ملخص
يشارك تشيلسي في كأس العالم للأندية بوجه جديد تماماً عن الفريق الذي تأهل للبطولة، وسط تغييرات جذرية شملت المدربين واللاعبين وحتى المالك، في محاولة لاستعادة الأمجاد وتحقيق مكاسب مالية تساعده على تجاوز قيود الاستدامة.
كان توماس توخيل يتأمل في الأثر المتتابع لمشاركة فريقه في كأس العالم للأندية على سباق لقب الدوري الإنجليزي في الموسم المقبل، فقال "أعتقد أن له تأثيراً هائلاً، وسيمنح ليفربول وأرسنال أفضلية كبيرة في الموسم المقبل لعدم مشاركتهما في البطولة".
لكن ما لم يذكره توخيل هو أن تشيلسي، الذي سيعاني هذا العائق، تأهل لكأس العالم للأندية بفضله.
يبدو ذلك وكأنه عصر مختلف تماماً، بخاصة أن إنزو ماريسكا هو المدرب الخامس الذي يقود الفريق منذ ذلك الحين – إذ تتابع عليه كل من غراهام بوتر وبرونو سالتور وفرانك لامبارد وماوريسيو بوتشيتينو – كما أن رييس جيمس هو اللاعب الوحيد الذي شارك في نهائي دوري أبطال أوروبا 2021 تحت قيادة توخيل ولا يزال ضمن قائمة الفريق التي سافرت إلى أميركا.
وفي الواقع، إذا فاز بعض اللاعبين الآخرين بميداليات في يوليو (تموز) المقبل، فذلك سيعني أن تشيلسي لم يحقق الثنائية الفريدة من نوعها بين دوري المؤتمر الأوروبي وكأس العالم للأندية، إذ إن القائد الذي رفع كأس دوري الأبطال، سيزار أزبيليكويتا، بات الآن في أتلتيكو مدريد، وأنطونيو روديغر في ريال مدريد، أما تياغو سيلفا، فعمره الآن 40 سنة وسيدافع عن ألوان فلومينينسي. وجورجينيو انتقل إلى فلامنغو في الوقت المناسب ليواجه فريقه السابق بقميص ناديه الجديد، وأوليفييه جيرو، الذي جلس على مقاعد البدلاء في نهائي 2021 مع تشيلسي، قد يؤدي دوراً مشابهاً الآن مع لوس أنجليس أف سي، وربما يسجل ضد البلوز. أما ماتيو كوفاسيتش كان ليكون ضمن قائمة مانشستر سيتي لولا الإصابة.
الفريق الذي تأهل لكأس العالم للأندية كان يملك مدرباً مختلفاً، ولاعبين مختلفين، ومالكاً مختلفاً، وكان في كثير من النواحي نادياً مختلفاً تماماً.
لقد كان فريقاً معتاداً على حصد البطولات، في حين أن لقب دوري المؤتمر الأوروبي شكل أول تتويج – ولو متأخراً – في عهد تود بويلي ومجموعة كليرليك كابيتال.
لقد كان زمناً مليئاً بالتغيرات الدائمة والحسابات المبتكرة والأرقام الضخمة والنظريات الجديدة. ولعل كأس العالم للأندية هي المكان المثالي لتشيلسي الجديد، فهذه قصة رمزية تعكس واقعه. فمن المؤكد أن العائدات – بما في ذلك ضمان يتجاوز 30 مليون جنيه استرليني (40.64 مليون دولار)، وإمكان تجاوز 100 مليون (135.48 مليون دولار) في حال فوز تشيلسي بالبطولة – قد تمثل الرافعة الأحدث التي يستخدمها النادي لاجتياز قواعد الربح والاستدامة المالية. وهذه المرة لن يكون في حاجة إلى بيع فنادق أو فريق السيدات لنفسه.
وربما يكون ذلك تحولاً أيضاً على أرض الملعب، فتشيلسي هو أحد ممثلي الدوري الإنجليزي الممتاز في هذه البطولة، ولم يقترب الفريق من أن يكون بين أفضل فريقين تحت الملكية الحالية، حتى وإن كانت المراكز التي أنهى بها المواسم (الـ12، والسادس، والرابع) تمثل في الأقل اتجاهاً صحيحاً بعد الفشل المتغطرس في موسمهم الافتتاحي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يواجه تشيلسي نخبة الفرق الأوروبية منذ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2023، حين تنبأ بوهلي بالفوز (3 - 0) على ريال مدريد في ملعب "سانتياغو برنابيو"، لكن تشيلسي خسر بدلاً من ذلك بنتيجة (0 - 2)، وهي النتيجة ذاتها التي تكررت في مباراة الإياب على أرضه.
والآن، قد يوفر الوجود في مجموعة تضم لوس أنجليس أف سي وفلامينغو والترجي التونسي، مقارنات مع دوري المؤتمر الأوروبي. وإذا أنهى الفريق المجموعة في المركز الثاني فقد يجد نفسه في مواجهة في دور الـ16 أمام بايرن ميونيخ. أما الفوز بالمجموعة فقد يضعه في ربع النهائي أمام بطل أوروبا الجديد باريس سان جيرمان، الذي أطاح بأربعة فرق من الدوري الإنجليزي هذا الموسم، في اختبار يعد مقياساً لمدى التقدم.
لكن وكما هو معتاد من تشيلسي، فإن الفريق في حال انتقال دائمة. وقد تميزت تشكيلة ماريسكا بغياب بعض الأسماء البارزة التي تعاقدت معها الإدارة الحالية، مثل رحيم ستيرلينغ وجواو فيليكس، وأحد الفائزين بدوري الأبطال تحت قيادة توخيل، وهو بن تشيلويل، لكنها ضمت أيضاً أربعة تعاقدات جديدة.
وكان يمكن أن يرتفع العدد إلى ستة في الأقل لو سارت الأمور كما أراد النادي، إذ يوجد جيمي غيتينس بدلاً من ذلك ضمن تشكيلة بوروسيا دورتموند، إلى جانب المعار من تشيلسي كارني تشوكويميكا، وذلك بعد رفض النادي الألماني عرض تشيلسي لضم الجناح، أما مايك مانيان فلا يزال في صفوف ميلان بعدما فشلت المحاولة المتأخرة للنادي لضم حارس مرمى من الطراز العالمي حتى الآن في الأقل.
ولذلك فإن الحارس الذي قد يظهر للمرة الأولى مع الفريق هو مايك بندرز، المراهق الذي تألق مع فريق جينك.
أما اللاعبون الثلاثة الذين تم التعاقد معهم هذا الصيف فهم مامادو سار وداريو إيسوغو الذي قد يكون بديلاً لمويزيس كايسيدو، وقد منح رقم جواو فيليكس، وويليام ديلاپ، وقد يكون المهاجم الذي بلغت قيمته 30 مليون جنيه استرليني هو الأهم في هذه المرحلة، ويبدو الأقرب للبدء أساسياً. وقد تكون هذه بداية لمنافسة في الموسم المقبل بين ديلاب ونيكولاس جاكسون على مركز المهاجم الأساسي.
وصول آخر مثير للاهتمام يتمثل في عودة أندريه سانتوس، الذي تألق خلال فترة إعارته إلى ستراسبورغ الفرنسي، فمع تراكم اللاعبين الشباب في تشيلسي، قد يكون من القلائل الذين استفادوا فعلاً من نهج النادي النهم في التعاقدات ومقاربته الحالمة لتطوير اللاعبين.
عد بالزمن إلى 2021، وستجد أن فريق توخيل الذي فاز بدوري أبطال أوروبا كان يستند إلى الخبرة. أما الآن فأصبح الخيار الافتراضي هو شراء اللاعبين الشباب، وهو ما يتضمن أحياناً إبرام صفقات قبل وقت طويل من انضمام اللاعبين إلى النادي. فقد اشترى تشيلسي إستيفايو ويليان الصيف الماضي، ومن المقرر أن ينهي الجناح المراهق مسيرته مع بالميراس في كأس العالم للأندية قبل أن ينتقل إلى إنجلترا. ويعد بالميراس أيضاً أحد الخصوم المحتملين لتشيلسي في ربع النهائي، إلى جانب أتلتيكو مدريد بقيادة أزبيليكويتا. وكما يحدث كثيراً فإن ماضي تشيلسي وحاضره ومستقبله يتقاطعون في الوقت ذاته.
© The Independent