ملخص
أشار عنايتي إلى أن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية المدنية "يعد خرقاً واضحاً للإطار القانوني للسلامة النووية، وانتهاكاً لمبادئ القانون الدولي". كما لفت إلى أن إسرائيل تواجه اتهامات أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، إلى جانب اتهامات موثقة لقياداتها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تشمل استهداف المدنيين، استخدام التجويع كسلاح، وفرض عقوبات جماعية.
قال سفير إيران لدى السعودية علي رضا عنايتي، إن الحرب التي شنتها إسرائيل على بلاده لا تستهدف طهران وحدها ولكن "كل المنطقة، بهدف زعزعة استقرارها وحرفها عن مسارها التنموي"، ومحاولة إعادة تشكيلها، بحسب المقاربة الإسرائيلية المدمرة.
جاء ذلك في سياق تنديده بـ"الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جمهورية إيران الإسلامية، فهي جزء من سياسة عدوانية مستمرة تمتد لسبعة عقود، تتسم بالتنكيل والتهجير والقتل والاحتلال".
ودخلت الهجمات الإسرائيلية على إيران يومها السادس من دون أي بوادر للتوقف، وسط خشية إقليمية من توسع دائرة الصراع، إذا ساندت واشنطن تل أبيب في الحرب.
وأكد السفير في حديث مع "اندبندنت عربية" أن الهجمات، التي طاولت "أحياء سكنية وبنى تحتية ومنشآت صناعية ونووية، تشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين، وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي".
الرد المدروس
وأشار عنايتي إلى أن استهداف إسرائيل للمنشآت النووية المدنية "يعد خرقاً واضحاً للإطار القانوني للسلامة النووية، وانتهاكاً لمبادئ القانون الدولي". كما لفت إلى أن إسرائيل تواجه اتهامات أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، إلى جانب اتهامات موثقة لقياداتها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تشمل استهداف المدنيين، استخدام التجويع كسلاح، وفرض عقوبات جماعية.
وفي سياق الرد الإيراني، أكد السفير أن بلاده مارست حقها المشروع في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، مشدداً على أن "الرد كان مدروساً، وضرورياً، ومتناسباً مع الاعتداءات الإسرائيلية، مع الالتزام الكامل بمبادئ القانون الدولي"، في إشارة إلى أنه كان محسوباً ويتحاشى رفع وتيرة التصعيد أكثر.
وتقول إسرائيل إنها تدافع عن نفسها، بسبب اتهامها طهران بالوقوف خلف أنشطة الميليشيات التي تستهدفها في غزة ولبنان والعراق وصنعاء، لكن دولاً في المنطقة مثل السعودية مع رفضها التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، فإنها ترى أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، شكل السبب الجوهري لكل الصراعات في الإقليم والذرائع، مما جعلها تدفع بـ"حل الدولتين" الذي تدعمه عشرات الدول في العالم طبقاً للشرعية الدولية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك، ثمن عنايتي في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" المواقف الداعمة من دول المنطقة، مشيراً بشكل خاص إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الإيراني، وبيان وزارة الخارجية السعودية، والاتصال الأول من وزير الخارجية السعودي إلى نظيره الإيراني، في ظل حراك دبلوماسي مكثف قادته الرياض لخفض التصعيد. كما نوه ببيانات مجلس التعاون الخليجي وأكثر من عشرين دولة إسلامية التي نددت بالاعتداءات الإسرائيلية.
فرض النموذج الإسرائيلي
وأوضح السفير أن "إيران لم تكن أبداً بادرة للحرب، لكنها تقاوم العدوان بقوة"، مؤكداً أن المواجهة ليست بين إيران وإسرائيل فحسب، "بل بين إسرائيل والمنطقة بأسرها".
وحذر في هذا الصدد من محاولات إسرائيل "توسيع رقعة الصراع وجر المنطقة إلى حرب مدمرة، بما في ذلك إشراك الولايات المتحدة"، معتبراً أن هذه السياسات تهدف إلى منع الإقليم من تحقيق الاستقرار والتنمية.
وخلص السفير إلى التأكيد على أن "هذه المعركة مفصلية، إذ تسعى إسرائيل لفرض هيمنتها بالقوة لتشكيل نظام إقليمي جديد، وهو أمر مرفوض من دول المنطقة".
ودعا إلى وحدة الإقليم لمواجهة السياسات الإسرائيلية، مؤكداً أن إيران "ستبقى صامدة بدعم دول المنطقة في وجه العدوان الصهيوني".
وكانت دول الخليج ساندت عبر منظومتها مجلس التعاون موقف طهران أمام الهجمات الإسرائيلية، لكنها من خلف الستار انتقدت تشدد الإيرانيين في المفاوضات، التي رأى محللون في المنطقة أنها فرصة، يمكن أن تجنب المرونة أثناءها المنطقة بما فيها إيران عواقب تصعيد، يخشى المراقبون خروجه عن السيطرة في أي وقت.
حجاج إيران في المنتصف
واشتعلت الحرب في وقت حرج بالنسبة لشرائح واسعة من الإيرانيين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في السعودية، التي وجهت بمراعاة ظروفهم، إلا أن بعدهم عن أهاليهم وسط الحرب، جعل العديد منهم يعيش حالة قلق، أحوجت إلى ترتيب عودتهم عبر الحدود البرية العراقية مع السعودية.
وقال السفير إنه "مع انتهاء موسم الحج لهذا العام، وبينما كان الحجاج الإيرانيون، كسائر الحجاج، يخططون للعودة إلى وطنهم، تعرضت الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجأةً لهجمة جبانة وعدوان غادر، في حين أن 75 ألفاً من إجمالي 86 ألف حاج إيراني، لم يرجع إلى إيران وبقوا في السعودية".
بعد أن صدر توجيه القيادة السعودية بتقديم التسهيلات للحجاج، أفاد عنايتي بأن مسؤولين من وزارة الحج والعمرة السعودية والسيد بيات، رئيس منظمة الحج والزيارة من إيران، "بحثوا كيفية نقل الحجاج إلى وطنهم، وهكذا تقرر فوراً بالتنسيق مع الحكومة العراقية، أن يدخل جزء من الحجاج القاطنين في غرب وجنوب ووسط إيران إلى العراق عبر منفذ عرعر الحدودي ويعودون إلى البلاد من هناك".
وكان هذا الإجراء بدأ قبل ثلاثة أيام وفق المصادر، إذ سير الطيران السعودي رحلات تنقل الحجاج من المدينة المنورة وجدة إلى العراق.
ووفقاً للسفارة الإيرانية في الرياض، فإنها تلقت تقارير تفيد بتقديم "التسهيلات لهم ومعاملة كريمة". لكن لا تزال هناك أعداد من الحجاج تنتظر انفراج الأزمة، داخل الأراضي السعودية، خصوصاً سكان المناطق الشرقية في إيران.