Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منشأة فوردو النووية "محصنة"... إلا إذا تدخلت أميركا

تشكل المنشأة المخصصة لتخصيب اليورانيوم تحدياً كبيراً في الحملة العسكرية الإسرائيلية

بعد أيام على بدء المواجهات بين إيرائيل وأميركا لا توجد أي مؤشرات على وقوع المزيد من الأضرار في موقعي نطنز وفوردو (ا ف ب)

ملخص

استهدفت إسرائيل منشآت نووية إيرانية حساسة في عملية "الأسد الصاعد"، مما ألحق أضرارًا بموقعي نطنز وأصفهان، وقُتل عدد من العلماء النوويين، بينما بقيت منشأة فوردو المحصنة من دون ضرر. وتسعى إسرائيل للحصول على دعم أميركي لتدمير فوردو، وسط تردد من واشنطن وقلق من تصعيد عسكري أوسع.

مع تواصل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران منذ فجر الجمعة الماضي، تتصاعد التساؤلات حول مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، لا سيما بعد استهداف الضربات الإسرائيلية مواقع نووية حساسة داخل إيران. وأعلنت تل أبيب، عبر مسؤوليها ومنهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن هذه الهجمات الجوية تشكل حملة لمنع انتشار الأسلحة النووية، وتقليص قدرة طهران على إنتاج الصواريخ الباليستية.

تفاصيل الأضرار والمنشآت المستهدفة

بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن عملية "الأسد الصاعد" الإسرائيلية تهدف إلى تدمير أو في الأقل إضعاف قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية، وهو هدف لم يتحقق بالكامل حتى الآن.

تشير الصحيفة إلى أن منشأة نطنز، وهي أكبر مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، تضررت، وإن كان حجم الضرر غير واضح. كما لحقت أضرار جسيمة بمنشأة أصفهان، التي تستخدم لتحويل اليورانيوم الخام إلى غازات تغذية للتخصيب. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه الأضرار في أصفهان، مشيرة إلى تدمير منشأة لإنتاج اليورانيوم المعدني ومختبرات وبنى تحتية إضافية.

 

كما أفادت تقارير بمقتل نحو 14 من كبار العلماء النوويين الإيرانيين العاملين في البرنامج، وأكد الخبير النووي ديفيد ألبريت أن الضربات دمرت "محطة التخصيب النموذجية" في نطنز، إلى جانب البنية الكهربائية التي تغذي أجهزة الطرد المركزي، مما قد يوقف عملها.

منشأة فوردو: العقبة التي لم تمس

تشكل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحدياً كبيراً في الحملة العسكرية الإسرائيلية، إذ تقع داخل جبل في عمق منطقة فوردو جنوب غربي طهران، على بعد نحو 95 كلم، وبعمق يقدر بنحو نصف ميل تحت الأرض داخل قاعدة تابعة للحرس الثوري، لم تتعرض المنشأة لأي ضرر يذكر حتى الآن.

وتكشف "وول ستريت جورنال" عن أن إسرائيل تفتقر إلى القنابل الخارقة للتحصينات والطائرات الثقيلة القادرة على تدمير هذه المنشآت العميقة، بينما تمتلك الولايات المتحدة هذه القدرات، وتسعى إسرائيل إلى الحصول على دعم أميركي مباشر لضرب فوردو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تردد أميركي ودعوات إلى المساعدة

على رغم دعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب العلني لإسرائيل في المواجهة، إلا أنه يبدو متردداً في تقديم الدعم العسكري المباشر لتدمير منشآت مثل فوردو، وتشير الصحيفة إلى أن ترمب يفضل دفع إيران نحو التفاوض بدلاً من توسيع نطاق الحرب، كما يساوره القلق من استهداف القوات الأميركية أو قواعدها في الشرق الأوسط من إيران أو وكلائها.

إلى جانب ذلك، يواجه ترمب ضغوطاً من جناح "أميركا أولاً" الانعزالي داخل حركته السياسية، إذ بدأ بعض المحافظين بانتقاده لمجرد دعمه للهجمات الإسرائيلية. وكان رده على هذه الانتقادات بقوله "لا يمكن تحقيق السلام إذا امتلكت إيران سلاحاً نووياً، ومن يرفض التدخل لمنع ذلك لا يدافع عن السلام".

بدورها تقول شبكة "فوكس نيوز" الأميركية إن منشأة فوردو النووية لم تستهدف بعد، وهي من أكثر المواقع حساسية. وتنقل عن مصدر استخباري إسرائيلي أن استهداف فوردو قد يتطلب ذخائر خاصة لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة، من بينها رؤوس متفجرة بزنة 15 طناً.

فوردو... نواة "الاختراق النووي" الإيراني؟

يحذر مراقبون من أن منشأة فوردو قد تصبح، في حال عدم تدميرها، المنطلق نحو اختراق نووي إيراني فعلي، وكانت طهران لمحت سابقاً إلى أنها قد تسلك هذا المسار في حال استهداف منشآتها النووية، وهي خطوة قد تدفع واشنطن إلى التدخل عسكرياً إلى جانب إسرائيل.

ويذكر أن منشأة فوردو أُنشئت عام 2007 وبقيت سرية حتى 2009، وتتكون من قاعتين لتخصيب اليورانيوم مصممتين لاستيعاب 16 سلسلة من أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-1، يبلغ عددها الإجمالي نحو 3 آلاف جهاز، وفق التقارير.

في عام 2009، سمحت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المنشأة للمرة الأولى، وفي 2015 جرى التوصل إلى "خطة العمل الشاملة المشتركة" بين الدول الكبرى وإيران التي وافقت بموجبها على وقف أنشطة التخصيب في فوردو لـ15 عاماً، مع استثناء محدود لإنتاج النظائر المستقرة، غير أن هذا الوضع تغير بعد انسحاب ترمب من الاتفاق النووي في عام 2018.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات