Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يقفز أكثر من 5 في المئة بفعل التصعيد بين طهران وتل أبيب

إيران وإسرائيل تشعلان أسعار الخام في مستهل الأسبوع والأسواق تترقب مصير الإمدادات

صعد النفط بأكثر من 13 في المئة الجمعة الماضي قبل أن يتراجع جزئياً (أ ف ب)

ملخص

سجل خام "برنت" مكاسب قوية بنسبة قاربت 5.5 في المئة خلال تعاملات اليوم الإثنين قبل أن يقلص جزءاً منها ليستقر فوق مستوى 76 دولاراً للبرميل

قفزت أسعار النفط العالمية في مطلع الأسبوع الجاري مدفوعة بتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط وسط مخاوف متزايدة من اضطرابات خطرة في إمدادات الخام، بخاصة من مضيق هرمز الحيوي.

وسجل خام "برنت" مكاسب قوية بنسبة قاربت 5.5 في المئة خلال تعاملات اليوم الإثنين قبل أن يقلص جزءاً منها ليستقر فوق مستوى 76 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" إلى مشارف 75 دولاراً بدعم من تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران في الأيام الماضية.

ويأتي هذا الارتفاع الحاد بعدما شنت إسرائيل ضربات استهدفت مواقع استراتيجية إيرانية كان أبرزها الهجوم على مجمع "جنوب بارس" العملاق للغاز، مما أسفر عن إغلاق منصات إنتاج وتوقف عمليات المعالجة بعد اندلاع حريق ضخم، بحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية.

الأسواق ترتبك

الاضطرابات المتصاعدة انعكست بصورة مباشرة على الأسواق المالية العالمية، إذ صعد النفط بأكثر من 13 في المئة الجمعة الماضي قبل أن يتراجع جزئياً، في وقت هرع فيه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، الذي استفاد من هذه الأجواء المضطربة.

في المقابل ألغت إيران جولة محادثات نووية كانت مرتقبة مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان، مما زاد الأوضاع تعقيداً وألقى بظلاله على الآفاق الدبلوماسية لتهدئة التوتر.

وعلى رغم أن الغاز الإيراني يستخدم بصورة أساسية محلياً ولا يصدر بكثافة، فإن الحقل المستهدف يوفر ثلثي حاجات البلاد من الغاز، مع وجود صادرات محدودة من المكثفات، مما يجعل تأثير الضربة في الداخل الإيراني أكبر من أثرها العالمي المباشر في أسواق الطاقة.

مضيق هرمز تحت التهديد

وبينما شكل استهداف البنية التحتية للغاز الإيراني عامل ضغط فإن القلق الأكبر للأسواق يتركز على مصير مضيق هرمز الذي تمر عبره نحو 20 في المئة من إمدادات النفط العالمية يومياً. وتراقب الأسواق من كثب أي تحركات إيرانية قد تمهد لمحاولة إغلاق المضيق، وهو سيناريو قد يقفز بالأسعار إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة.

وفي هذا السياق قال موكيش ساهديف، وهو محلل في شركة "ريستاد إنرجي"، في مذكرة حديثة، "الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز من قبل إيران يظل أهم حدث قد يغير قواعد اللعبة بالنسبة إلى أسواق النفط. وعلى رغم عدم وجود مؤشرات إلى تحرك وشيك بهذا الاتجاه، فإن الأسواق تتفاعل مع هذه الفرضية بحذر شديد".

إشارات تحذيرية

المؤشرات الفنية في الأسواق تدعم هذا القلق، إذ ارتفع الفارق بين عقدي ديسمبر لخام "برنت" إلى 3.48 دولار للبرميل، وهو أحد أهم مقاييس اختلال التوازن بين العرض والطلب في الأجل الطويل، كما أظهرت تعاملات عقود الخيارات تفضيلاً واضحاً للعقود الصعودية مع استمرار ارتفاع مستويات التقلب بصورة لافتة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشارت بيانات التداول إلى أحجام تعاملات أعلى بكثير من المتوسط خلال الجلسات الماضية، مما يعكس حالاً من التوتر والترقب الحذر في أوساط المستثمرين.

مخاوف متزايدة

كانت أسعار النفط أنهت الأسبوع الماضي على ارتفاع بنحو 3.1 في المئة لخام "برنت" مدفوعة بمزيج من عوامل جيوسياسية ومخاوف متزايدة في شأن الإمدادات، بخاصة بعد الغارات الإسرائيلية الأولى على منشآت نووية في إيران وتزايد الحديث عن تأثير الحرب في سلاسل التوريد العالمية.

ماذا ترى المؤسسات العالمية؟

في تقرير صدر نهاية الأسبوع الماضي قالت مؤسسة "جيه بي مورغان" إن "التصعيد الحالي في الشرق الأوسط قد يعيد سيناريوهات ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 85 دولاراً للبرميل حال تضررت تدفقات النفط عبر الخليج العربي بصورة مباشرة".

وأكدت شركة "غولدمان ساكس" أن "مضيق هرمز سيظل العامل الأكثر حساسية للأسواق في المرحلة المقبلة، وإذا جرى تهديد الإمدادات فعلياً فإن الأسواق ستشهد قفزات سعرية كبيرة قد يصعب احتواؤها في المدى القريب".

مرحلة شديدة الحساسية

في النهاية فإن الأسواق حالياً تدخل مرحلة شديدة الحساسية مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، والعيون تتجه بالكامل إلى الخليج العربي، إذ يظل مضيق هرمز العصب الأهم لإمدادات الطاقة العالمية. وعلى رغم غياب إشارات مباشرة حتى الآن عن تحرك إيراني لإغلاقه، فإن مجرد تزايد التوترات يبقي النفط مرشحاً لمزيد من الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز