ملخص
حادثة الرصاص التحذيري نحو دبلوماسيين أجانب في الضفة الغربية، تزيد الضغوط على إسرائيل وسط حصار غزة.
نددت دول أوروبية وغربية أمس الأربعاء بواقعة إطلاق جنود إسرائيليين النار قرب وفد دبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة، إذ استدعت إيطاليا وفرنسا سفيري تل أبيب لتوضيح ما حدث.
وأقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا رصاصاً تحذيرياً بعدما "انحرف" الدبلوماسيون عن المسار المتفق عليه للجولة في شمال الضفة، مضيفاً أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، وأشار إلى أنه لم يجر الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وعرض التلفزيون الإسرائيلي مقاطع ظهر فيها أشخاص يركضون نحو سيارات تحمل لوحات دبلوماسية، بينما أمكن سماع دوي إطلاق نار.
وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الوفد كان "يقوم بجولة ميدانية في محيط مخيم (جنين) للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في المحافظة"، ووصفت تصرفات الجيش الإسرائيلي بأنها انتهاك للقانون الدولي.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً دانت فيه الواقعة، مشيرة إلى أن السفير المصري في رام الله كان ضمن الوفد الدبلوماسي الزائر.
ووصفت الواقعة بأنها "منافية للأعراف الدبلوماسية كافة"، وطالبت الجانب الإسرائيلي "بتقديم التوضيحات اللازمة".
كندا تطالب بـ"تحقيق معمق"
دعت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إسرائيل إلى إجراء "تحقيق معمق"، و"محاسبة" المسؤولين عن واقعة الأعيرة التحذيرية التي أطلقها الجيش خلال زيارة يجريها دبلوماسيون أجانب إلى الضفة الغربية المحتلة.
وكتبت أناند على منصة إكس "لقد طلبت من المسؤولين (في الوزارة) استدعاء السفير الإسرائيلي للتعبير عن المخاوف الخطرة لكندا"، مشيرة إلى أن أربعة كنديين كانوا في عداد الدبلوماسيين الأجانب الذين أطلقت باتجاههم الأعيرة النارية التحذيرية.
كما أعلنت وزارة خارجية الأوروغواي أنها استدعت الأربعاء السفيرة الإسرائيلية في مونتيفيديو ميخال هيرشكوفيتز "لتوضيح الحقائق المبلغ عنها" في أعقاب إطلاق الجيش الإسرائيلي الأعيرة النارية التحذيرية باتجاه دبلوماسيين أجانب، بينهم سفير الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية.
وقالت الوزارة في بيان إن "وفداً من السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين، بمن فيهم سفير الأوروغواي فرناندو أرويو، هوجم بأعيرة نارية من جنود إسرائيليين"، داعية تل أبيب إلى "التحقيق في هذه الواقعة"، و"اتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية الطاقم الدبلوماسي".
وأعلنت المكسيك الأربعاء أنها ستطلب "توضيحات" من إسرائيل حول سبب إطلاق جيشها أعيرة نارية تحذيرية خلال زيارة قام بها دبلوماسيون أجانب، بينهم مكسيكيان.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية على منصة "إكس" إنه ليس هناك ما يفيد بأن الدبلوماسيين دخلوا إلى منطقة غير مرخص لهم الدخول إليها، كما زعم الجيش الإسرائيلي لتبرير إطلاق ما سماه "أعيرة تحذيرية".
إيطاليا تطلب تفسيرات
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت السفير الإسرائيلي في روما "للاحتجاج" و"طلب تفسيرات" عقب إطلاق قوات إسرائيل الأعيرة التحذيرية.
وقالت الخارجية الإيطالية في بيان إن الأمين العام للوزارة ريكاردو غواريغليا "احتج" و"رفض سلوك الجيش الإسرائيلي، معتبراً أنه من غير المقبول طرد وفد دبلوماسي مدني من منطقة تحت سيطرة الجيش باستخدام الأسلحة النارية".
وأضاف "يتعين على إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية في غزة، وتركز على المفاوضات السياسية والدبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بإحياء عملية السلام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك جددت إيطاليا دعوتها إلى فتح المعابر مع غزة "فوراً"، "للسماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والصحية إلى السكان الفلسطينيين".
وقالت الخارجية الإيطالية إن غواريغليا "أكد موقف الحكومة الإيطالية، الذي يعتبر أن الشعب الفلسطيني نفسه هو ضحية إرهابيي حماس".
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني في وقت سابق الأربعاء أن الطلقات التحذيرية، التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية، تهديدات "غير مقبولة".
وذكر أنه تواصل مع نائب القنصل الايطالي اليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحاً أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين".
وأثار ما حصل انتقادات عديدة، لا سيما من إسبانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، فيما دعت تركيا إلى إجراء "تحقيق" سريع.
وجاءت الحادثة في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية حرب غزة مع انتظار الفلسطينيين الحصول على إمدادات حيوية بعد تخفيف الحصار المطبق على القطاع والمستمر منذ أكثر من شهرين.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور على إكس الحادثة بأنها "غير مقبولة"، في حين قال نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني إن سفير إسرائيل في إيطاليا سيتعين عليه تفسير تصرفاتها.
واستنكرت وزارة الخارجية الألمانية ما وصفته "بإطلاق النار غير المبرر"، وقالت إن الوفد المتوجه إلى مدينة جنين بالضفة الغربية مسجل رسمياً، ويقوم بأنشطة دبلوماسية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وألمانيا حليف قوي لإسرائيل.
الاتحاد الأوروبي يطالب بالتحقيق
أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها علمت بالواقعة التي حدثت خلال زيارة لدبلوماسيين دوليين نظمتها السلطة الفلسطينية، وقالت "نحث إسرائيل بتأكيد التحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها، وعن أي تهديدات لحياة الدبلوماسيين".
وتأتي الواقعة في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف حربها في غزة والسماح بوصول المساعدات إلى السكان، الذين يقول خبراء الأمم المتحدة إنهم على شفا المجاعة بعد حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعاً.
وطالبت كالاس أمس الثلاثاء بمراجعة اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل رداً على أفعالها في غزة، وهو ما يسلط الضوء على تنامي العزلة الدولية لإسرائيل بسبب سلوكها في حرب غزة المستمرة منذ 20 شهراً.
وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إن إطلاق النار على الدبلوماسيين، وبينهم أتراك، "دليل آخر على تجاهل إسرائيل المنهجي للقانون الدولي وحقوق الإنسان".
وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن أحد رعاياها كان ضمن مجموعة الدبلوماسيين ولم يصب بأذى، وأضافت في بيان "نحن على اتصال بالدول المتضررة الأخرى لتنسيق الرد المشترك على الواقعة، والتي نستنكرها بشدة".
وقتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين ودمر كثيراً من المنازل في الضفة الغربية، منذ أن شن عملية في يناير (كانون الثاني) في جنين للقضاء على مسلحين.
الصين بدورها قالت اليوم الخميس إنها "تعارض بشدة أي أعمال تعرض سلامة" الدبلوماسيين للخطر. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحافي دوري في بكين، إن "الصين تتابع عن كثب هذه الحادثة وتعارض بشدة أي عمل يهدد سلامة الموظفين الدبلوماسيين... نحن نطالب بإطلاق تحقيق كامل حتى لا تتكرر هذه الحوادث".