Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دواء جديد قد يتغلب على نوع عنيف من سرطان الثدي

يجبر الخلايا السرطانية على التكاثر قبل الاوان

لا تكاد تتوقف جهود العلوم الطبية الحديثة في التوصّل إلى علاج شافٍ للأورام الخبيثة (أ.ب.)

وجدت دراسة حديثة أنّه من المستطاع استخدام دواء معين لتعزيز نجاح العلاج الكيماوي لمعالجة سرطان الثدي العدواني العنيف. وجاء في تفاصيل الدراسة أنّ علماء في "معهد بحوث السرطان" (مقره لندن) اكتشفوا دواءً يستطيع إجبار الخلايا السرطانية على الانقسام بسرعة ما يجعل الأنواع السرطانية المقاومِة للعلاج الكيماوي، قابلة للعلاج.

وترجع فاعلية ذلك الدواء إلى أن السرطان بحد ذاته يمثّل تكاثراً غير منضبط لنوع أو أنواع من الخلايا. وفي المقابل، يؤد تكاثر الخلايا السرطانية بشكلٍ أسرع من إيقاعها "التقليدي"، إلى ظهور حدوث أخطاء في عمليات تكوينها، وتالياً، تظهر خلايا سرطانية "مختلة"، فتكون ضعيفة أمام العلاج الكيماوي الذي يصبح أكثر قدرة على قتلها.

ويُعرف الدواء بإسم "بي أو إس 172722" BOS172722. ويعمل عِبْرَ حجب مركّب أساسي في التركيب الجيني للأورام الخبيثة، يشار إليه بمصطلح "أم بي إس 1" MPS1 الذي يتمثّل عمله أساساً في ضمان أن تمتلك الخلايا المتكاثرة عدداً ملائماً من الكروموزومات قبل أن تدخل في عمليات الإنقسام والتكاثر. ومن الناحية العلمية، عندما تنقسم خلية ما (كي تتكاثر)، يتوجّب أن تتوزع الكروموزومات الموجودة في نواتها، على  الخليتين اللتين ستنتجان عن عملية الانقسام. وإذا لم يجر ذلك التوزيع المنظم للكروموزومات في التكاثر، تتعرض الخلايا الجديدة إلى الاختلال والموت.

ويعمل دواء "بي أو إس 172722" على تسريع عملية التكاثر والانقسام في الخلايا السرطانية التي تكون فيها تلك العملية متسارعة أصلاً، ما يؤدي إلى تدافع متخبط في عملية التكاثر، ولا يكون مجال لتوزيع الكروموزومات على الخلايا المتكاثرة، فترتفع نسبة الخلايا المضطربة التركيب بينها، وتكون أيضاً غير قادرة على مقاومة الأدوية الكيماوية المستخدمة في علاج الأورام الخبيثة.

 وفي سياقٍ متّصل، أظهرت الاختبارات الأولية التي أجريت على الفئران والخلايا المستولدة في المختبر، أنّ الدواء يعمل بشكلٍ جيّد نسبياً عندما يعطى إلى جانب العلاج الكيماوي لدى معالجة خلايا نوع من الأورام الخبيثة في الثدي، يشار إليه بإسم السرطان الثلاثي السلبي. ويعتبر ذلك النوع من السلالات الأشد فتكاً بين الأورام الخبيثة للثدي، كما يشكّل ما يتراوح بين 10 و20 في المئة من إجمالي أنواع سرطانات الثدي التي يشخصها الأطباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك السياق، ذكر سبيروس ليناردوبولوس، بروفيسور في بيولوجيا الأورام الخبيثة وعلاجاتها في "مركز بحوث السرطان"، أنّه "بشكلٍ حاسم، من المتوقع أن يكون ذلك المزيج (= "بي أو إس 172722" والعلاج الكيماوي) فاعلاً لدى مرضى السرطان الذين تظهر لديهم مقاومة للعلاج بالأدوية الكيماوية وحدها. واستطراداً، يملك ذلك المزيج القدرة على أن يتحوّل خياراً إضافياً وضروريّاً في علاج سرطان الثدي، وربما كان بوسعه إطالة الحياة."

وفي هذا الإطار، يقف ذلك الدواء حالياً في منتصف الطريق الذي قد يفضي إلى استعماله على نطاق واسع. إذ عَبَرَ تجربة سريرية من المرحلة الأولى، بمعنى أنّه جُرّبَ على مجموعة صغيرة من المرضى والأورام الصلبة. وفي المقابل، ذكر البروفسور ليناردوبولوس أنّه "يتطلّع قدماً إلى النتائج".

وتأتي هذه الأخبار في وقتٍ أعلنت فيه "جمعية أيفون للنساء"، الذراع الخيري لشركة "أيفون" لمستحضرات التجميل، أنّها تطالب التطبيق الرقمي الشهير "آنستغرام" برفع الحظر الذي يضعه على ظهور صور حلمة الثدي خلال شهر التوعية ضدّ سرطان الثدي، وذلك لتسليط الضوء على أهمية صحّة الثدي.

وكذلك تجدر الإشارة إلى أنّ الخطوط التوجيهية التي يتّبعها "آنستغرام" لا تسمح حالياً بالعريّ، بما في ذلك عرض صور عن حلمات أثداء النساء.

وفي رسالةٍ مفتوحة إلى رئيس "آنستغرام" آدم موسيري، كتبت آيمي غريني رئيسة "جمعية أيفون للنساء"، "نؤمن بأنّ هذا الأمر (صور حملة التوعية) سيستخدم منصّات التواصل الاجتماعي كقوّة دافعة للخير، ما يساعد على نشر المزيد من التوعية في شهر التوعية حول سرطان الثدي، والحصول على ثقافة إضافية بشأن صحّة الثدي."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة