Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش يحبط هجوما واسعا على الفاشر وموجات نزوح من المدينة

تشديد أمني بالولاية الشمالية وتقدم للجيش بمحور غرب كردفان بينما موظفو الخرطوم يعودون إلى أعمالهم

تقدم الجيش السوداني في محيط مدينة النهود وبسط سيطرته الأحد على مناطق نشربو، والدودية، وود قاسم جنوب منطقة الخوي، إثر انسحاب "الدعم السريع" منها (أ ف ب)

ملخص

تمكن الجيش السوداني و"القوات المشتركة" من التصدي لهجوم كبير مباغت شنته قوات "الدعم السريع" على الفاشر من محوري الشرق والشمال، ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

تشهد محاور وجبهات القتال في إقليمي كردفان ودارفور تطورات كبيرة حيث تصدى الجيش السوداني لهجوم واسع على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، فيما أحرز الجيش تقدماً في جنوب منطقة الخوي وفي محيط مدينة النهود بغرب كردفان، في وقت تسود فيه التوترات الحادة محور المثلث الحدودي الصحراوي عقب سيطرة قوات "الدعم السريع" عليه الأسبوع الماضي.
وتمكن الجيش و"القوات المشتركة"، أمس الأحد، من التصدي لهجوم كبير مباغت شنته "الدعم السريع" على الفاشر من محوري الشرق والشمال، ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وبدأ الهجوم فجراً وفق مصادر عسكرية، بكثافة نيران عالية وقصف عنيف استهدف الأحياء السكنية ومحيط المواقع العسكرية داخل الفاشر، تحت غطاء مدفعي كثيف من خارج المدينة.

استدراج وتطويق

وكشفت مصادر عسكرية أن الجيش و"المشتركة" استدرجا قوات العدو نحو عمق المدينة حيث جرى تطويقها بصورة محكمة، مما أدى إلى تدمير معظم القوة المهاجمة ومقتل العشرات من عناصرها بمن فيهم قيادات ميدانية بارزة، واستعادة كامل السيطرة على نقاط حاكمة بالمدينة.

ومنذ أكثر من عام تحاصر قوات "الدعم السريع" مدينة الفاشر إحدى أكثر جبهات القتال والمواجهات المتكررة سخونة، في محاولات مستميتة منها للسيطرة على المدينة التي تمثل آخر عواصم ولايات إقليم دارفور الخمس التي يسيطر عليها الجيش بعد سيطرة "الدعم السريع" على الولايات الأربع الأخرى، غرب، ووسط، وشرق، وجنوب دارفور.

وأعلن بيان للقوات المشتركة عن "تحقيق انتصار جديد على الميليشيات في المعركة رقم 214 معها بمدينة الفاشر، بالتصدي لهجوم غاشم شنته على المدينة بعد موجات من القصف الليلي المكثف على الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين".
وأوضح البيان أن "الميليشيات حاولت اقتحام المدينة بما سمته الكتيبة الاستراتيجية عالية الكفاءة وبتعليمات مباشرة من قائدها الثاني عبدالرحيم دقلو، لكن الجيش والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية والمستنفرين أوقعوا بها هزيمة نكراء عبر مكمن محكم أسفر عن تدمير ست عربات مدرعة طراز 'صرصر' و10 سيارات قتالية بكامل أطقمها".

موجات نزوح

مع احتدام المواجهات بالفاشر، شهدت منطقة "طويلة" بشمال دارفور ازدياداً في موجات نزوح جديدة من المدينة ومعسكراتها والمناطق المحيطة بها.

وكشف المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور آدم رجال، عن "ارتفاع كبير في أعداد الفارين من المدينة خلال الأسبوعين الأخيرين"، مبيناً أن "النازحين يعانون مآسي حقيقية على طول الطريق إلى منطقة طويلة، بما في ذلك الموت والاعتداء والعنف الجسدي القائم النوع الاجتماعي، بينما يفتقر من يصل منهم إلى الإيواء".

دعم ومكافحة

على صعيد متصل أعلن والي ولاية شمال دارفور المكلف، الحافظ بخيت، عن تخصيص دعم مالي كبير لمصلحة تكايا الطعام والمطابخ الخيرية المنتشرة في أحياء مدينة الفاشر، وذلك في إطار جهود تخفيف المعاناة المعيشية للمواطنين.

وأوضح بخيت أن "هذا الدعم يمثل خطوة أولى لمجابهة الأزمة الإنسانية التي تعيشها المدينة نتيجة الحصار المفروض عليها منذ فترة طويلة، الذي تسبب في ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع والمواد الغذائية". كما شكل الوالي لجنة متخصصة لضبط الأسواق ومحاربة ظواهر السمسرة والجشع واحتكار السلع الذي فاقم سوء الأوضاع، مؤكداً أن حكومة الولاية ستواصل دعمها المباشر للفئات الأكثر تضرراً، وستتخذ إجراءات صارمة في مواجهة كل من يسهم في تعقيد الأوضاع الاقتصادية والإنسانية داخل الفاشر.

تقدم محدود

أما في غرب كردفان فأوضحت المصادر أن الجيش يتقدم في محيط مدينة النهود وبسط سيطرته الأحد على مناطق نشربو، والدودية، وود قاسم جنوب منطقة الخوي، إثر انسحاب قوات "الدعم السريع" منها، بعدما كانت تسيطر عليها خلال الأسابيع الماضية، من دون أي مواجهات عسكرية.

وتدخل المناطق التي سيطر عليها الجيش ضمن المداخل والطرق الفرعية بين ولايتي غرب وجنوب كردفان على الطريق الرابط بين مدينتي الخوي والمجلد بجنوب كردفان.

تقنية متطورة

في هذا الوقت أعلن قائد فيلق البراء بن مالك المقاتل إلى جانب الجيش المصباح طلحة أبوزيد، عن حصول الجيش السوداني على أجهزة تشويش حديثة ومتطورة، تمثل إضافة نوعية لقدرات مواجهة الطيران المسير التابع لقوات "الدعم السريع" التي يهاجم بواسطته المنشآت الحيوية بالبلاد.

وتوقع أبوزيد أن تسهم التقنية الجديدة في الحد من خطر المسيرات، وتقلل من هجماتها بصورة ملحوظة خلال الفترة المقبلة.

تشديد وقيود

وعلى خلفية التوترات الحادة على محور الصحراء عقب سيطرة "الدعم السريع" على الجانب السوداني من المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر قبل أيام، اتخذت السلطات بالولاية الشمالية إجراءات أمنية مشددة مع استمرار سريان حظر التجوال، تحسباً لهجوم محتمل قد تشنه تلك القوات انطلاقاً من منطقة المثلث الواقعة ضمن حدود الولاية.

كما فرضت حكومة الشمالية، قيوداً جديدة حظرت بموجبها أي نشاط على طول الشريط الحدودي من منطقة أرقين شمالاً بعد الساعة الخامسة مساء، مع منع الوجود الليلي والمبيت على الضفة الغربية لنهر النيل في كل من محليات حلفا ودلقو ودنقلا والبرقيق والدبة.

فارون من المثلث

في الأثناء وصل أمس الأحد، 335 مواطناً إلى مدينة دنقلا عاصمة الولاية، ضمن موجة أولى من الفارين جراء الأحداث المتصاعدة في المثلث الحدودي، بينهم مواطنون من دولة جنوب السودان وإثيوبيا.

وتتوقع السلطات المحلية ارتفاع عدد الفارين ليصل إلى 5 آلاف شخص خلال الأيام المقبلة، في ظل استمرار التوترات والعمليات العسكرية في المنطقة المتاخمة للحدود.

وذكر مفوض العون الإنساني، مسؤول مكافحة الهجرة والاتجار بالبشر بالولاية، عبدالرحمن خيري، أن هناك تنسيقاً ومتابعة مستمرين للوضع من قبل حكومة الولاية، وإدارة المعابر والجهات المعنية بقضية الهجرة والمهاجرين.

ووجه المفوض نداء للمنظمات والمانحين والداعمين الوطنيين والدوليين، للعمل مع المفوضية وسلطات الولاية المتخصصة حتى انجلاء موجة تدفقات الفارين من الأحداث الأخيرة بمنطقة المثلث الحدودي.

تخوم الأبيض

في المقابل قالت قوات "الدعم السريع" على منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، إن قواتها تواصل تعزيز وجودها في تخوم مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان بمتحركات إضافية، مبينة أن مدفعيتها قصفت استهدفت، أمس، أهدافاً عسكرية داخل المدينة، تسببت بخسائر في العتاد الحربي والأرواح للجيش وحلفائه.

وفي شأن حملة الاعتقالات التي تشنها قوات "الدعم السريع" بمدينة الضعين شرق دارفور، اتهم القائد الميداني محمد ناجي عبيد، بعض السياسيين في الولاية، بالسعي وراء مصالحهم الشخصية، مما يؤدي إلى انقسامات في الولاية. وأوضح في كلمة مسجلة على "فيسبوك"، "نحن مجبرون على التعامل مع أي شخص يزعزع أمن الولاية أو يتخذ أي قرارات ضد مشروع الدعم السريع".

عودة الموظفين

في الموازاة، وفي العاصمة الخرطوم وبناء على قرارات بقطع الإجازة الاضطرارية المفتوحة بسبب الحرب، عاود أمس الأحد معظم العاملين بدواوين الولاية العمل في مكاتبهم برئاسة حكومة الولاية ومحلياتها للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين.

وتفقد والي الخرطوم المكلف، أحمد عثمان حمزة، عدداً من الوزارات والمصالح والهيئات بالولاية، محيياً استجابة العاملين لمباشرة أعمالهم بالمؤسسات المختلفة بغرض الإسهام في استعادة عجلة العمل وإعمار ما دمرته الحرب.

وأنهت وزارة الصحة بالولاية العمل بموجب لجنة الطوارئ الصحية، التي شكلت مظلة للتحرك طوال فترة الحرب، والعودة إلى مباشرة مهامها بصورة طبيعية عبر إداراتها المتخصصة بمقرها بالخرطوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحذيرات صحية

وبينما واصلت حالات الإصابة بالكوليرا انحسارها في الخرطوم ودخول حملة التطعيم ضدها يومها الثالث، قال بيان لمنظمة الصحة العالمية، إن حملة التطعيم ضد الكوليرا التي أطلقتها في 10 يونيو (حزيران) الجاري ستستمر 10 أيام في خمس مناطق بولاية الخرطوم، بهدف حماية أكثر من 2.6 مليون شخص من عمر سنة فما فوق ووقف انتقال العدوى، والمساعدة في احتواء تفشي الكوليرا.

وتفاقم تفشي الكوليرا بالخرطوم بسبب سوء خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، نتيجة نقص المياه الصالحة للشرب في أعقاب هجمات على محطات الطاقة الرئيسة ومصادر المياه، إضافة إلى النزوح وانهيار النظام الصحي.

رؤية سياسية

سياسياً أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، عن إقرار "وثيقة الرؤية السياسية لإنهاء الحروب واستعادة الثورة وتأسيس الدولة".

وأوضح بيان لتحالف "صمود" أن الرؤية تم التوافق عليها بين مكوناته، وأرسلت إلى عدد من الكتل والتنظيمات السياسية مع دعوات إلى مناقشتها، مشيراً إلى أن "وثيقة الرؤية سترسل أيضاً إلى المجموعات النسوية والشبابية وجميع القوى المدنية السودانية".

ومن المنتظر وفق البيان، طرح الرؤية للرأي العام في مؤتمر صحافي، اليوم الإثنين 16 يونيو الجاري، مع تأكيد الانفتاح على كافة الملاحظات النقدية، في إطار جهود التحالف لبناء تيار مدني واسع لوقف الحرب والتوافق على مشروع وطني يعبر عن تطلعات الشعب السوداني.

صيانة المصفاة

إلى ذلك تستمر عمليات الصيانة في مصفاة نفط الخرطوم بمنطقة الجيلي شمال الخرطوم، أكبر منشآت البلاد النفطية التي تسهم في توفير إمدادات البترول ومشتقاته، حيث يتوقع أن يتم تشغيلها كلياً خلال فترة تراوح ما بين ستة أشهر وعام.

وإلى جانب جهود الكوادر الوطنية، أجرت الحكومة اتصالات مع بعض الجهات الدولية ذات الخبرة في صناعة النفط لإتمام الصيانة النهائية للمصفاة التي قدرت خسائرها بعشرات ملايين الدولارات.

وسيطرت قوات "الدعم السريع" على مصفاة الخرطوم للنفط بمنطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري لأكثر من عام، واتخذت منها مقراً للعمليات وإمدادات الوقود والتشوين والمسيرات والإسناد اللوجيستي لقواتها، واستردها الجيش في فبراير (شباط) الماضي.

ودعا وكيل وزارة النفط الوزير المكلف محيي الدين النعيم، العاملين إلى مواصلة الجهود لإعادة إعمار قطاع النفط بالبلاد.

تنديد أممي

أممياً، أبدى أعضاء مجلس الأمن الدولي قبل يومين قلقهم البالغ إزاء تصاعد النزاع في السودان، لا سيما في مدينة الفاشر والمناطق المجاورة بشمال دارفور، داعياً إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتحسين الوضع الإنساني المتدهور.

ودان بيان للمجلس بشدة الهجوم الذي وقع على قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي والـ"يونيسيف"، مطالباً بإجراء تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين في الهجوم، كما أشار إلى القصف الذي نفذته قوات "الدعم السريع" في نهاية مايو (أيار) الماضي، واستهدف منشآت إنسانية تتبع لبرنامج الغذاء العالمي بالفاشر، مما أسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في عدد من المدن السودانية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات