ملخص
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كلمة له اليوم الثلاثاء إن قوات الحرس الوطني ستظل في لوس أنجليس "لحين زوال الخطر"، مضيفاً "سنرى ما إذا كان هناك حاجة إلى قانون التمرد في ظل الاحتجاجات الدائرة حالياً".
أصدرت محكمة أميركية أمراً يقيد نشر القوات المسلحة في لوس أنجليس اليوم الثلاثاء، بعد أن طلبت سلطات كاليفورنيا منها منع نشر القوات العسكرية في المدينة.
وقالت رئيسة بلدية لوس أنجليس كارين باس إنها ستحاول الاتصال بالرئيس دونالد ترمب لتخبره بأن يوقف عمليات دهم المهاجرين التي تنفذها السلطات الاتحادية، وأن يركز الاهتمام بدلاً من ذلك على بطولة "كأس العالم 2026" التي ستقام بعض مبارياتها في المدينة، مضيفة خلال مؤتمر صحافي، "سأتصل به اليوم، أريد أن أقول له أن يوقف عمليات الدهم".
قانون التمرد
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كلمة له اليوم الثلاثاء إن قوات الحرس الوطني ستظل في لوس أنجليس "لحين زوال الخطر"، مضيفاً "سنرى ما إذا كان هناك حاجة إلى قانون التمرد في ظل الاحتجاجات الدائرة حالياً".
وحذر ترمب من تنظيم أي احتجاج خلال العرض العسكري المقرر في واشنطن مطلع الأسبوع المقبل للاحتفال بالذكرى 250 لتأسيس الجيش الأميركي.
وقال ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، "من يريد الاحتجاج سنواجهه بقوة كبيرة للغاية... لم أسمع حتى عن أي احتجاج، لكن كما تعلمون، هؤلاء أناس يكرهون بلدنا، لكنهم سيُواجهون بقوة كبيرة".
ووصل مئات من جنود مشاة البحرية الأميركية إلى لوس أنجليس الليلة الماضية، حيث من المتوقع وصول مزيد منهم اليوم بأوامر من الرئيس دونالد ترمب الذي أمر أيضاً بنشر 4 آلاف من قوات الحرس الوطني لقمع الاحتجاجات، على رغم اعتراض حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وغيره من القادة المحليين على ذلك.
ويجتاح الغضب الشعبي المدينة منذ أيام بعد أن أطلقت إدارة ترمب سلسلة من عمليات الدهم المتعلقة بالهجرة الجمعة الماضي، لكن مسؤولين محليين قالوا إن تظاهرات أمس الإثنين كانت سلمية إلى حد كبير.
إنقاذ لوس أنجليس
وأكد ترمب أن قراره إرسال قوات عسكرية من مشاة البحرية (مارينز) والحرس الوطني إلى مدينة لوس أنجليس جنبها "الاحتراق بالكامل"، في ظل الاحتجاجات على حملة مشددة بحق المهاجرين، وكتب على منصته "تروث سوشال" أنه "في حال لم أرسل القوات إلى لوس أنجليس في الليالي الثلاث الماضية لكانت هذه المدينة الجميلة والعظيمة تحترق الآن بالكامل"، مشبهاً خطر الاحتجاجات التي شهدتها بحرائق الغابات الواسعة التي أتت على أحياء كاملة فيها قبل أشهر.
اعتقالات ودمار
وقال مسؤول أميركي لـ "رويترز" إن نصف عدد قوات مشاة البحرية التي أمر ترمب بإرسالها إلى لوس أنجليس وعددها 700 جندي وصلت مساء أمس، وستدخل بقية القوات المدينة اليوم، فيما لم يرد الجيش الأمريكي حتى الآن على طلب للتعليق.
وفيما ذكرت رئيسة بلدية لوس أنجليس، كارين باس، لقناة تلفزيونية أن 100 شخص اُعتقلوا أمس، وأن معظم المتظاهرين لم يمارسوا العنف، فقد رشق عدد منهم ضباطاً ومركبات بالحجارة وأشياء أخرى، وأضرموا النار في سيارات عدة مطلع الأسبوع، لترد الشرطة بإطلاق مقذوفات مثل كرات الفلفل وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وبرر ترمب نشر قوات عسكرية عاملة في لوس أنجليس بقوله إن "الاحتجاجات عبارة عن احتلال عنيف للمدينة"، وهو توصيف اعتبره نيوسوم وباس مبالغاً فيه جداً، وأضاف نيوسوم أن نشر قوات الحرس الوطني لم يؤد إلا إلى تأجيج الوضع وجعل التعامل مع التظاهرات أكثر صعوبة على قوات إنفاذ القانون المحلية.
من جهته ذكر قائد شرطة لوس أنجليس جيم ماكدونيل في بيان أمس أنه لم يجر إخطار الإدارة بأن قوات من مشاة البحرية ستصل إلى المدينة، موضحاً أن وصولها المحتمل "يمثل تحدياً كبيراً على الصعيدين اللوجيستي والعملياتي" بالنسبة إلى الشرطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدى قرار ترامب حشد 700 من مشاة البحرية المتمركزين في جنوب كاليفورنيا إلى تصعيد المواجهة بينه وبين نيوسوم الذي رفع دعوى قضائية أمس يؤكد فيها أن نشر قوات من الحرس الوطني من دون موافقة حاكم الولاية غير قانوني، وهي المرة الأولى منذ عقود التي يقوم فيها رئيس بتفعيل دور الحرس الوطني من دون طلب حاكم الولاية.
وعلى رغم أن مشاة البحرية مكلفون فقط بحراسة الممتلكات الاتحادية موقتاً لحين وصول كتيبة كاملة قوامها 4 آلاف من قوات الحرس الوطني، فإن اللجوء إلى الجيش للتعامل مع الاضطرابات المدنية يعد أمراً نادراً، وكتب نيوسوم على منصة "إكس" أمس الإثنين أن "الأمر لا يتعلق بالسلامة العامة بل بإرضاء غرور رئيس خطر".
وقال كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ السناتور جاك ريد إنه "منزعج بشدة" من نشر ترمب قوات عاملة من مشاة البحرية، مضيفاً أنه "منذ تأسيس أمتنا والشعب الأمريكي واضح تماماً، لا نريد أن يقوم الجيش بإنفاذ القانون على الأراضي الأميركية".
تظاهرات واعتقالات
وتأتي عمليات الدهم في إطار حملة قمع يشنها ترمب على المهاجرين، بينما يقول الديمقراطيون والمدافعون عن المهاجرين إنها تفكك العائلات بصورة عشوائية، وقد
توعدت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم أمس بمواصلة اعتقال المشتبه فيهم بانتهاك قوانين الهجرة، ووصف مسؤولون في إدارة ترمب الاحتجاجات بأنها خارجة عن القانون واتهموا الديمقراطيين على مستوى الولايات والحكومات المحلية بحماية المهاجرين غير المسجلين من خلال توفير ملاذات لهم في بعض المدن.
وتجمع مئات المتظاهرين أمس أمام مركز احتجاز اتحادي وسط لوس أنجليس يوجد في داخله مهاجرون، ورددوا هتاف "أطلقوهم جميعاً"، ملوحين بأعلام المكسيك وأميركا الوسطى، في حين شكلت قوات الحرس الوطني حاجزاً بشرياً لإبقاء المتظاهرين خارج المبنى، وبدأت الشرطة في وقت متأخر مساء أمس تفريق الحشد باستخدام قنابل الغاز، واعتقلت بعض المتظاهرين.