Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرات الجيش تنفذ عمليات في كردفان وهدوء حذر بـ"المثلث"

أحدثت الضربات انفجارات عنيفة تلاها انتشار كثيف لعناصر مسلحة في بعض الشوارع

أعلن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس عن البدء في الانتقال التدريجي للوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة الخرطوم (أ ف ب)

ملخص

التوتر يخيم على محور القتال في إقليم كردفان في حين أفاد شهود بأن قوات "الدعم السريع" تقوم بحشد تعزيزات عسكرية باتجاه مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان التي يسيطر عليها الجيش، مما يشير إلى احتمال وقوع مواجهات بين القوتين.

ساد التوتر أمس السبت محور القتال في إقليم كردفان في وقت سيطر فيه الهدوء الحذر على جبهتي دارفور والمثلث الحدودي الرابط بين السودان وليبيا ومصر.

وبحسب مصادر عسكرية سددت مسيرات الجيش السوداني ضربات جوية محكمة ودقيقة استهدفت مواقع محورية تابعة لقوات "الدعم السريع" داخل مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، شملت مبنى أمانة الحكومة وموقع إدارة شرطة الأسرة والطفل ومحيط سجن المدينة، مما أدى إلى تدمير عشرات المركبات القتالية والعربات اللوجيستية، إضافة إلى تحييد عدد كبير من العناصر المسلحة التي كانت تتخذ من تلك المواقع منطلقاً للتحركات داخل أحياء المدينة وضواحيها.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الضربات أحدثت انفجارات عنيفة، حيث شوهدت ألسنة الدخان تتصاعد في سماء المدينة، تلاها انتشار كثيف لعناصر مسلحة في بعض الشوارع، مما يشير إلى حجم الخسائر التي لحقت بتلك القوات، لافتة إلى أن هذه الغارات تأتي ضمن سلسلة عمليات نوعية شهدتها مناطق عدة في ولاية غرب كردفان خلال الفترة الأخيرة للقضاء على الوجود المسلح غير النظامي في المدن والمراكز الإدارية واستعادة الأمن في الإقليم وتطهيره من مصادر التهديد.

فيما أفاد شهود بأن قوات "الدعم السريع" تقوم بحشد تعزيزات عسكرية باتجاه مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان التي يسيطر عليها الجيش، مما يشير إلى احتمال وقوع مواجهات بين القوتين.

وسبق أن شنت "الدعم السريع" خلال اليومين الماضيين قصفاً مدفعياً على مقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني في المدينة، في محاولة لتحقيق تقدم ميداني بعد محاولات سابقة عدة لم تكلل بالنجاح خلال العام الماضي، إذ تشير المصادر العسكرية بأن الفرقة 22 مشاة بمدينة بابنوسة تتمركز في منطقة ذات طبيعة جغرافية معقدة، مما يجعل فرض حصار شامل عليها أمراً صعباً، حيث تحيط بها مرافق توفر الحماية الأولية لقوات الجيش السوداني.

في الأثناء تشهد القرى المحيطة بمدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان موجة نزوح كبيرة هذه الأيام بسبب تصاعد أعمال النهب والانتهاكات ضد النساء التي تقوم بها عناصر "الدعم السريع" التي سيطرت أخيراً على هذه المنطقة.

وأشار شهود إلى أن معظم النازحين اتجهوا شمالاً نحو مناطق تعد الأكثر أماناً نسبياً، بينما توجه آخرون غرباً نحو مدينة أبو زبد الواقعة بالولاية نفسها.

فرفرة مذبوح

من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة العقيد أحمد حسين مصطفى أن "ما يجري من تحركات عند المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر لا يعدو أن يكون مجرد ‘فرفرة مذبوح‘ من ميليشيات ‘الدعم السريع‘ وحلفائها من مرتزقة الجنرال الليبي خليفة حفتر"، مبيناً أن الهدف منها هو خلق وهم نصر معنوي بعد سلسلة هزائم تعرضوا لها في كل الجبهات، خصوصاً في محاور كردفان.

وأشار مصطفى في تصريحات صحافية إلى أن ما يردده إعلام "الدعم السريع" في شأن اعتماد الجيش على المثلث الحدودي كمصدر إمداد بالوقود غير صحيح، مؤكداً أن القوات المسلحة السودانية تملك خطوط إمداد بديلة ومحكمة لا علاقة لها بهذا الممر الصحراوي المتوتر.

وبين أن التجارة عبر مدينة الكفرة الليبية متوقفة منذ أكثر من عام ونصف العام، وأن الطرق من هذا الاتجاه مغلقة تماماً، بل حتى قوافل الإغاثة تنهب ولم تدخل أي شحنة إمداد أو مساعدات عبر تلك المنطقة، موضحاً أن "الوجود العسكري في المثلث لم يكن مكثفاً من البداية، بل اقتصر على بوابة صغيرة وقوة خفيفة، ولن تتمكن الميليشيات من البقاء فيه طويلاً".

وأفاد بأن المثلث الحدودي سيكون خالياً تماماً من الميليشيات خلال أيام، سواء كانوا من "الدعم السريع" أو حلفائهم الليبيين، وبأن "كل ما يقال عن استنزاف الجيش في هذه المنطقة مجرد حملة تضليل إعلامي تحاول تغطية انهيار الميليشيات وفشلها الذريع في الاستنفار بمحاور أخرى مثل نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور) والضعين (عاصمة ولاية شرق دارفور)".

ولفت المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة إلى أن الأوضاع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هادئة وتحت السيطرة الكاملة من قبل القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة، منوهاً بأن القوات المتمردة تنفذ عمليات قصف عشوائي على الأحياء السكنية ومعسكرات النازحين من خارج المدينة، من دون أي وجود فعلي لها داخلها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

توزيع 1000 سلة

إنسانياً، قامت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك في ولاية شمال دارفور بتوزيع 1000 سلة غذائية للنازحين، في محاولة عاجلة للتخفيف من المعاناة المتصاعدة داخل المعسكر المكتظ بآلاف الفارين من مناطق الحرب.

وأشارت الغرفة في بيان لها نشرته على "فيسبوك"، إلى إن الوضع الغذائي داخل المعسكر بلغ مرحلة كارثية، حيث اضطر عدد من النازحين إلى تناول علف الحيوانات لسد رمقهم بعدما نفدت المواد التموينية الأساسية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في حالات سوء التغذية، بخاصة وسط الأطفال والنساء وكبار السن.

وأضاف البيان "على رغم الجهود التي تبذلها لجان الطوارئ المحلية، فإن حجم المأساة يفوق الإمكانات المتاحة"، مشيراً إلى أن التوزيع الأخير للسلال الغذائية جرى بجهود تطوعية وخيرية محدودة، ولا يغطي سوى نسبة ضئيلة من الحاجات الفعلية داخل المعسكر، الذي يشهد تدفقاً مستمراً للنازحين يومياً.

وحث البيان المنظمات الدولية والإقليمية، وكذلك الجهات الخيرية داخل السودان وخارجه، للتدخل الفوري وتقديم المساعدات الطبية والغذائية العاجلة وإنشاء مراكز تغذية عاجلة للحد من تفاقم الأزمة الصحية.

ويعد معسكر أبو شوك أحد أكبر المعسكرات في شمال دارفور، إذ بات يشكل بؤرة إنذار مبكر لما قد تشهده مناطق أخرى من انفجار إنساني مشابه إذا استمرت موجات النزوح وتراجعت المساعدات.

مدينة منهكة

إلى ذلك قال ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان شبل صهباني إن العاصمة الخرطوم أصبحت مدينة منهكة بفعل الحرب.

وأوضح صهباني خلال حديث للصحافيين في جنيف عبر الفيديو من بورتسودان، عقب عودته من الخرطوم، أن العاصمة السودانية تفتقر لأبسط مقومات الحياة نتيجة الدمار الواسع الذي طاول البنية التحتية ونهب عدد كبير من المنشآت الحيوية، وعلى رأسها المرافق الصحية.

وأشار إلى أن المستشفيات ومراكز رعاية صحية عدة خرجت عن الخدمة بسبب تعرضها للتخريب والنهب، أو نتيجة لانقطاع الكهرباء وانعدام المياه النظيفة، إضافة إلى نقص الكوادر الطبية وشح الأدوية والمستلزمات الطبية.

ونبه ممثل منظمة الصحة العالمية إلى أن الأوضاع الحالية تمثل كارثة صحية وإنسانية تهدد حياة الملايين في مناطق النزاع، وسط انهيار شبه تام للنظام الصحي بولاية الخرطوم، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود الإنسانية وضمان حماية المنشآت الطبية وتسهيل وصول المساعدات للمتضررين، بخاصة في مناطق الاشتباكات المستمرة.

انتقال تدريجي

سياسياً أعلن رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس البدء في الانتقال التدريجي للوزارات والمؤسسات الحكومية إلى العاصمة الخرطوم. وكان أن انتقلت مؤسسات الدولة مع اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) 2023 إلى بورتسودان (شرق البلاد) بصورة موقتة.

ووجه القرار، بحسب الموقع الرسمي لمجلس الوزراء، أن تجرى العملية وفق جدول زمني مدروس يراعي الجوانب الإدارية والفنية والبشرية ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع، إلى جانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير