Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يخشى عراقيون من انسحاب القوات الأميركية؟

مراقبون يطالبون بتأجيل موعد سبتمبر المقبل لحين تحقيق استقرار كامل في سوريا ومنع عودة الدواعش

لا تزال الولايات المتحدة تملك عدة قواعد في كل من سوريا والعراق (أ ف ب)

ملخص

يبدو أن المشكلات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط لا سيما بعد إسقاط نظام بشار الأسد ومخاوف استعادة تنظيم "داعش" نشاطه مجدداً، أعادت المطالب الخاصة بأن يكون للتحالف الدولي دور في المنطقة.

في ظل العد العكسي لخروج القوات الأميركية من العراق، المقرر خلال سبتمبر (أيلول) المقبل، بدأت تساؤلات حول إمكانية تمديد الوجود الأميركي داخل بلاد الرافدين، وفق المتغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وكانت بغداد أجرت سلسلة من المفاوضات مع إدارة الرئيس السابق جو بايدن اتفقت خلالها على جدولة انسحاب القوات الأميركية على مراحل، بحيث تغادر من منطقة سيطرة الحكومة العراقية بصورة كاملة بحلول سبتمبر المقبل، وأن يقتصر وجودها على نشاط التحالف الدولي ضد "داعش" في إقليم كردستان العراق حتى سبتمبر 2026.

ويبدو أن المشكلات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط لا سيما بعد إسقاط نظام بشار الأسد ومخاوف استعادة تنظيم "داعش" نشاطه مجدداً، أعادت المطالب الخاصة بأن يكون للتحالف الدولي دور في المنطقة، خصوصاً أن الولايات المتحدة تملك عدة قواعد في كل من سوريا والعراق، وطائراتها تجوب المنطقة وتقدم تقارير استخباراتية للقوات العراقية.

ويبدو أن هذه المخاوف أعلن عنها وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، الذي عدَّ بقاء قوات التحالف الدولي ضد "داعش" في الأراضي السورية أمراً مطلوباً، موضحاً في تصريحات صحافية "أن أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن سوريا".

وأكد العباسي وجود تنسيق مستمر مع التحالف الدولي، موضحاً أن بغداد لم تتلق أي إشعار في شأن تغيير مواعيد انسحاب قوات التحالف، ومن المتوقع إخلاء بعض المواقع نهاية سبتمبر المقبل والانتقال إلى كردستان. وقال "لم نستلم أية إشارة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول تغيير القرارات، ولم يطلب منا السماح بزيادة عدد القوات الأميركية في العراق".

 

ولم يكن رأي البرلمان العراقي بعيداً من رأي وزير الدفاع، فوفق عضو لجنة الأمن والدفاع ياسر إسكندر وتوت فإن العراق "يحتاج إلى دعم لوجيستي وجوي كبير، خصوصاً أن ما يمتلكه من إمكانات غير كافٍ لضبط الأجواء المشتركة مع دول الجوار"، مضيفاً "بقاء قوات التحالف الدولي في البلاد أمر مطلوب وواقعي".

ولفت وتوت إلى أن ما دعا إليه وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي ضمن تصريحاته حول ضرورة بقاء قوات التحالف "يمثل موقفاً واقعياً، كون التحالف يمتلك أسطولاً جوياً مؤثراً في تأمين أجواء العراق"، مشيراً إلى أن العقود الحكومية الأخيرة لشراء 14 طائرة حديثة "لا تكفي لتغطية كامل الحاجة، كما أننا في حاجة إلى موازنة خاصة لدعم وزارة الدفاع، ورفد القوة الجوية بكفاءات جديدة".

وأمام عدم تبقي إلا أشهر على الموعد المتفق عليه بين بغداد وواشنطن، يؤكد متخصصون أن القوات العراقية في حاجة إلى قوات التحالف الدولي، لا سيما ضمن مجال مراقبة الأجواء في ظل الأخطار التي تشهدها المنطقة.

ضمانات الأمن

بدوره، قال مدير مركز العراق للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل إن وجود القوات الأميركية داخل بلاد الرافدين مهم، لضمان الأمن في ظل وجود فلول "داعش" والأحداث التي تشهدها المنطقة.

وذكر فيصل "موقف وزير الدفاع العراقي الذي رحب ببقاء القوات الأميركية وعددها 1500 مقاتل في سوريا، والتي تعد حليفاً وثيقاً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتوافقة حالياً مع حكومة أحمد الشرع في دمشق، وأيضاً الولايات المتحدة التي تعد حليفاً لتركيا التي نشرت بدورها قواعد عسكرية برية وجوية في سوريا، كدعم لوجيستي وعمليات للشرع في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على جنوب سوريا وبعض المواقع المختلفة الأخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونبه إلى أن ترحيب وزير الدفاع العراقي بالقوات الأميركية نابع من احتمالات ظهور "دولة الخلافة الإرهابية" مرة أخرى، مما يشكل تهديداً للأمن والاستقرار داخل سوريا وكذلك العراق، مبيناً أن معادلات الأمن وبخاصة على حدود البلدين تغيرت، وباتت احتمالات ظهور الدواعش قائمة عبر البؤر الكامنة للذئاب المنفردة في الأنبار أو في ديالى وكركوك وأطراف الموصل وتكريت.

وختم حديثه "ما زال الانتصار العسكري النهائي الحاسم لم يتحقق، بالتالي يجب استمرار وجود القوات الأميركية في العراق من أجل استمرار الحرب على دولة الخلافة وأنشطتها الإجرامية التي تهدد أمن واستقرار بلاد الرافدين، وعلينا أن نتذكر أن الحوار بين واشنطن وطهران يصل إلى نهاياته وقد يؤدي إلى احتمالات اندلاع حرب داخل منطقة الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، مما يتطلب وجود قوات أميركية لضمان الأمن حال اتسعت المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط".

الاستقرار أولاً

بدوره، شدد الكاتب والصحافي باسم الشرع على ضرورة أن يستمر بقاء التحالف الدولي داخل العراق لدعم القوات الوطنية، مشيراً إلى أن حكومة بغداد ستجد طريقة لتمديد هذا الوجود.

 

وقال الشرع "في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة وسقوط النظام السوري وتراجع الدور الإيراني وكذلك تراجع أدوار حلفاء طهران في العراق، يحتم وجود التحالف الدولي لدعم بغداد في مواجهة أية حركات إرهابية تنطلق من الأراضي السورية، خصوصاً في ظل عدم وجود استقرار داخل البلد المجاور الذي يسعى إلى بناء دولته الجديدة".

وعدَّ الشرع أن وجود التحالف الدولي سيوازن الوضع الداخلي في العراق، لا سيما في ظل غياب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، لافتاً إلى أن حكومة بغداد ستجد وسيلة لتمديد بقاء القوات بصورة ترضي جميع الأطراف.

المزيد من تقارير