ملخص
في أوروبا انخفضت الأسهم الأوروبية عند الفتح اليوم الثلاثاء مع دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها الخامس، مما زاد من خطر تفاقم الاضطرابات ودفع المستثمرين إلى الأصول الأكثر أماناً
على رغم دوي الانفجارات في سماء إيران وفي خضم هذه التوترات الدولية، فإن الذعر في البورصات، لم يكن حقيقياً، بل بدت الأسواق غير منزعجة من تلك التطورات.
من المتوقع أن يكون الصراع في المنطقة، التي تعد طرق التجارة في الشرق الأوسط تكون مصدر قلق، لا سيما مضيق هرمز الذي مر عبره نحو 21 مليون برميل يومياً في 2022، ما يعادل 21 في المئة، من الاستهلاك العالمي للسوائل النفطية، وكان "غولدمان ساكس" توقع أن يؤدي إغلاقه إلى أن تتجاوز الأسعار 100 دولار، إلا أن ذلك لم يحصل.
ضغوط تضخمية
يرى عدد من الاقتصاديين أن الصراع الدائر يعد تهديداً كبيراً، قد يؤدي إلى صعود حاد في أسعار النفط، وضغوط تضخمية، واضطرابات في سلاسل الإمداد، مع احتمال انزلاق الاقتصاد العالمي إلى الركود.
المحلل في شؤون النفط علي الريامي يؤكد أن عوامل متعددة تقف وراء استيعاب النفط هذه الحرب، فأسواق الطاقة لن تجد أسوأ من هذه الظروف القائمة، في منطقة حساسة بل بالغت الخطورة، ومع ذلك التأثير بات محدوداً مقارنة بأحداث سابقة، قد يقول البعض إن إيران مستمرة في تصدير النفط، وإن حركة الملاحة في هرمز مستمرة كما يمكن أن يقول البعض إن الفائض في الأسواق هو سبب آخر لاستقرار السوق، لكن كان من المفترض أن تكون الآثار أكثر في وقت نرى أن الأسعار في المنحنى، فهل هناك أسباب خفية؟
سوق المال
مع كل تلك التطورات نرى أن أسواق المال مستقرة وكل مروجي "يوم القيامة" يفلحون في إدخال الهلع.
يعيش الاقتصاد العالمي حالياً فترة اضطراب بسبب الرسوم الجمركية، ومن ثم فإن المحللين يرون أن صعود الصراع في المنطقة سيكون له التأثير الفوري على النفط والذهب والأسواق.
بحسب محللين فإن الأسواق استوعبت الصدمة، وذلك نتيجة احتواء التصعيد، وأن ما حصل من تقلبات كانت موقتة وبعدها تعافت التداولات تدريجاً مع تراجع أسعار الطاقة وصمود الأصول الدفاعية، في جانب آخر يفترض في الجانب السلبي أن تتسع الحرب، إذ كان يتوقع صدمة نفطية تدفع الأسعار فوق 100 دولار، بما يهدد بركود تضخمي عالمي، في حين أن السيناريو الإيجابي يتمثل في حل دبلوماسي سريع يعيد الثقة للأسواق.
الذهب يصعد وسط القتال
العيون الآن على الأسواق في افتتاحية، اليوم الثلاثاء، إذ انتعش الذهب على رغم تسبب تنامي الضبابية الجيوسياسية الناجمة عن القتال بين إسرائيل وإيران ودعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإخلاء طهران إلى إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن.
وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 3392.29 دولار للأوقية بعد انخفاضه بأكثر من واحد في المئة، أمس الإثنين،
وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 3410.90 دولار.
معنويات السوق
وقال كبير محللي الأسواق لدى "كيه سي أم" تريد تيم واترر "لا تزال معنويات السوق تتأرجح بين التصعيد والتهدئة في ما يتعلق بالأحداث في الشرق الأوسط، وهذه التحولات في المعنويات ذهاباً وإياباً هي ما تقود تحركات سعر الذهب على جانبي مستوى 3400 دولار". بالتأكيد سيبقى الذهب من أصول الملاذ الآمن في أوقات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية.
ويترقب المستثمرون أيضاً اجتماع مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المقرر أن يبدأ في وقت لاحق اليوم.
أسهم أوروبا
وفي أوروبا انخفضت الأسهم الأوروبية عند الفتح اليوم مع دخول الحرب الجوية بين إيران وإسرائيل يومها الخامس، مما زاد من خطر تفاقم الاضطرابات ودفع المستثمرين إلى الأصول الأكثر أماناً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتراجع مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" 0.8 في المئة إلى 542.38 نقطة، بعدما أنهى أمس الإثنين سلسلة من الخسائر استمرت خمس جلسات.
ماذا يحتاج الأمر لتتفاعل الأسواق؟
بدا أن أسواق الأسهم والطاقة تتجاهل المخاوف من تصعيد أوسع في الشرق الأوسط أمس الإثنين، مع عكس بعض التحركات التي شهدتها الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي، ويرى أحد الاستراتيجيين أن هذا النوع من رد الفعل تجاه الصراعات الجيوسياسية ليس أمراً غير مألوف.
الأنظار صوب "الفيدرالي"
وأشار محللون إلى أن "وول ستريت" تركز أنظارها الآن على قرار الاحتياطي الفيدرالي المرتقب غداً الأربعاء، وسط إشارات من صناع السياسات إلى إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير لفترة ممتدة. ويترقب المستثمرون تصريحات رئيس "الفيدرالي" جيروم باول للحصول على مؤشرات حول التوقيت المحتمل لأي تحرك مستقبلي للبنك المركزي، إذ يعتقد المحللون أن "الفيدرالي" غير متأثر بأربعة تقارير تضخم ضعيفة متتالية، وسيعتمد على التوقعات الداخلية التي تشير إلى احتمال ارتفاع التضخم مجدداً بسبب الرسوم الجمركية.
الذهب ينتعش
وانتعش الذهب اليوم الثلاثاء، إذ تسبب تنامي الضبابية الجيوسياسية الناجمة عن القتال بين إسرائيل وإيران ودعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إخلاء طهران في إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 3392.29 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد انخفاضه بأكثر من واحد في المئة أمس الإثنين، وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المئة إلى 3410.90 دولار.
وقال كبير محللي الأسواق لدى "كيه سي أم تريد" تيم واترر "لا تزال معنويات السوق تتأرجح بين التصعيد والتهدئة في ما يتعلق بالأحداث في الشرق الأوسط، وهذه التحولات في المعنويات ذهاباً وإياباً هي ما يقود تحركات سعر الذهب على جانبي مستوى 3400 دولار".
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 36.43 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 1245.55 دولار، كذلك استقر البلاديوم عند 1029.08 دولار.