ملخص
أنجزت روسيا وأوكرانيا، أمس الثلاثاء، مرحلة جديدة من عملية تبادل واسعة لأسرى حرب من الجانبين، وهو التقدم الملموس الوحيد بعد محادثات السلام الأخيرة في إسطنبول، التي وصلت إلى طريق مسدود.
أعلنت السلطات الأوكرانية أن طائرات مسيرة روسية استهدفت، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مدينة خاركيف (شمال شرق) مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ما لا يقل عن 37 آخرين بجروح، بينما قالت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أيضاً إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 32 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.
وأوضحت الوزارة عبر تطبيق تلغرام أن نصف الطائرات المسيرة تم إسقاطها فوق منطقة فارونيش الجنوبية، بينما جرى اعتراض البقية فوق كورسك وتامبوف وروستوف وشبه جزيرة القرم.
من جهته قال رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف، إن "17 ضربة بطائرات مسيرة طالت منطقتين في المدينة"، مشيراً بعيد دقائق من ذلك إلى "ورود تقارير عن سقوط قتيلين". وأضاف أن طواقم الإنقاذ أحصت 37 جريحاً، "من بينهم خمسة أطفال".
من جهته، قال مكتب المدعي العام في خاركيف، إن المسيرات الروسية استهدفت المدينة "قرابة الساعة 00:30 فجراً" (21:30 توقيت غرينتش الثلاثاء) وأصابت عمارات سكنية. وأضاف أن الهجوم تم بمسيرات من طراز "غيران-2" الروسية.
وخاركيف التي تعد ثاني كبرى مدن أوكرانيا وتقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من الحدود الروسية، تشهد منذ أسبوع هجمات ليلية واسعة النطاق.
وليل الجمعة-السبت، شهدت المدينة "أعنف هجوم تتعرض له منذ بداية الحرب" إذ استهدفتها نحو 50 طائرة مسيرة روسية مما أسفر عن سقوط قتيلين و17 جريحاً.
هجمات كييف
في وقت سابق، قال مسؤولون إن روسيا شنت إحدى أكبر هجماتها الجوية على كييف في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقصفت وحدة طبية للولادة في مدينة أوديسا الجنوبية، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص.
وجاءت الغارات الليلية بعد أكبر هجوم بالطائرات المسيرة نفذته روسيا خلال الحرب على أوكرانيا، أول من أمس الإثنين، وكانت جزءاً من قصف مكثف تعده موسكو انتقاماً لهجمات شنتها القوات الأوكرانية.
وقال وزير الثقافة الأوكراني ميكولا توتشيتسكي، أمس الثلاثاء، إن الهجوم الروسي ألحق أضراراً بكاتدرائية القديسة صوفيا، وهي موقع مدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي ويقع في المركز التاريخي لمدينة كييف.
وقال شهود من "رويترز"، إن انفجارات مدوية هزت كييف وأضاءت الانفجارات والحرائق سماء المدينة في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء، مخلفة سحباً كثيفة من الدخان فوق المدينة، ونشرت السلطات طائرتي هليكوبتر لإخماد النيران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تبادل للأسرى
في الأثناء، أنجزت روسيا وأوكرانيا، الثلاثاء، مرحلة جديدة من عملية تبادل واسعة لأسرى حرب من الجانبين، وهو التقدم الملموس الوحيد بعد محادثات السلام الأخيرة في إسطنبول التي وصلت إلى طريق مسدود.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تصريحات أوردتها وكالتا الأنباء الروسيتان "تاس" و"ريا نوفوستي" إن "مجموعة ثانية من العسكريين الروس أعيدوا لوطنهم من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف، وفي المقابل سلمت مجموعة من أسرى الحرب من القوات المسلحة الأوكرانية".
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عملية التبادل التي جرت أمس الثلاثاء، شملت "جنوداً مصابين بجروح خطرة" أثناء المعارك.
وقف القصف فوراً
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أمس الثلاثاء، إن القصف الروسي الذي يستهدف المدن الأوكرانية يجب أن يتوقف على الفور، وندد بالهجمات الروسية بعد واحدة من أكبر الغارات الجوية على العاصمة كييف.
وأضاف المتحدث، "اطلعنا على تلك التقارير ونراقب الوضع من كثب، بما في ذلك قصف مستشفى ولادة في أوديسا"، وأضاف، "يجب أن تتوقف الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية على الفور، نستنكر تلك الضربات ونتقدم بالتعازي للضحايا ولأسر جميع من تأثروا بها".
مقترح بعقوبات أوروبية
من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إن المفوضية اقترحت الحزمة الـ18 من العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، التي تستهدف إيرادات الطاقة والبنوك والقطاع العسكري الروسي.
وتقترح الحزمة الجديدة حظر التعامل مع خطي أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم)، وكذلك البنوك الضالعة في التحايل على العقوبات.
وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحافي، "هدف روسيا ليس السلام، بل فرض حكم القوة، القوة هي اللغة الوحيدة التي ستفهمها روسيا".
وتقترح المفوضية إضافة 22 بنكاً آخر في روسيا إلى قائمة العقوبات وتوسيع نطاق القيود المفروضة عليها، لتتجاوز مجرد إبعادها من نظام "سويفت"، وهو نظام معاملات مالية عالمي، على أن تشمل حظراً كاملاً على المعاملات.
وتقترح أيضاً توسيع نطاق القيود لتشمل البنوك من دول ثالثة، وإدراج صندوق الاستثمار المباشر الروسي والشركات التابعة له وشبكته الأوسع.