Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو يطرح وقف حرب غزة للتفاوض لكن شروطه تضاعف العراقيل

نقص الاحتياط يستدعي دعوة جنود يعانون من اضطرابات نفسية ويتلقون العلاج إلى القطاع

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ ب)

ملخص

يتعمق النقاش والخلافات في إسرائيل بعد ما كُشف عن الشروط التي تضعها في المفاوضات لوقف الحرب، والتي عدها داعمو صفقة فورية وإنهاء الحرب عقبة جديدة أمام المفاوضات، خصوصاً ما يتعلق بتفكيك سلاح "حماس"، نزع سلاح القطاع، وترحيل وإخضاع الحركة.

على وقع تصعيد القتال والقصف والهجمات المدفعية في مختلف المناطق في قطاع غزة، مع إطلاق المرحلة الأولى من العملية الحربية الكبرى "عربات جدعون"، التي تهدف إلى مضاعفة الضغط على "حماس" لتليين موقفها في مفاوضات صفقة الأسرى، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ولأول مرة منذ بداية المفاوضات، أن موضوع وقف الحرب مطروح على الطاولة ضمن المقترح المعدل الذي تم تقديمه، أول من أمس السبت، وبحسبه يتم تحرير فوري لـ10 أحياء و20 جثة، مقابل تمديد وقف النار لفترة تتراوح ما بين شهر ونصف وشهرين. وفيه أيضاً، تتعهد "حماس" التبليغ عن وضع الأسرى المتبقين لديها وتقديم العلاج الطبي والغذاء لهم.

إعلان نتنياهو جاء بعد أن عدت إسرائيل أن حركة "حماس" بدأت بتليين موقفها في أعقاب اغتيال القيادي بالحركة في غزة محمد السنوار، مع قياديين آخرين، إلى جانب الضغوط الكبيرة التي شكلتها عملية "عربات جدعون" على الحركة من قيادة ومقاتلين. وبنظر الإسرائيليين، فإن الوضع الحالي في غزة، في أعقاب إطلاق العملية وتكثيف القتال هناك، سيدفع بالحركة إلى قبول الشروط والمطالب الإسرائيلية.

لكن، ووفق ما كشف مصدر إسرائيلي مطلع على محادثات صفقة الأسرى، بعد أقل من ساعة من إعلان نتنياهو، فإن الشروط التي تضعها إسرائيل لوقف الحرب لن تقبل بها "حماس"، لأنها، عملياً، تشكل خضوعاً للحركة، بل هزيمة كبيرة لها.

ورأى المصدر أن إعلان نتنياهو شمل بند وقف الحرب في المفاوضات جاء في أعقاب الضغط الكبير وغير المسبوق الذي تمارسه واشنطن للتقدم في المفاوضات، ولكن الحقيقة أن نتنياهو لا يزال يضع العقبات أمام التقدم في الصفقة.

ووفق ما تبين، فإن إسرائيل ترفض أن تلتزم بوقف الحرب، لكن ستكون هناك ضمانة دولية باستكمال الحوار والتوصل إلى اتفاق بوقف الحرب، كما أن إسرائيل تصر على عدم الانسحاب من محور فيلادلف ونيتساريم في إطار المفاوضات.

ونقل عن مصادر مطلعة على التطورات الحاصلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، أن الضغط الأميركي يتمثل في التوصل إلى صفقة جزئية وغير شاملة، لكن مع إعطاء ضمانات للطرفين بشأن المستقبل وما بعد الصفقة. وذكرت تلك المصادر أنه من غير الواضح ما هي تلك الضمانات، لكن يمكن الافتراض أنها، من وجهة نظر "حماس"، تمثل مساراً لإنهاء الحرب، ومن وجهة نظر إسرائيل، تمثل مساراً لنزع سلاح قطاع غزة في المرحلة النهائية.

من جهته قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن هذا الوقت ليس للانسحاب بل للضغط حتى النهاية، حتى استسلام "حماس"، أي اتفاق يعني الاستسلام للشيطان، يجب احتلال القطاع وسحق العدو واستعادة الأسرى بالقوة"، على حد تعبيره.

 

شروط لن توقف الحرب

في إسرائيل، يتعمق النقاش والخلافات بعدما كشف عن الشروط التي تضعها في المفاوضات لوقف الحرب، والتي عدها داعمو صفقة فورية وإنهاء الحرب عقبة جديدة أمام المفاوضات، خصوصاً ما يتعلق بتفكيك سلاح "حماس"، نزع سلاح القطاع، وترحيل وإخضاع الحركة.

هذه الشروط التي لم يذكرها نتنياهو في إعلانه التفاوض حول وقف النار، يعدها الإسرائيليون شروطاً لن تحدث اختراقاً في المفاوضات، وتعكس بشكل واضح سياسة نتنياهو وحكومته بإبقاء نيران الحرب مشتعلة. وكما ذكر والد أحد الأسرى في تعقيبه على تصريحات نتنياهو، فإن الشروط التي تضعها إسرائيل تعني أننا أمام صفقة جزئية تقتصر على 10 أسرى، ومن غير المتوقع أن تستمر لتحرير آخر أسير، بسبب رغبة نتنياهو في استمرار الحرب تلبية لاتفاقاته مع أحزاب ائتلافه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهته، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "إن هذا الوقت ليس للانسحاب، بل للضغط حتى النهاية، حتى استسلام (حماس). أي اتفاق يعني الاستسلام للشيطان. يجب احتلال القطاع وسحق العدو واستعادة الأسرى بالقوة"، على حد تعبيره.

وفي منشور مقتضب على منصة "إكس"، علق بن غفير على بيان نتنياهو، "لن يكون أي إنهاء للحرب. هذا المقترح لن ينفذ من دون هزيمة ’حماس’".

"عربات جدعون" لن تغادر غزة

تكثيف القتال الذي شهده قطاع غزة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، بحسب الجيش، تم تنفيذه تمهيداً لإطلاق المرحلة الأولى من "عربات جدعون"، وتكثيفها تزامناً مع مفاوضات الدوحة. فقد عد الإسرائيليون، في جلسة تقييم لملف غزة، أن تكثيف القصف والقتال سيسهم في إخضاع "حماس" وتراجعها عن مواقفها وشروطها، فيما تستمر المفاوضات تحت النار وتكثيفها.

وفي لقائه جنوداً في غزة، أعلن رئيس الأركان إيال زامير، أن الجيش هذه المرة لن يترك القطاع، وأن العملية لن تتوقف.

وعد أن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة "حماس" لا يعني وقف الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهراً. وقال "عربات جدعون ستستمر، والجيش لن يغادر غزة حتى تحقيق جميع الأهداف"، وأضاف، بعد تقييمه الوضع الأحد في غزة "شرعنا في عملية عربات جدعون وسنواصلها حتى نكسر قدرة العدو القتالية، حتى نهزمه أينما عملنا".

وأوضح زامير أن جيشه أمام هدفين رئيسين، إعادة الأسرى وهزيمة "حماس". وذكر أنه سيتيح للمستوى السياسي المرونة للمضي قدماً في أي صفقة إطلاق سراح أسرى "صفقة الأسرى هي ليست توقفاً، بل هي إنجاز نحن نعمل على تحقيقه".

وصول زامير تزامن مع دخول فرقتين جديدتين من الجيش إلى القطاع، لتضافا إلى ثلاث فرق باشرت عملياتها بتنسيق وتعاون أسلحة الجو والبر والبحر، وقد شهد اليوم الأول من العملية قصفاً مكثفاً وغارات جوية واسعة النطاق في جميع أنحاء القطاع.

في هذه المرحلة، يتم تركيز القتال، وفق خطة الجيش، في جباليا وخان يونس، وقد بدأ الآلاف من سكان هذه المناطق بمغادرتها، على أن تواصل الفرق العسكرية دخول المناطق الأخرى. وفي الخطة، عدم مغادرة الجيش المنطقة التي يدخلها، حتى وإن تم الاتفاق على وقف إطلاق النار.

ووفق مسؤول عسكري، قررت إسرائيل عدم تكرار ما تم تنفيذه سابقاً، وخلال صفقات الأسرى، بمغادرة الفرق العسكرية المناطق التي انتشرت فيها، بل البقاء هناك لاستكمال العمليات والخطة التي صادق عليها زامير حتى النهاية، أو كما قال رئيس الأركان حتى هزيمة "حماس".

أزمة التجنيد

في الوقت الذي كان يتحدث فيه زامير في غزة، كان الانشغال الداخلي في إسرائيل يدور حول أزمة التجنيد، بعد صدور أكثر من قرار اعتقال بحق جنود احتياط رفضوا الامتثال لأمر الجيش بالحضور للمشاركة في العملية على غزة، وكان بعضهم قد استدعي للخدمة أكثر من 10 مرات منذ بداية الحرب.

وكشف عن نقص كبير في الاحتياط، خصوصاً على جبهتي لبنان وسوريا، بعد أن قام الجيش بإعادة انتشاره في مختلف الجبهات لضمان وصول جميع وحدات النظامي إلى غزة، على أن تنتشر وحدات الاحتياط على جبهتي لبنان وسوريا.

وأمام هذا النقص، اتخذ الجيش قراراً استثنائياً سجل كأول قرار يتخذ في وضعية الحرب، ودعا مئات الجنود الذين يتلقون علاجاً نفسياً جراء مشاركتهم في حرب "طوفان الأقصى"، ومعظمهم يعانون من صدمات نفسية، وبعضهم لديه نسبة عجز دائم.

وبينما يرتفع عدد أفراد الاحتياط الرافضين للخدمة، تتعالى الأصوات الجماهيرية الداعمة لهذا الموقف، وأيضاً من قبل أهالي الجنود الذين أعلنوا أنهم يرفضون مشاركة أبنائهم في غزة، ويدعون إلى وقف الحرب فوراً وإعادة جميع الأسرى.

المتخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان، ميخائيل سفارد، توجه إلى الجنود بدعوة رفض الذهاب إلى غزة لعدم ارتكاب "جريمة إنسانية"، وقال "عليكم رفض المشاركة في هذه الحرب في غزة، فمخططها يدفعكم لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. الطرد الجماعي الذي هو جريمة ضد الإنسانية، يمكن تنفيذه ليس فقط بواسطة تحميل أشخاص في شاحنات بتهديد البنادق. القانون الدولي واضح جداً، حتى استخدام وسائل الضغط التي تجعل الناس يرغبون في الهرب من أماكنهم يعد طرداً".

وأضاف "الغزيون لن يغادروا غزة طواعية. في ظروف غزة لا توجد حياة كهذه، لا يوجد شيء يسمى الهجرة الطوعية. الذين سيغادرون، هذا إذا غادروا، فهم سيفعلون ذلك لأن الجريمة ضد الإنسانية نفذت ضدهم. هم لن يهاجروا، بل سيهربون. وإسرائيل هي التي ستكون مسؤولة عن التطهير العرقي الإجرامي في القرن الـ21".

وتابع قائلاً "جميعنا يدرك جيداً أن استمرار الحرب يهدف إلى التمكين من بقاء الحكومة، وفي نهاية المطاف إلغاء محاكمة نتنياهو، وأنها ستؤدي إلى الموت الفظيع للمخطوفين الذين يناضلون تقريباً منذ 600 يوم في أسر 'حماس'. أجيال من الإسرائيليين ستحمل وصمة العار التي نقشت على جبيننا في هذه الأيام، التي نواصل فيها تجويع وطرد أشخاص عاجزين. ما الذي سيحدث لنا؟ كيف يمكننا العيش مع أفعالنا؟".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير