المفاوضات النووية... هل كانت "خدعة" لإيران؟

لم تكن الساعات القليلة الماضية عادية على إيران ولا حتى على العالم كله، فقد نفذت إسرائيل مئات الضربات العنيفة على أهداف إيرانية أودت بقيادات عسكرية من الصف الأول، وكذلك طاولت مواقع نووية أساسية في البلاد، أهمها مفاعل نطنز النووي.

وفيما توعدت طهران علانية وعلى لسان كبار مسؤوليها، ومن ضمنهم الرئيس مسعود بزشكيان، بأنها سترد بقسوة على الضربات الإسرائيلية "الموجعة"، إلا أن كثراً شككوا بقدرتها فعلاً على رد يوازي حجم الضربات التي تلقتها، خصوصاً أن تل أبيب لا تزل حتى لحظة كتابة هذه الأسطر تنفذ غارات على أهداف في إيرانية، فيما يتحدث متابعون ووسائل إعلام عن أن ما يحصل ليس مجرد ضربة وستنتهي، بل بداية حرب إسرائيلية على إيران.

عن الرد الإيراني المتوقع، في التوقيت والمضمون، يقول الكاتب الصحافي نبيل بومنصف في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، إن الرد الإيراني بات لا رداً، ومضت الساعات الطويلة ولم نرَ أي رد بحجم الهجوم غير المسبوق الذي تشنه إسرائيل متدحرجاً في وسط إيران، وبطرق مختلفة وباختراقات استخباراتية خارقة.

ويتابع بومنصف "إسرائيل متفوقة بالكامل في المشهد والهجوم، وفي الخلفية هناك التغطية الأميركية الكاملة ولم نرَ بعد أية قذيفة تسقط داخل إسرائيل، إيران خسرت الجولة بالكامل والمفاوضات التي كانت تجرى كانت بمثابة خدعة وسقطت بها إيران، ولم تنجح لا في المفاوضات ولا في الرد على إسرائيل بأي شكل"، مضيفاً أنه لو ردت طهران الآن بمستوى معقول عسكرياً لقلنا إن ميزان القوى لا يزال إلى حد ما قابلاً لنتوقع رداً بمستوى الهجوم، ولكن هناك إخفاقاً إيرانياً غير متوقع على الإطلاق، وقال "إنه أمر لم يكن محسوباً على الإطلاق".

وختم معتبراً أنه لا يزال أمامنا وقت لنكتشف حجم الخسائر الحقيقة البشرية وعلى صعيد النووي، ومع ذلك تبدو الضربة الإسرائيلية متفوقة استراتيجياً بالكامل.

Listen to "المفاوضات النووية... هل كانت "خدعة" لإيران؟" on Spreaker.