Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لندن تستقبل أول سفنيه في العالم تعمل على الهيدروجين

تنتج السفينة التي تحمل اسم "إنيرجي أوبزيرفير" وقودها الهيدروجيني عن طريق شفط مياه البحر ونزع الأكسجين منها.

صورة لسفينة "إنيرجي أوبزيرفير" (رويترز)

وصلت أول سفينة  تعمل بالطاقة الهيدروجينية إلى لندن في إطار رحلة تستغرق ست سنوات حول العالم من دون انتاج أي انبعاثات غازية.

وأبحرت سفينة "إنيرجي أوبزيرفر" (رقيب الطاقة) التي يبلغ طولها 30 متراً مسافة 18 ألف ميل سلفاً بعدما غادرت سان مالو على الساحل الغربي لفرنسا، وستنهي جولتها الأوروبية بالرسو لمدة عشرة أيام قرب "تاور بريدج" في لندن.

ويقول طاقم  السفينة إنهم يريدون من هذا "المختبر العائم" الذي يعملون على متنه إثبات إمكانية تصفير انبعاثات الكربون في النقل البحري، مشددين على ضرورة حدوث هذا الأمر بشكل عاجل لتجنب وصول التغير المناخي إلى مستويات كارثية. يذكر أن السفينة التي ترعاها شركة تويوتا هي الأولى في العالم التي تنتج وقود الهيدروجين الخاص بها عن طريق شفط مياه البحر، كما أنها تبحر بسرعة تصل إلى 7.12 عقدة بحرية.

أما إنتاج الوقود، فهو عن طريق تحلية الماء، أي إزالة الملح والمعادن من الماء  قبل تمريره في جهاز تحليل كهربائي يفصل عنصريه المركِّبين، الهيدروجين والأكسجين، بعضهما عن بعض. يجري بعد ذلك إطلاق الأكسجين وضغط الهيدروجين وحفظه في وحدتي تخزين موجودتين على جانبي السفينة.

وقالت إيميلي كونتي، وهي من أفراد طاقم سفينة "إنيرجي أوبزيرفر"، لصحيفة "اندبندنت" إن "الباخرة تستطيع  بالمجمل تخزين  62 كغ من الهيدروجين وهو ما يعادل 2 ميغاواط من الطاقة. يساوي هذا القدر من الطاقة ما تستهلكه أسرة متوسطة خلال سنة، إنها كمية كبيرة من الطاقة".

من المعروف عن الطاقات المتجددة أنها متقلبة، ما يعني أنه لا يمكن الاعتماد عليها دائماً. ولهذا قرر المهندسون استخدام الهيدروجين لسد الفجوة. وأوضحت كونتي" نحن نستخدم الطاقات المتجددة طوال اليوم لشحن بطارياتنا ودفع السفينة. وعندما لا يتوفر لدينا ما يكفي من الطاقات المتجددة، يكون عندنا الهيدروجين الخاص بنا الذي نستخدمه لتحريكها".

يُذكر أن طاقة السفينة، التي يتألف طاقمها من ستة أفراد، تعتمد على الشمس في حوالي 52%، وعلى أجنحتها في 42%، وعلى الهيدروجين في 6 %.  ويبلغ عمر السفينة نفسها 35 عاماً وقد أبحرت بالفعل في جميع أنحاء العالم مرات عدة قبل أن تُحدث وتُزود بتكنولوجيا جديدة بتكلفة 4.7 مليون دولار.

وتابعت  كونتي شارحة "لقد كانت حطاماً عندما حصلنا عليها، وقمنا بتحويلها إلى سفينة ’إنيرجي أوبزيرفر’ الحالية. كانت الفكرة برمتها هي إيجاد وسيلة لدفع قارب دون إنتاج أي انبعاثات كربونية أو غازات دفيئة أو تلوث".

ويبلغ طول أشرعة "أوشنوينغ" 12 متراً وتستطيع الدوران 360 درجة حتى تتمكن من التقاط أكبر قدر ممكن من الرياح. ويأمل المهندسون أن تُرّكب تلك الأشرعة، وهي آلية بالكامل، على سفن الشحن في المستقبل كي تستخدم الطاقة بطريقة أكفأ بنسبة تصل إلى 42%.

وقالت  كونتي إن الهدف من الحملة هو تطوير مُنتَج تجاري ينبغي أن يكون متاحاً للسفن في جميع أنحاء العالم خلال فترة تتراوح بين خمس وعشر سنوات.

 

يذكر أن السفينة التي يقودها مؤسسها فيكتوريان إيروسار والقبطان جيروم دولافوس ، ستزور 50 دولة وسترسو في 101 ميناء خلال رحلتها التي تستغرق ست سنوات. وقد صمّمها معهد البحوث "سي إي إيه ليتين" في مدينة غرونوبل الفرنسية.

وأفادت كونتي "هناك أسباب عدة لإنهاء جولتنا الأوروبية في لندن. السبب الرئيسي وراء توقفنا هو من أجل الحديث عن القارب والبيئة وأهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة.. اليوم هو يوم مميز بسبب احتجاجات ’تمرد الانقراض’ الكبيرة والتي من الواضح أننا نتفق معها تماماً ، ومن المؤسف أننا لا يمكن أن نكون مع المحتجين. بالتأكيد نحن ندعم ما يقومون به ونفكر بهم".

يقول أفراد الطاقم إنهم يريدون إثبات أن النقل البحري يمكن أن يكون أكثر ملاءمة للبيئة. ويعتقدون أن مزيج الطاقة الخاص بسفينتهم لن يقوم يتغيير صناعة النقل البحري فحسب، بل سيكون من الممكن لشبكات الطاقة على البر أن تستعمله أيضاً.

وأضافت كونتي "كي نكون صادقين، إنه أمر مروع عندما تدرك أن وقت التحرك قد حان، وأن الأوان قد فات تقريباً. لم يعد هناك وقت لمناقشة ما إذا كان التحرك صحيحاً أم لا، لكن يجب أن يحدث الآن وهذا كل ما في الأمر. لا أستطيع أن أؤكد ذلك بما فيه الكفاية. عندما كنا في البحر الأبيض المتوسط ​​، أبحرنا في بحر شبه ميت. إنه بالكاد يحتوي على أية أسماك، في نصف المرات التي حاولنا أن نصطاد فيها كنا نصيد البلاستيك. وعندما التقطنا أسماكاً كانت صغيرة جداً. نظراً لأننا كنا على متن السفينة، فقد رأينا آثار التغير المناخي في كل مكان".

واعتبرت أن "عواقب التغير المناخي واضحة حقاً. إن الوضع مريع، ومن السهل بالنسبة لنا أن نقول لأنفسنا: ’إنها ما زالت بعيدة جداً ولن تؤثر علينا’.  لكنها ستؤثر علينا وتؤثر علينا فعلياً الآن. يتوجب علينا حقاً إيجاد حلول. وهذا ما نحاول القيام به".

© The Independent

المزيد من بيئة