Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العالم العربي يواجه التصحر بالطاقة الشمسية والتشجير

ولي العهد السعودي أعلن خطته لزراعة 10 مليارات شجرة ومصر تعمل ضمن استراتيجية متكاملة لـ"المستدامة"

منظر جوي من السعودية لمحاولات التشجير ومواجهة التصحر (بيكسلز)

ملخص

مع التقدم في تقنيات الري الحديثة، نشهد تحسناً ملحوظاً في زيادة إنتاجية المحاصيل، إذ تقوم هذه التقنيات بدور حيوي في تحقيق الاستدامة الزراعية، كأنظمة الري بالرش المحوري الموفرة للمياه واستخدام أجهزة استشعار الرطوبة لتحسين توقيت الري وتطبيق تقنيات الزراعة الدقيقة لتوزيع المياه بكفاءة.

تقع معظم أراضي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن حدود الأراضي القاحلة، إذ يؤثر تدهور الأراضي الجافة في نحو 70 في المئة من أراضي المنطقة العربية، وفقاً للمركز العربي لدراسات المناطق القاحلة (أكساد)، فقرابة 48.6 في المئة من مساحة الأراضي في المشرق، و28.6 في المئة في وادي النيل والقرن الأفريقي، و16.5 في المئة في شمال أفريقيا، وتسعة في المئة في شبه الجزيرة العربية معرضة للخطر بسبب التصحر.

وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعد ليبيا ومصر والأردن الدول الأكثر تضرراً، أما في شبه الجزيرة العربية، فإن البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة من بين الدول الأكثر تضرراً.

ويعد الإجهاد البيئي المرتبط بالتصحر عملية ديناميكية متفاوتة الشدة، وتشمل العوامل الرئيسة المؤثرة في التغير البيئي الإقليمي، الجفاف المتكرر وتدهور الأراضي ونضوب الموارد الطبيعية والنمو السكاني المتغير وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وندرة مياه الشرب والري وتآكل التربة المتزايد والتملح وغيرها.

وتتمثل التداعيات المهمة للتصحر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الفقر وانعدام الأمن الغذائي والنزوح القسري والهجرة واختلال المؤسسات الاجتماعية والسياسية. ويؤدي استمرار تدهور الأراضي إلى آثار بيئية واقتصادية واجتماعية وخيمة، قد تنعكس سلباً على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في المنطقة.

العمل ضمن اتفاق

صادقت معظم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على "اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر"، وهي تعمل على مراجعة خططها السابقة وإعداد استراتيجيات وطنية جديدة وخطط عمل واستراتيجيات تمويل متكاملة لمكافحة التصحر. وتتضمن خطط العمل استراتيجيات متكاملة طويلة الأجل لتحسين إنتاجية الأراضي، إلى جانب إعادة تأهيل موارد الأراضي والمياه وحفظها وإدارتها المستدامة على المستويين الوطني والمجتمعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إضافة إلى ذلك، أنشأت الدول العربية مؤسسات علمية، مثل المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة (ASCAD) والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)، قادرة على معالجة قضايا حفظ وتنمية الموارد الطبيعية في المناطق الجافة. وأعطى مجلس وزراء البيئة العرب الأولوية لقضايا الأراضي الجافة من خلال تشكيل فريق من الخبراء لوضع أطر برامج إقليمية للعمل التعاوني.

زراعة 50 مليار شجرة

وخلال الأعوام الأخيرة، واجهت الدول الكبرى المصدرة للنفط في الشرق الأوسط ضغوطاً متزايدة نتيجة التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة، إذ يعد حرق الوقود الأحفوري كالنفط لتوليد الكهرباء وتوفير المياه الجارية وتشغيل السيارات، من الأسباب الرئيسة لتغير المناخ والاحتباس الحراري. وعانى الشرق الأوسط تحديداً التصحر وندرة المياه وموجات الحر الشديد خلال العقود الأخيرة.

ووفقاً لـ"أطلس التعقيد الاقتصادي" فإن 41.56 في المئة من صادرات النفط الخام عام 2019 تأتي من أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم الإمارات العربية المتحدة والسعودية وروسيا والكويت والعراق، وبحسب الصحافة الأجنبية فإنها ترى أن الشرق الأوسط يتمتع بموقع فريد يمكّنه من دعم أو عرقلة الجهود العالمية للتحول نحو تقنيات الطاقة المتجددة.

 

وفي هذا السياق أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن خطته لزراعة 10 مليارات شجرة خلال العقود المقبلة، وتوليد 50 في المئة من طاقة المملكة من مصادر متجددة بحلول عام 2030. ومن خلال "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر"، تقود السعودية جهوداً لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في جميع أنحاء المنطقة بهدف الحد من تآكل التربة وحماية التنوع البيولوجي والتخفيف من آثار تغير المناخ. ويشكل الهدف المجمّع المتمثل في زراعة 50 مليار شجرة خمسة في المئة من الهدف العالمي للتشجير، مما يعادل استعادة 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

تجارب عربية

وتبدو المنطقة التي تتميز بالأيام المشمسة والصحاري القاحلة مثالية للطاقة الشمسية، وبحسب تقرير صدر عام 2024 عن شركة "ريستاد إنرجي"، فإن الشرق الأوسط يتمتع بإمكانات كبيرة للطاقة الشمسية، وإذا ابتعد من الوقود الأحفوري، فإن توافر الضوء والأراضي المفتوحة للألواح الشمسية يمكن أن يجعل الشرق الأوسط أحد أكبر منتجي الطاقة الشمسية.

وتتصدر السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان دول المنطقة في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية، ومن المتوقع أن تواصل قدرتها على إنتاج الطاقة النظيفة نموها. ومن الممكن أن تتفوق السعودية على الدول الأخرى في إنتاج الطاقة الشمسية بفضل مشاريع مثل محطة الحناكية للطاقة الشمسية التي تبلغ قدرتها الإجمالية 1100 ميغاواط والتي يرجح أن تسهم في تأمين الطاقة الكهربائية لما يقارب 190 ألف وحدة سكنية سنوياً، كما يتوقع لها أن تصبح واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم.

وأسهم نجاح الإمارات في تحقيق إنجازات بارزة خلال العقود الأخيرة، في تطويق آثار مشكلة التصحر والحد من تداعياتها البيئية الضارة، إذ إنها اهتمت في مرحلة باكرة بإنشاء مجموعة من الغابات وزيادة الرقعة الخضراء وتوفير موائل للأنواع البرية بالتركيز على استخدام النباتات المحلية والنباتات المقاومة للملوحة، إضافة إلى اعتماد منظومة تشريعية متكاملة وإنشاء السدود وتعزيز استخدام المياه المعالجة وتنفيذ كثير من برامج رفع الوعي بمشكلة التصحر وسبل الإسهام في الحد منها.

 

كما انتهجت الدولة وسائل الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة لمراقبة التصحر وتغير المناخ، كمشروع الزراعة العمودية الذي يستغل المساحات بصورة فاعلة ويقلل من استهلاك المياه، إلى جانب الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، بما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتوفير حلول مستدامة لمواجهة التغير المناخي.

وتعمل الحكومة المصرية ضمن استراتيجية متكاملة للطاقة المستدامة 2035 التي سرعت أخيراً هدفها المتمثل في الوصول إلى 42 في المئة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، أي قبل خمس سنوات من الموعد المحدد.

تقنيات للمكافحة

وفي عصر يتسم بالتحديات المائية المتزايدة، هناك طرق في مجال تحلية المياه للزراعة في إطار "مبادرة AWARE"، إذ أُطلق مشروع إقليمي يجمع بين تكنولوجيا التحلية والطاقة الشمسية لمواجهة تحديات ندرة المياه في المنطقة. وهذا المشروع الذي يضم أربع دول عربية رائدة هي مصر والأردن وتونس والمغرب، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الزراعة المستدامة، لتطوير تقنيات التحلية منخفضة الكلفة واستخدام الطاقة الشمسية لتقليل البصمة الكربونية وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.

ومع التقدم في تقنيات الري الحديثة، نشهد تحسناً ملحوظاً في زيادة إنتاجية المحاصيل، إذ تقوم هذه التقنيات بدور حيوي في تحقيق الاستدامة الزراعية، كأنظمة الري بالرش المحوري الموفرة للمياه واستخدام أجهزة استشعار الرطوبة لتحسين توقيت الري وتطبيق تقنيات الزراعة الدقيقة لتوزيع المياه بكفاءة.

ومن أساليب مكافحة التصحر في المنطقة تبني تكنولوجيا الزراعة المستدامة التي تستطيع تحويل المناطق الجافة إلى أراضٍ زراعية منتجة، من خلال استخدام محاصيل مقاومة للجفاف وتطبيق تقنيات حصاد المياه، إضافة إلى استخدام الأغطية العضوية لتقليل فقدان الرطوبة.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة