ملخص
على وقع الغارات اليومية، تتواصل معاناة سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة الذين يتهددهم الجوع، وأعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" أنها استأنفت عملها في القطاع.
قالت مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة اليوم الجمعة إن جميع مواقع توزيع المساعدات التابعة لها مغلقة، ومن المقرر إعلان موعد إعادة فتحها لاحقاً. وحثت المؤسسة السكان على الابتعاد عن هذه المواقع "حفاظاً على سلامتهم".
وتوقف العمل في مواقع التوزيع بعد سلسلة من وقائع إطلاق النار الدامية بالقرب منها. وكانت المؤسسة بدأت توزيع المساعدات الأسبوع الماضي، وتعرضت لانتقادات لاذعة من منظمات إغاثية بما فيها الأمم المتحدة.
وأعلنت المؤسسة أمس أنها استأنفت توزيع المساعدات لكنها تراجعت عن القرار اليوم فيما يتهدد الجوع سكان القطاع في ظل الحرب المتواصلة منذ نحو 20 شهراً بين إسرائيل و"حماس".
في الأثناء، أكدت حركة "حماس" الخميس استعدادها لخوض جولة مفاوضات "جديدة وحقيقية"، سعياً للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 37 شخصاً في الأقل في قصف إسرائيلي.
في غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أنها استعادت في عملية خاصة جثة رهينتين إسرائيليين أميركيين خطفا من كيبوتس نير عوز، خلال الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وشكل شرارة اندلاع الحرب.
واستأنفت إسرائيل في الـ18 من مارس (آذار) ضرباتها في القطاع بعد هدنة هشة استمرت شهرين، وكثفت عملياتها في الـ17 من مايو (أيار)، مؤكدة تصميمها على تحرير ما تبقى من رهائن والسيطرة على كامل القطاع والقضاء على حركة "حماس".
الاتصالات مع الوسطاء مستمرة
أكد رئيس "حماس" في غزة خليل الحية أن الحركة مستعدة لخوض "جولة مفاوضات "جديدة وحقيقية"، للتوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، مشيراً إلى أن "الاتصالات مع الوسطاء وغيرهم لا تزال مستمرة".
وقال في خطاب مسجل مسبقاً جرى بثه الخميس إن الحركة لم ترفض المقترح الأخير من المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة، بل طالبت فقط ببعض التغييرات والتحسينات لضمان إنهاء الحرب في القطاع.
وأضاف الحية، وهو كبير مفاوضي "حماس"، "نؤكد أن الحركة لم ترفض مقترح ويتكوف الأخير، ولكن قدمنا بعض الملاحظات والتحسينات من أجل ضمان أن تنتهي هذه الحرب".
وجدد تأكيده أن الحركة تتواصل مع "الأطراف كافة" للوصول إلى اتفاق يفي "بالحقوق والمطالب الأساسية لشعبنا، ويؤدي إلى انهاء هذه الحرب ووقف إطلاق نار دائم وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، إضافة إلى الإغاثة الفورية لشعبنا وإنهاء الحصار".
عشرات القتلى
يحل عيد الأضحى هذا العام في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة في القطاع، وأعلن الدفاع المدني أن 37 شخصاً قتلوا في القصف الإسرائيلي على أنحاء مختلفة من القطاع الخميس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى وقع الغارات اليومية، تتواصل معاناة سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة الذين يتهددهم الجوع، وأعلنت مؤسسة "غزة الإنسانية" أنها استأنفت عملها في القطاع.
وقال الجهاز الإعلامي في المؤسسة لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد فتحنا أبوابنا لعمليات توزيع اليوم"، مؤكداً أنه "جرى توزيع 1,4 مليون وجبة" خلال النهار في مركزين مختلفين، و8,4 مليون وجبة منذ الـ27 من مايو عندما بدأت عملياتها.
وبدأت المؤسسة ذات التمويل الغامض عملياتها بعدما رفعت إسرائيل جزئياً الحصار المطبق الذي فرضته منذ مطلع مارس، وحرم السكان من مساعدات حيوية، إلا أن توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة مع تقارير عن سقوط ضحايا بنيران إسرائيلية قرب المراكز.
وكانت المؤسسة أعلنت الأربعاء إغلاق مراكز التوزيع بعد مقتل عشرات الأشخاص على هامش عمليات توزيع المساعدات، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أن الطرق المؤدية إلى المراكز "مناطق قتال".
ضغوط دولية
لوح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الخميس باتخاذ "إجراءات ملموسة إضافية" في حق إسرائيل، على خلفية الحرب والقيود التي تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
واتهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مجدداً الخميس "حكومة اليمين المتطرف" في إسرائيل، بارتكاب "إبادة متعمدة" في قطاع غزة.
وفي جنيف، نظم مئات من موظفي منظمة "أطباء بلا حدود" تحركاً احتجاجياً على "عسكرة" المساعدات من جانب إسرائيل، وعلى غرار وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى، ترفض منظمة "أطباء بلا حدود" التعاون مع مؤسسة "غزة الإنسانية"، بسب مخاوف في شأن طريقة عملها وحيادها.
وفي محاولة لتخفيف معاناة سكان غزة، ناقش مجلس الأمن الدولي الأربعاء مشروع قرار ينص على "وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار"، والإفراج غير المشروط عن الرهائن والرفع "الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتوزيعها بصورة آمنة".
وأثار استخدام الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل الفيتو، غضب بقية أعضاء المجلس الذين صوتوا بالإجماع لصالح مشروع القرار.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس إعادة جثتي رهينتين إسرائيليين أميركيين، وقال نتنياهو في بيان "خلال عملية خاصة نفذها الشاباك (جهاز الأمن الداخلي) والجيش في قطاع غزة، نقلت جثتا اثنين من رهائننا المحتجزين لدى منظمة "حماس" الإرهابية المجرمة إلى إسرائيل: جودي واينستين-هاغاي وغاد هاغاي من كيبوتس نير عوز"، وأضاف "قتلت جودي وغاد في السابع من أكتوبر، واقتيدت جثتاهما إلى قطاع غزة".
واعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس أن استعادة الجثتين تظهر "الوحشية المستمرة" لحركة "حماس"، وقال "إنه تذكير صارخ بالوحشية المستمرة التي تواصل 56 عائلة مواجهتها، بما فيها عائلتا الأميركيين أومير نوترا وايتاي شين، التي تحتجز حماس أحباءها في غزة منذ السابع من أكتوبر" 2023.
اعتراض صاروخ من اليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الخميس أنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، عقب سماع صفارات الإنذارات في القدس ومدن أخرى، بينما أعلن الحوثيون استهداف مطار بن غوريون قرب تل أبيب.
وقال الجيش في بيان "اعتراض صاروخ أطلق من اليمن، تسبب في تفعيل إنذارات في بعض المناطق في البلاد".
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع في بيان إطلاق "صاروخ باليستي فرط صوتي"، مضيفاً أن العملية "حققت هدفها".
ووضع سريع إطلاق الصاروخ في إطار الرد "على جريمة التجويع والتعطيش" في قطاع غزة، ورداً على الغارات التي طالت ضاحية بيروت الجنوبية الخميس، وقالت إسرائيل إنها تستهدف منشآت لـ"حزب الله".
وفي حين جرى اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ التي أطلقها الحوثيون خلال الأشهر الماضية، سقط أحدها مطلع مايو (أيار) قرب مطار بن غوريون. ونفذت إسرائيل ضربات جوية عدة في اليمن رداً على هذه الهجمات، مستهدفة موانئ عدة ومطار صنعاء.