد الصواريخ الباليستية، ومن خلال ذلك يتضح أن النظام سيتزعزع. القضاء على النظام ليس هدفاً لكنه قد يكون نتيجة".

وإزاء الخطر المتزايد على السكان سواء لعدم الاستعداد لحماية الجبهة الداخلية قبل العملية، وعدم توفير الملاجئ والغرف الآمنة لدى 55 في المئة من البيوت الإسرائيلية، أعاد نتنياهو التركيز على أن هذه الحرب وجودية وضرورية. وقال "على الشعب الإسرائيلي أن يصمد. نحن ماضون للدفاع عن وجودنا. لا يهم كم عدد الصواريخ التي لدى إيران. نحن نهاجم منصات الإطلاق وأعتقد أننا دمرنا نصفها، ومستمرون في تدميرها وتدمير المنشآت النووية وهذا يشكل حماية كبيرة للإسرائيليين".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير