Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسائل أميركية واضحة للبنان: حصر السلاح وبسط سيادة الدولة

عون يطلب الضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الجنوب ومبعوث ترمب يرد: نعمل على ذلك

لقاء الرئيس اللبناني جوزاف عون مع توماس باراك (الرئاسة اللبنانية)

ملخص

مصادر سياسية كشفت لـ"اندبندنت عربية" عن أن المبعوث الأميركي سيعود للبنان بعد ثلاثة أسابيع للمتابعة.

كسرت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توماس باراك إلى لبنان جمود المرحلة الراهنة، وشكلت أول مقاربة أميركية- لبنانية للحرب الإسرائيلية- الإيرانية الجارية وتداعياتها على المنطقة، باعتباره أول موفد دبلوماسي أميركي يزور بيروت منذ اندلاع هذه الحرب.

بحسب مصادر دبلوماسية فإن زيارة باراك إلى بيروت، وهو المكلف بصورة رئيسة بالملف السوري، تأتي ضمن الفترة الزمنية الباقية لتثبيت خليفة مورغان أورتاغوس الدبلوماسي الأميركي جويل ريبورن وقبل تسلم السفير الأميركي لدى لبنان ميشال عيسى مهماته الجديدة، وهدفت إلى تذكير المسؤولين اللبنانيين برسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن "الفرصة النادرة" لتنفيذ كل ما يتعلق بالسيادة والإصلاح كممر إلزامي لحصول الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان.

وأكدت المصادر أن تحييد لبنان عن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل حضر بامتياز على جدول أعمال لقاءات السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، إضافة إلى ملف العلاقات اللبنانية- السورية وسحب سلاح "حزب الله".

ورأت مصادر سياسية في تكليف باراك ملف لبنان ولو بصورة موقتة، يحمل رسالة بأن ملف لبنان بات جزءاً من الملف السوري بعدما كان خلال الإدارة السابقة في عهدة روب مالي المكلف الملف الإيراني، وأن مصالح لبنان صارت جزءاً من مصالح الولايات المتحدة الأميركية مع سوريا.

القرار 1701 لن يكون كافياً بعد سقوط إيران

إلى المسؤولين في لبنان حمل المبعوث الرئاسي الأميركي رسالة واضحة تضمنت طلب الإسراع في تنفيذ قرار حصرية السلاح وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها وتنفيذ ما يتضمنه القرار 1701 الذي لا يقتصر فقط على جنوب الليطاني بل كل لبنان.

واعتبر كثر أن مطالبة باراك بالإسراع في نزع سلاح "حزب الله" تعني ضمناً أن هذه المهمة لم تنفذ بعد وأن الدولة اللبنانية لم تقُم بما عليها في هذا الملف. وعلى رغم إشاعة الرئاسات الثلاث التي زارها باراك بأنه لم يحدد مهلة زمنية لتنفيذ قرار حصرية السلاح، فإن مصادر سياسية كشفت لـ"اندبندنت عربية" عن أنه سيعود للبنان بعد ثلاثة أسابيع، مما أعطى انطباعاً بأنها مهلة غير معلنة للتنفيذ.

 

وتذكر مصادر دبلوماسية أن كلاماً بدأ في واشنطن مفاده بأن القرار 1701 لن يكون قابلاً للحياة بعد سقوط النظام في إيران، وأن الأمور ستنتقل بين لبنان وإسرائيل إلى شروط جديدة تتناسب مع مرحلة ما بعد انتهاء السطوة الإيرانية على المنطقة ولبنان، وقد تجد بلاد الأرز نفسها أمام قرار أو اتفاق جديد سيفرض عليها إما بالدبلوماسية أو بالقوة.

وكشفت المصادر عن أن التحرك الرسمي اللبناني لتحييد لبنان عن الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل لاقى استحسان أميركا والدول الصديقة للبنان، خصوصاً أنه لم يقتصر على التواصل مع "حزب الله" بل جرى أيضاً إبلاغ السفارة الإيرانية في لبنان بضرورة احترام السيادة اللبنانية وعدم التعرض لمواقع أميركية موجودة على أرضه.

تدخل "حزب الله" في الحرب سيكون قراراً سيئاً جداً

واختار المبعوث الأميركي مقر رئاسة مجلس النواب للإدلاء بتصريح مقتضب بعد لقاء كان الأطول من بين لقاءاته الرسمية، والتزم الصمت لدى مغادرة القصر الجمهوري والسراي الحكومي حيث مقر رئاسة مجلس الوزراء، وفي ذلك تأكيد على أن الجهة المعنية بالرسالة الأميركية الحاسمة هي "حزب الله" وإيصالها يتم عبر الرئيس نبيه بري كما جرى في زمن المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين الذي تولى مع بري وضع اتفاق وقف إطلاق النار.

وغاب ضمن البيان الرسمي لمقر رئاسة مجلس النواب ملف السلاح وتسليمه، فيما لفت رد الموفد الأميركي على سؤال عن احتمال تدخل "حزب الله" في الحرب الإيرانية– الإسرائيلية نيابة عن الرئيس الأميركي كما قال "هذا سيكون قراراً سيئاً جداً جداً"، ولم يحمل كلامه حلاً لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان حين قال "لو كان بإمكاني تقديم حل لكم في دقيقتين لما كنت هنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب البيان، شكر بري الولايات المتحدة الأميركية على دعمها للجيش اللبناني، وأكد أن الجيش يضطلع بدوره ويفي بالتزامات لبنان إنفاذاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701 الذي دأبت إسرائيل ولا تزال على خرقه وعدم تطبيق اتفاق وقف النار لجهة الانسحاب من الأراضي اللبنانية. وكرر تأكيد أهمية حضور قوات "يونيفيل" العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، نظراً إلى دورها البارز في تطبيق القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني.

وطلب رئيس المجلس الضغط لإلزام إسرائيل ضرورة الوفاء بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل أساس لكي ينعم لبنان بالاستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.

واكتفى البيان الرسمي بذكر التصريح الرسمي للموفد الأميركي من دون أية إشارة لما أبلغه لبري خلال اللقاء، وكان باراك أكد أنه مع القيادة الجديدة يمكن للسلام والازدهار أن ينطلقا من جديد وجدد التزام بلاده المساعدة وعبّر عن إعجابه بالإدارة وبالشعب اللبناني.

وجزم الموفد الأميركي بأن "الفوضى في المنطقة ستهدأ قريباً، وسيزهر السلام والازدهار في هذه الصحراء التي يحملها اللبنانيون إلى جميع أنحاء العالم"، وتابع "في كل مكان زرته في العالم هناك لبنانيون صنعوا من الصحراء واحة والآن علينا أن نفعل ذلك".

عون لباراك: الاحتلال يؤخر تسليم السلاح

أما خلال لقائه مع رئيس الجمهورية، وبحسب ما كشفت مصادر في القصر الجمهوري لـ"اندبندنت عربية"، فإن المبعوث الأميركي طلب من الرئيس جوزاف عون الإسراع في ملف سلاح "حزب الله"، لكن المصادر نفت أن يكون باراك حدد مهلة زمنية، علماً أن الحديث في واشنطن يشير إلى أن فترة الانتظار طالت ويجب أن تنتهي.

وذكرت المصادر أن رئيس الجمهورية طلب الضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من الجنوب، فردّ مبعوث ترمب أن بلاده تعمل على ذلك لكن الأولوية هي لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وبحسب البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، فإن عون أكد لضيفه أن الجيش المنتشر جنوب الليطاني يواصل تطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملاً لجهة إزالة المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أي وجود مسلح غير الأجهزة الأمنية، لكن تعذر عليه حتى الآن استكمال مهمته نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها، وأبلغه بأن الاتصالات قائمة لتحقيق مبدأ حصرية السلاح على الصعيدين اللبناني والفلسطيني وستتكثف بعد استقرار الوضع المضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيلي - الإيراني.

 

وأكد الرئيس اللبناني للموفد الأميركي أن مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف تزامناً مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات. وعبّر وفق البيان عن تطلع لبنان إلى دعم واشنطن لما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي المقدمة تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الأعمال العدائية والتمديد لـ"يونيفيل" التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار1701.

من جهته نقل الموفد باراك إلى عون تحيات الرئيس الأميركي وتأكيده على الرغبة الأميركية في مساعدة لبنان في تجاوز الظروف والتحديات التي يواجهها، مؤكداً الدعم الأميركي للجيش اللبناني وللإجراءات التي يتخذها الحكم في لبنان على الصعد الأمنية والاقتصادية والمالية، وقدم سلسلة اقتراحات تندرج في إطار الدعم الأميركي، لافتاً إلى أهمية استقرار الأوضاع على الحدود الجنوبية من جهة، والحدود السورية من جهة أخرى، وشدد في هذا الإطار وفق المصادر على أهمية التنسيق الكامل بين لبنان وسوريا في ملف ترسيم الحدود.

لبنان يرفض الانجرار إلى الحرب

ولم يخرج لقاء الموفد الأميركي مع رئيس الحكومة نواف سلام بحسب مصادر حكومية عن السياق المتصل بالعناوين الثلاثة التي تناولها باراك مع عون وبري، تحييد لبنان عن الحرب ومواكبة مسار سحب السلاح من دون الدخول في مهل ومواصلة الدولة بسط سيادتها على كامل أراضيها والتعاون مع سوريا والعمل على ترسيم الحدود البحرية والبرية بين الدولتين.

من جهته كرر سلام مطلب مساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وأكد للموفد الأميركي تمسك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم.

وبحسب البيان الصادر عن مكتبه الإعلامي، أبلغ سلام ضيفه بأن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وشدد على أهمية دور "يونيفيل" واستمرارها لضمان تطبيق القرار 1701.

وأطلع سلام المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيداً للوصول إلى ترسيم الحدود.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات