صواريخ إيران تؤلم علماء إسرائيل

يبذل باحثون في معهد وايزمان الإسرائيلي المرموق للعلوم جهوداً حثيثة لإنقاذ تجاربهم، بعدما دمر صاروخ إيراني مبنى يحوي عشرات المختبرات المتطورة.

وأصاب الصاروخ حرم المعهد في رحوفوت بالضواحي الجنوبية لتل أبيب خلال الساعات الأولى من صباح يوم الأحد الماضي، مما ألحق أضراراً بعدد من مبانيه التي اندفع إلى داخلها باحثون في محاولة لإنقاذ عينات من تجاربهم على رغم الحطام واشتعال النيران.

لم يصب أحد بأذى لأن الحرم الجامعي كان خاوياً خلال ساعات الليل، لكن جزءاً من أحد المباني انهار بالكامل بينما سقطت جدران في الجزء المتبقي من المبنى، مما كشف عن مجموعة متشابكة من المعادن الملتوية والحطام المتفجر والأسمنت الأسود.

محاولة لإنقاذ أكبر قدر ممكن من العينات

قال الفيزيائي روعي أوزيري نائب رئيس معهد وايزمان للتطوير والاتصالات "بذلنا قصارى جهدنا لإنقاذ أكبر قدر ممكن من العينات من المختبرات، داخل المباني، بينما كنا نكافح الحريق".

وبدأت إسرائيل مهاجمة إيران الجمعة الماضي قائلة إن عدوها القديم على وشك تطوير أسلحة نووية. وردت إيران، التي تقول إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب، بهجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين الإيرانيين البارزين وقيادات عسكرية إيرانية عليا ومئات المدنيين وإلحاق الضرر بالقدرات النووية.

وأودت الهجمات الإيرانية بحياة 24 مدنياً داخل إسرائيل وألحقت أضراراً بمئات المباني، ومنها مستشفى في مدينة بئر السبع الجنوبية.

ولم تذكر إيران ما إذا كانت استهدفت معهد وايزمان أو سبب استهدافها له.

وفي حين أن معظم أبحاث المعهد في مجالات ذات فوائد محتملة للطب والمعرفة العلمية، فإن للمعهد أيضاً صلات مع قطاع الدفاع.

وكشف المعهد خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2024 عن تعاون مع "إلبيط"، أكبر شركة دفاعية إسرائيلية، في مجال "المواد المستوحاة من البيولوجيا (لخدمة) تطبيقات دفاعية".

تأسس معهد وايزمان عام 1934، وهو مؤسسة متعددة التخصصات تجري أبحاثاً في مجالات منها علوم الوراثة والمناعة والفيزياء الفلكية، وتعد مؤسسة عالمية المستوى داخل المجتمع العلمي الدولي. ويعد أهم معهد بحثي علمي في إسرائيل إذ يضم 286 مجموعة بحثية و191 عالماً من أعضاء هيئات التدريس، والمئات من طلبة الدكتوراه والماجستير وزملاء ما بعد الدكتوراه.

"ضاع كل شيء"

أصاب الصاروخ الإيراني عمل باحثين مثل إلداد تزاهور الذي يركز على الطب التجديدي في ما يتعلق تحديداً بأمراض القلب لدى البالغين. وقال إن عدداً من العينات والأنسجة التي كانت جزءاً من تجارب تجرى منذ فترة طويلة دمرت.

وقال تزاهور لتلفزيون "رويترز"، "ضاع كل شيء، في تقديري أن الأمر سيستغرق منا عاماً كاملاً تقريباً حتى يعود كل شيء للعمل مرة أخرى".

ويقدر المعهد الأضرار المادية بما يراوح ما بين 300 و500 مليون دولار. ويوجد في المعهد آلات معقدة ومكلفة غالباً ما تتقاسمها عدة مختبرات أو مجموعات بحثية.

وقال يعقوب حنا الذي يقود فريقاً في علم الوراثة الجزيئية يركز على علم الخلايا الجذعية الجنينية، لدورية "نيتشر" العلمية إن سقف مختبره انهار وانفصل الدرج.

وذكرت الدورية أن طلابه تمكنوا من إنقاذ المئات من خطوط الخلايا البشرية والفئران المجمدة من طريق نقلها إلى خزانات النيتروجين السائل الاحتياطية، التي كان حنا وضعها في الطابق السفلي.

وأضاف حنا "يساورني القلق دائماً من أنه إذا وقعت حرب بالفعل، فأنا لا أريد أن أفقدها (الخزانات)".