Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردوغان يعلن بدء المعركة والأكراد يستنجدون بالروس

إيران تبرر لتركيا العملية بينما النظام السوري يندد

بعد تعبئة سياسية وإعلامية استمرت لأيام عدة، أعلن قبل قليل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدء المعركة في شمال شرق سوريا.

وقال أردوغان إن هدف العملية العسكرية "نبع السلام" إبعاد الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة منظمات إرهابية عن الشريط الحدودي. وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر كتب "أطلقت القوات المسلحة التركية مع قوات الجيش الوطني السوري للتو عملية "نبع السلام"، ضد قوات بي كاكا (حزب العمال الكردستاني) و ي بي جي (قوات حماية الشعب الكردية) وإرهابيي داعش شمال سوريا". وأضاف "مهمتنا هي منع إنشاء ممر إرهابي عبر حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في المنطقة". من جانبه قال مسؤول أمني تركي: إن العملية، بدأت بضربات جوية وستدعمها نيران المدفعية. وعرضت قنوات تركية مشاهد لأقلاع عدد من المقاتلات من أحد المطارات العسكرية، في طريقها لتنفيذ ضربات ضد مواقع الوحدات الكردية". وفي وقت لاحق بعد بدء العمليات استدعت الخارجية التركية سفراء دول مجلس الامن الخمس لإطلاعهم على التطورات الأخيرة.

وسرعان ما أعلنت "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) أن المقاتلات التركية بدأت بشن الغارات على بلدة رأس العين في شمال شرق سوريا، وطلبت من واشنطن إقامة "منطقة حظر جوي" لمنع الغارات التركية.

وذكرت هذه القوات على تويتر أن المنطقة تشهد موجة نزوح مضيفة أن تقارير أولية أفادت بسقوط ضحايا مدنيين لكنها لم تقدم تفاصيل. بدورها كانت نقلت "رويترز" عن شاهد في بلدة تل أبيض السورية سماعه أصوات انفجارات ودخان يتصاعد بالقرب من الحدود مع تركيا. ثم أفاد مصدر أمني تركي أن مدافع الهاوتزر بدأت بقصف قواعد "وحدات حماية الشعب الكردية السورية" ومستودعات ذخيرة تابعة لها، وذكر المصدر أيضاً أن ضربات مدافع الهاوتزر استهدفت مواقع أسلحة وقناصة ومواقع بعيدة من المناطق السكنية.

وفي وقت لاحق نشرت قناة "فوكس نيوز" الاميركية خبراً عاجلاً مفاده أن الرئيس دونالد ترمب أمر قواته في شمال شرق سوريا بعدم التحرك.

من جهته النظام السوري كشف أن "العدوان التركي" تمدد نحو منطقة الرقة". وسبق أن أعتبرت وزارة الخارجية السورية أن "السلوك العدواني لنظام أردوغان يظهر بوضوح الأطماع التوسعية التركية".

 

التمهيد

تركيا كانت مهدت للمعركة بحشد عشرات الآلاف من المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة للمشاركة في الهجوم ضد قوات سوريا الديموقراطية الكردية في شمال سوريا، كما قال أحد المتحدثين باسمهم.
هذه القوات التي قدم معظمها من مناطق تسيطر عليها تركيا في شمال غرب سوريا جُمعت في مخيم سابق للاجئين في بلدة أقجة قلعة الحدودية.
وينتمي هؤلاء المقاتلون إلى فصائل في الجيش السوري الحر الذي تقوم أنقرة بتمويلها وتدريبها.

الجيش السوري الحر
"هناك احتمال بنسبة 99 بالمئة بأن يبدأ الهجوم هذه الليلة"، هذا ما صرّح به ظهر اليوم 9-10-2019 عبد الرحمن غازي داده الناطق باسم كتائب "أنوار الحق" وهو فصيل صغير في الجيش السوري الحر أن 18 ألف مقاتل على الأقل يفترض أن يشاركوا في مرحلة أولى في الهجوم التركي المنتظر.
واضاف من أقجة قلعة أن "ثمانية آلاف مقاتل يفترض أن يشاركوا على محور تل أبيض وعشرة آلاف في محور راس العين".
وتابع أن عدداً لم يحدد بعد من مقاتلي الجيش السوري الحر سيطلب منهم المشاركة في محور ثالث محتمل هو عين العرب أو كوباني.
وتل ابيض وراس العين وكوباني ثلاث بلدات في شمال شرق سوريا تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة إرهابية، لكنها متحالفة مع الولايات المتحدة لمكافحة الجهاديين.

موقف قسد

وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء الماضي "النفير العام" على مدى ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها، وذلك بعد تصريح مدير الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون أن الجيش التركي سيعبر مع الجيش السوري الحر الحدود مع سوريا "بعد قليل"،
وأوردت الإدارة الذاتية في بيان "نعلن حالة النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا، ونهيب بكافة إداراتنا ومؤسساتنا وشعبنا بكل مكوناته التوجه إلى المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة"، وذلك بعد ساعات من تأكيد أنقرة أنها ستبدأ هجومها قريباً وارسالها تعزيزات عسكرية إلى الحدود .

روسيا... والدور الضامن

ولاحقاً، دعت الإدارة الكردية روسيا الى القيام بدور "الضامن" في "الحوار" مع دمشق، وأوردت في بيان "الحل الأمثل من أجل نهاية الصراع والأزمة في سوريا يكمن في الحوار وحل الأمور ضمن الإطار السوري- السوري"، مضيفة "نتطلع إلى أن يكون لروسيا دور في هذا الجانب داعم وضامن وأن تكون هناك نتائج عملية حقيقية".

أردوغان يبلغ ترمب بالعملية

في هذا الوقت، ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن تركيا ستبلغ جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك النظام السوري بالعملية في شمال شرق سوريا، وقال في مؤتمر صحافي من الجزائر إن العملية ستتم وفقاً للقانون الدولي ولن تستهدف سوى المسلحين في المنطقة.
وأضاف أن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترمب في مطلع الأسبوع بأن أنقرة ستشن الهجوم بعدما أوقفت واشنطن الجهود الرامية لتشكيل "منطقة آمنة" شمال شرق سوريا.

لم يبدأ بعد
وفي وقت لاحق الأربعاء، أفاد مسؤولون أتراك وكالة رويترز بأن التوغل المزمع في شمال شرق سوريا لم يبدأ بعد، لكن الاستعدادات النهائية جارية واكتمل نشر القوات والعتاد. وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن جنوداً أتراكاً أزالوا بمعدات ثقيلة قطاعاً خرسانياً من جدار حدودي، وذلك بعد تقارير إعلامية أفادت بأن القوات التركية تعبر إلى سوريا. 
وفي أبرز المواقف الأميركية الداعمة لأكراد سوريا، حذر السناتور الجمهوري ليندسي غراهام المقرب من الرئيس دونالد ترمب أنقرة من أنها لا تملك "ضوءاً أخضر" لدخول شمال سوريا، بعد رسائل متناقضة في هذا الخصوص صدرت في الأيام القليلة الماضية عن الإدارة الأميركية.
وكتب غراهام على "تويتر" متوجهاً إلى الحكومة التركية "ليس لديكِ الضوء الأخضر لدخول شمال سوريا... هناك معارضة كبيرة من الحزبين في الكونغرس، وهو ما يجب أن تروه كخطّ أحمر لا يجب تجاوزه". وأضاف "إذا كنتم تريدون تدمير ما تبقى من علاقة هشة، فإن الغزو العسكري لسوريا سيؤدي المهمة"، منهياً رسالته بوَسم "#مع الأكراد".

ارتياح إيراني
في المقابل، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في شمال سوريا، معتبراً أنه يتعين على القوات الأميركية مغادرة المنطقة. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله "تركيا لديها كل الحق للقلق بشأن حدودها الجنوبية. نرى أنه ينبغي اتباع مسار سليم لإزالة هذه المخاوف... على القوات الأميركية أن تغادر المنطقة ويتعين على الأكراد في سوريا مساندة الجيش السوري".

 



استكمال الاستعدادات
وكتب مدير الاتصالات بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون على "تويتر" في ساعة مبكرة الأربعاء أن "على المقاتلين الأكراد هناك أن يحولوا ولاءاتهم وإلا اضطرت تركيا لمنعهم من تعطيل مساعيها في التصدي لمسلحي تنظيم داعش"، وذلك بعدما أعلنت تركيا الثلاثاء "استكمال" الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا.
وأرسلت تركيا مركبات مدرعة جديدة إلى حدودها مع سوريا مساء الثلاثاء، وشوهدت قافلة قرب بلدة أقجة قلعة في محافظة شانلي أورفا التركية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كما أكدت وكالة الأناضول الحكومية نقل معدات للبناء ضمن هذه القافلة المتّجهة إلى الحدود لتعزيز الوحدات العسكرية. وعلى مقربة من بلدة أقجة القلعة الحدودية التركية رأى شاهد مدافع هاوتزر خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود، وكانت موجهة صوب سوريا.
وعلى بعد نحو 60 كيلومتراً غرباً، كانت هناك راجمات الصواريخ المتعددة الفوهات على متن شاحنتين خلف سواتر قرب مدينة سروج التركية المواجِهة لمدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود. وكان هناك تمركز أيضاً للمدفعية في المنطقة وجاب جنود المنطقة في محيط معسكر قريب. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية "لا تزال الحشود التركية على الحدود مستمرة. ولدينا بعض المعلومات التي تشير إلى أن الدولة التركية جلبت بعض فصائل (المعارضة) من الجيش الحر من جرابلس وإعزاز وعفرين إلى الحدود. وهذه التحركات تدل على هجوم وشيك، ونحن نتوقع حدوثه في وقت قريب".



كارثة إنسانية

في المقابل، دعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المجتمع الدولي إلى التدخل، محذرةً من كارثة إنسانية في حال دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جوناثان هوفمان الثلاثاء، إن بلاده نقلت قواتها بعيداً من المسار المحتمل للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا. وذكر هوفمان أن ترمب تشاور مع وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي على مدى الأيام الماضية بشأن الهجوم التركي المحتمل في سوريا.
وقال هوفمان في بيان "للأسف، اختارت تركيا أن تتحرك من جانب واحد. ونتيجةً لذلك نقلنا القوات الأميركية في شمال سوريا بعيداً من مسار التوغل التركي المحتمل لضمان سلامتها. لم نقم بتغييرات في وجود قواتنا في سوريا في ذلك الوقت".

واستنكر زعيما مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين قرار الرئيس. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، المنتمية إلى الحزب الديمقراطي، في بيان "هذا القرار يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار الإقليميين ويبعث برسالة خطيرة إلى إيران وروسيا وكذلك لحلفائنا مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد شريكاً مؤتمناً". ودعت ترمب في البيان إلى "العدول عن هذا القرار الخطير".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصلحة روسيا وإيران

وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل في بيان إن "الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية من سوريا لن يصب سوى في مصلحة روسيا وإيران ونظام الأسد، وسيزيد من خطر نهوض داعش وغيرها من الجماعات المتشددة مرة أخرى".
وحضّ السناتور المعروف تقليدياً بدعمه لترمب على "تجنّب نزاع كبير بين حليفنا التركي في الحلف الأطلسي، وبين شركائنا السوريين المحليين في مكافحة الإرهاب".
وفي تحذير بالكاد مبطن إلى ترمب، شدد ماكونيل على أن مجلس الشيوخ أقرّ في مطلع العام الحالي وبأكثرية كبيرة جداً مذكرة تنتقد إعلانه المفاجئ في تلك الفترة بسحب القوات الأميركية من سوريا. وحرص على التذكير بأن هذه المذكرة حصلت يومها على ما يكفي من الأصوات لتجاوز فيتو رئاسي. وتابع أن "الظروف التي أتاحت هذا التصويت" الذي جمع العديد من الديمقراطيين والجمهوريين "لا تزال قائمة اليوم". وأضاف ماكونيل الذي نادراً ما ينتقد ترمب "أدعو الرئيس إلى التصرف كزعيم".

قلق فرنسي

في جديد الردود، ذكر مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه التقى مع جيهان أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية للتعبير عن تضامن باريس مع القوات التي يقودها الأكراد في قتال تنظيم داعش بالمنطقة، وافاد مكتب ماكرون بأن الرئيس أكد مجدداً خلال الاجتماع أن فرنسا لا تزال "قلقة للغاية" من عملية عسكرية تركية محتملة في سوريا.

 

 

المزيد من الشرق الأوسط