ملخص
لم تؤكد "حماس" بعد وفاة محمد السنوار، ما من شأنه أن يعني انتقال مسؤولية الجناح العسكري للحركة في جميع أنحاء القطاع لشريكه المقرب عز الدين حداد، الذي يشرف حالياً على العمليات في شمال غزة.
وليس من الواضح كيف ستؤثر وفاة محمد السنوار، حال تأكيدها، في عملية صنع القرار داخل الحركة ككل.
تصدر محمد السنوار، القائد العسكري في حركة "حماس" في غزة الذي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء القضاء عليه، قائمة أبرز المطلوبين لدى إسرائيل لفترة طويلة.
ترقى السنوار، الذي اشتهر بالمراوغة والإفلات من محاولات الاغتيال، إلى أعلى الرتب في صفوف "حماس" في عام 2024 بعد مقتل شقيقه يحيى، العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل الذي تسبب في اندلاع حرب غزة، الذي عين لاحقاً رئيساً للحركة.
لم تؤكد "حماس" بعد وفاة محمد السنوار، ما من شأنه أن يعني انتقال مسؤولية الجناح العسكري للحركة في جميع أنحاء القطاع لشريكه المقرب عز الدين حداد، الذي يشرف حالياً على العمليات في شمال غزة.
وليس من الواضح كيف ستؤثر وفاة محمد السنوار، حال تأكيدها، في عملية صنع القرار داخل الحركة ككل. على سبيل المثال، هل ستؤدي وفاته إلى تعزيز أو تقليص نفوذ أعضاء قيادة الحركة المقيمين في الخارج، في ما يتعلق بتحديد السياسة في مفاوضات وقف إطلاق النار؟
ويصف مسؤولو "حماس" السنوار والحداد بأنهما "شبحان"، تفوقا في دهائهما على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ زمن طويل.
محاولات اغتيال سابقة
وتقول مصادر في "حماس" إن محمد السنوار نجا، مثل شقيقه يحيى، من عدد من محاولات الاغتيال الإسرائيلية باستخدام وسائل من بينها الغارات الجوية وزرع المتفجرات.
ووفقاً لمصادر في "حماس"، عندما زار السنوار مقبرة ذات مرة اكتشف مرافقوه وجود عبوة ناسفة يجري التحكم فيها عن بعد، تشبه قالباً من الطوب موضوعة في طريقه.
وفي عام 2003، اكتشفت عناصر في "حماس" قنبلة مثبتة في جدار منزل محمد السنوار، مما أحبط محاولة اغتيال حملت الحركة مسؤوليتها للاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب مصادر في حماس، اشتهر محمد السنوار بعملياته السرية، ولعب دوراً محورياً في تخطيط وتنفيذ هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، الذي يعد أسوأ فشل أمني في تاريخها.
كما يعتقد على نطاق واسع أنه كان أحد العقول المدبرة للهجوم عبر الحدود في عام 2006، واختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
واحتجزت "حماس" الجندي شاليط لمدة خمس سنوات إلى أن بادلته بأكثر من ألف فلسطيني مسجون لدى إسرائيل.
وكان شقيقه يحيى السنوار، الذي حطم تخطيطه الدقيق لهجوم 2023 سمعة إسرائيل كقوة لا تقهر في المنطقة، أحد المفرج عنهم بموجب ذلك الاتفاق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مسيرة حياته
ولد محمد السنوار في الـ16 من سبتمبر (أيلول) 1975، ونادراً ما ظهر علناً أو تحدث إلى وسائل الإعلام، قتل شقيقه يحيى في قتال خلال دورية إسرائيلية روتينية في غزة في عام 2024.
ونشرت إسرائيل لقطات ليحيى السنوار، وهو مصاب بجروح بالغة، ويرمي قطعة خشبية على طائرة مسيرة تحلق، في آخر تحد منه لعدوه القديم قبل وفاته وصعود شقيقه.
تتحدر عائلة السنوار في الأساس من عسقلان، الواقعة داخل إسرائيل حالياً، وأصبحوا لاجئين مثل مئات الآلاف من الفلسطينيين الآخرين خلال "النكبة"، أثناء قيام دولة إسرائيل خلال حرب عام 1948.
واستقرت العائلة في خان يونس بغزة، التي دمرت إلى حد كبير في الحرب الأخيرة.
تلقى محمد السنوار تعليمه في مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي كثيراً ما كانت علاقاتها مع إسرائيل متوترة، بما في ذلك خلال الحرب الحالية في غزة.
انضم إلى "حماس" بعد تأسيسها بفترة وجيزة، متأثراً بشقيقه يحيى، العضو السابق في جماعة "الإخوان المسلمين".
ساعدته سمعته كمتشدد في الترقي بالرتب العسكرية للحركة، وبحلول عام 2005 أصبح قائد لواء خان يونس التابع لـ"حماس".
كانت هذه الوحدة، وهي من بين الأكبر والأقوى في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، مسؤولة عن هجمات عبر الحدود وإطلاق الصواريخ ووضع القنابل على طول الحدود.
كما أنها تراقب حركة الجنود الإسرائيليين على مدار الساعة، وفي عام 2006 شاركت قوات النخبة بقيادة السنوار في اختطاف شاليط.
تقول مصادر مقربة من "حماس" إن السنوار أقام علاقات وثيقة مع مروان عيسى، نائب قائد الجناح العسكري لـ"حماس" ومحمد الضيف، القائد العسكري المنعزل الذي اغتالته إسرائيل.