Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"لعنة الميراث"... حينما يتفوق الواقع على الخيال وأفلام السينما

الشبهة الجنائية في وفاة حفيد سيدة التعليم في مصر تفتح ملف صراع المال على الشاشة

عادل إمام نبه لكارثة الصراع بين العائلة بسبب الميراث في فيلم زهايمر (مواقع التواصل الإجتماعي)

ملخص

عبر الفن بوسائطه المختلفة خصوصاً السينما والدراما والمسرح عن قضايا الميراث والصراع بين العائلات، وما يمكن أن تصل إليه الأمور من تصاعد يتحول في بعض الأوقات إلى جرائم دامية تحمل لعنة الميراث في تفاصيلها وأحداثها.

مهما برع الفن في تصوير حكايات الناس والحياة بكل ما فيها من غرائب وتناقضات وصراعات، سيظل الواقع صاحب الضربة القاضية والمفاجآت الأكثر إبهاراً وغرابة.

لعنة الميراث

عبر الفن بوسائطه المختلفة خصوصاً السينما والدراما والمسرح عن قضايا الميراث والصراع بين العائلات، وما يمكن أن تصل إليه الأمور من تصاعد يتحول في بعض الأوقات إلى جرائم دامية تحمل لعنة الميراث في تفاصيلها وأحداثها.

وغالباً ما يتهم بعضهم تلك الأعمال بالمبالغة أو التحريض على العنف، بينما تمتلئ صفحات الحوادث بما هو أغرب وأعنف.


وفي الساعات الأخيرة قلبت قضية وفاة أحمد حفيد الدكتورة نوال الدجوي الرأي العام في مصر، بما تحمله من تفاصيل وملابسات وغموض وتبادل اتهامات وتناقض شهادات.

ومنذ أسابيع تصدرت نوال الدجوي حديث الناس في مصر، وهي تلقب برائدة التعليم الخاص في مصر وصاحبة أكبر سلسلة مدارس وجامعات خاصة، إذ أبلغت السيدة التي تبلغ 94 سنة عن سرقة ما يقرب من 500 مليون جنيه مصري (100 مليون دولار) من منزل تابع لها بحي 6 أكتوبر، واتهمت السيدة أحفادها بسرقة المبالغ النقدية والذهب الذي وضعته في خزائن سرية بالمكان الذي اختارته ويعرفه أحفادها جيداً.

إدارة الثروة

وعقب السرقة اتهمت الجدة الأحفاد بالسرقة خصوصاً أحمد، وكشفت عن أنه رفع قضية للحجر عليها ليتولى إدارة ثروتها، لكن بالكشف الطبي رأت المحكمة أنها تتمتع بصحة عقلية تمكنها من إدارة أموالها، ولا يتطلب الأمر الحجر عليها أو وصاية من أي شخص على رغم أنها في عامها الـ94. ويبدو أن الأمور وصلت إلى مرحلة درامية سوداء بين العائلة، بسبب لعنة هذا المال والصراع عليه في وجود الجدة على قيد الحياة، واستمرارها في إدارتها لممتلكاتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم يجر تفسير كثير من علامات الاستفهام بهذه القضية، وأهمها سبب احتفاظ الجدة بالأموال في خزانات خاصة، وعدم رغبتها في استثمارها أو منح بعضها للأحفاد، ولم يعرف أيضاً هل يحصل الأحفاد على أموال من جدتهم؟ وهل هناك صراعات بسبب ضائقة مالية يمرون بها؟

تضارب المعلومات

وتوالت الأحداث عندما كشفت التحقيقات عن أن ابني السيدة شريف ومنى توفيا منذ فترة قصيرة وتركا أربعة أولاد شابين وسيدتين، ومنهم أحمد حفيدها الذي لقي حتفه خلال ساعات.

وتضاربت المعلومات، إذ جاء في بيان الداخلية المصرية أن أحمد قام بإنهاء حياته بواسطة مسدس مرخص يمتلكه، وأضاف البيان أن الشاب الذي يعمل مدرساً بجامعات جدته عانى حالة نفسية سيئة وكان يتلقى علاجاً خاصاً، وبناء على هذه الاضطرابات النفسية قد يكون أقدم على الانتحار.

في حين نفى محامي الأسرة هذه المعلومات، وكشف عن أن أحمد تعرض للقتل، إذ كان يتلقى تهديدات مجهولة حذرته هذا المصير منذ فترة، كما أن منزل الدجوي كان به نافذة مفتوحة جرى اكتشافها عقب وفاته مباشرة.

وأكد محامي أحمد الدجوي أن الراحل لم يعانِ أية مشكلات نفسية حتى يقدم على الانتحار، بل كان مقبلاً على الحياة ويحاول إيجاد حلول، خصوصاً أن سمعته تعرضت للتشويه بسبب اتهامات جدته غير الصحيحة.

رفض التصالح

وفي بعض شهادات المقربين من الدجوي أكدوا أنه كان شديد التهذيب، ولم يسرق جدته كما اتهمته، وعانى آلاماً نفسية بسبب ما وجه إليه من اتهامات، وكان يسعى إلى إثبات براءته، وعرض الحل على جدته، لكنها رفضت التصالح بحسب ما تردد.

وجاءت شهادات أخرى تؤكد أنه تم طرد الدجوي أخيراً من العمل بالجامعة التي تملكها جدته، وتعرض لإهانة شديدة، فقام بإطلاق بعض الرصاصات في الهواء حتى يخرج من الجامعة ببعض الأوراق التي قال إنها مهمة، واستخدم في ذلك اليوم المسدس نفسه الذي لقي به حتفه. والتزمت جدة الراحل بالصمت، بينما رفض شقيقه عمرو تلقي العزاء، متهماً ابنتي عمته بالتورط في قتل شقيقته. وحتى الآن ما زال الغموض يحيط بالجريمة أو الوفاة، ولكن أجمع المتابعون أنها واقعة مؤسفة تحمل لعنة الميراث أو المال.

تناول درامي

تناولت السينما والدراما التليفزيونية فتنة المال ولعنة الميراث وما يحدثه من صراعات دامية بين الإخوة والأقارب في بعض الأحيان في كثير من الأعمال، ومنها أفلام مثل "العار" و"الطوفان" و"من 30 سنة" و"زهايمر" و"سيكو سيكو"، وفي التلفزيون في مسلسلات "الليل وآخره" و"البرنس" و"ميراث الغضب" وغيرها. ولعل فيلم "من 30 سنة" لأحمد السقا ومنى زكي وشريف منير وميرفت أمين من أبرز الأعمال التي تناولت صراع المال في العائلات، والفيلم صدر عام 2016.


وهو من إخراج عمرو عرفة، وتأليف أيمن بهجت قمر، وتدور الأحداث حول عمر الذي يعود من الخارج ليقسم ثروته على عائلته المكونة من تسعة أفراد بالتساوي، ولكنه يخبرهم أن أمواله ملعونة ولعنتها تطارد من يحصل عليها أينما ذهب، وبالفعل يقتنع ابن عمته عماد بالأمر بعد وقوع الضحايا بطريقة غريبة بين أفراد العائلة على التوالي، ويحاول الكشف عن اللغز وراء تلك اللعنة.

الطوفان

وفي فيلم "الطوفان" جرى تناول الصراع بين الأبناء على المال لدرجة قتلهم والدتهم، إذ ورث الأبناء عن والدهم قطعة أرض غالية الثمن، ويظهر فجأة شخص يتهم والدهم الراحل أنه باعها له ولم تعد مملوكة للأسرة، ويستشهد على صحة روايته بزوجة الراحل فتشهد بصحة أقواله، فيقوم أبنائها طمعاً في الأرض بقتلها لمنعها من الشهادة. وتتوالى الأحداث، إذ تحل لعنة المال والميراث الموصوم بالدم على الجميع. ولعب بطولة الفيلم محمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوي وسمية الألفي ومحمود الجندي.


وكان فيلم "العار" لنور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمي من أهم أفلام السينما المصرية التي تعرضت لفكرة الميراث ومشكلاته، إذ يتفاجأ طبيب ووكيل نيابة وتاجر وهم أشقاء بأن والدهم ترك لهم ميراثاً من نوع مختلف بعد وفاته، وهو أموال ضخمة متعلقة بتجارة المخدرات، وكان على الأبناء التعامل مع الميراث الملعون على رغم أخطاره، وعقب محاولة إدارة الأموال المشبوهة يتعرض الأبناء لسلسة من العواقب الوخيمة التي تدمر حياتهم.

أما فيلم "زهايمر" الذي لعب بطولته الفنان عادل إمام عام 2010 فكشف عن جانب آخر من الصراعات بين الإخوة على مال أبيهم الذي ما زال على قيد الحياة، ولحرصهم على الحصول عليه مهما كانت الوسيلة يلجاون لإيهامه أنه يعاني مرض الزهايمر حتى يستطيعون الوصاية على ماله وهو على قيد الحياة. ويكتشف الأب حيلة الأبناء وخديعتهم، ويلقنهم درساً في أن المال الذي يحولهم لمجرمين هو ميراث ملعون سيطاردهم مدى الحياة.


وشارك في بطولة العمل فتحي عبدالوهاب وأحمد رزق ورانيا يوسف ونيللي كريم.

وأخيراً قدم فيلم "سيكو سيكو" قضية لعنة المال والصراع بين الأقارب، إذ يرث شابان من عمهما ثروة ضخمة ويكتشفا أنها عبارة عن مخدر حشيش. وتتوالى الأحداث، إذ تحل لعنة الميراث على الشابين فيدخلا السجن وتتغير حياتهما رأساً على عقب. والفيلم بطولة عصام عمر وطه الدسوقي وباسم سمرة وتارا عماد، وإخراج عمر المهندس.

الليل وآخره

وتناولت بعض الأعمال الدرامية المصرية لعنة الميراث وقدرتها على تدمير الأسر والأفراد، وكان مسلسل "البرنس" لمحمد رمضان من أنجح هذه الأعمال، إذ دارت أحداثه حول أب يكتب معظم أملاكه لابنه رضوان، فتقع الضغينة بينه وبين أخوته من أبيه، ويحاولون التخلص منه بكل الوسائل الإجرامية.


 والمسلسل من بطولة محمد رمضان وأحمد زاهر ونور وروجينا، ومن إخراج محمد سامي. وطرح الفنان يحيي الفخراني القضية نفسها في مسلسل "الليل وآخره"، إذ يكتب الأب معظم الميراث لابنه المفضل رحيم، فتنقلب علاقة الإخوة ببعضهم، ويشب الصراع الذي ينتهي بمأساة.

المزيد من فنون