ملخص
توسعت المعارك والمواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بولاية جنوب كردفان الحدودية مع دولة جنوب السودان، ودخلت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو على خط القتال حيث استهدفت مدفعيتها أحياء مدينة كادقلي عاصمة الولاية.
وإزاء تصاعد المواجهات تتدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة وتتزايد معاناة السكان المدنيين جراء عمليات القصف.
توسعت المعارك والمواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بولاية جنوب كردفان الحدودية مع دولة جنوب السودان، ودخلت الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو على خط القتال حيث استهدفت مدفعيتها أحياء مدينة كادقلي عاصمة الولاية، مما تسبب في مقتل خمسة مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح بعضهم في حال خطرة.
توغل جديد
وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش حققت تقدماً جديداً في محور جنوب كردفان وتمكنت، بعد معارك واشتباكات عنيفة، من السيطرة على بلدة الدكة غرب مدينة أبو جبيهة بالولاية. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش تسعى إلى تعزيز سيطرتها لفتح طريق أم عدارة، 70 كيلومتراً غرب العاصمة كادقلي، كخطوة حاسمة للسيطرة على تلك المنطقة، بخاصة بعد هيمنتها على قرية أم دحيليب المتاخمة لمدينة كاودا، المركز الإداري للحركة الشعبية – شمال، جناح الحلو، التي تحالفت، في الفترة الأخيرة، مع "الدعم السريع".
وإزاء تصاعد المواجهات تتدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة وتتزايد معاناة السكان المدنيين جراء عمليات القصف.
بورتسودان مجدداً
وفي شرق السودان، تصدت الدفاعات الجوية الأرضية التابعة للجيش لطائرات مسيرة عاودت التحليق مجدداً في سماء العاصمة الإدارية الموقتة بورتسودان. وشنت الشرطة والقوات الأمنية المشتركة بمحلية بورتسودان حملة أمنية كبرى ضد ما وصفتها ببؤر الجريمة أسفرت عن توقيف 2500 مشتبه فيه، أفرج عن 1470 منهم لاحقاً. وجاءت الحملة في إطار جهود الشرطة للقضاء على الجريمة وتجفيف منابع الأنشطة الخارجة عن القانون، تنفيذاً لتوجيهات لجنة أمن الولاية، وفق المكتب الصحافي للشرطة.
مواجهات أم درمان
ومع احتدام القتال في جنوب غربي العاصمة بمنطقة الصالحة بالريف الجنوبي لمدينة أم درمان، عبرت قوات "درع السودان" بقيادة اللواء أبو عاقلة كيكل، النيل الأبيض من منطقة جبل أولياء، في طريقها للمشاركة في معارك غرب أم درمان. وأعلن كيكل، في تصريحات مصورة، أن قوات الجيش باتت على بعد ساعات فقط من دخول منطقة الصالحة، منوهاً بأن تحرير المنطقة سيمثل نقطة انطلاق استراتيجية في العمليات العسكرية ويجعل الطريق نحو كردفان والفاشر مفتوحاً. كذلك انضمت قوات جديدة من شرطة الاحتياط المركزي المقاتلة وجهاز الاستخبارات الوطني للمشاركة في معارك القتال بمنطقة الصالحة.
وكشفت مصادر ميدانية عن إفشال الجيش محاولة هجوم شنته "الدعم السريع" على سلاح المهندسين جنوب أم درمان.
ظلام وأزمات
في الأثناء، تعيش أم درمان أوضاعاً مأسوية عقب استهداف محطات الكهرباء بالطائرات المسيرة مما أدى إلى الانقطاع التام للكهرباء وتفاقم أزمة المياه، وشهدت المدينة أيضاً أزمة وقود شديدة جراء تعرض مستودعات الوقود في مدينة بورتسودان لقصف متكرر بطائرات مسيرة خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر.
تحديات كبيرة
إلى ذلك دعا والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة، خلال زيارته مواقع الكهرباء التي استهدفتها الطائرات المسيرة، إلى العمل على إعادة الخدمة في أسرع وقت ممكن، وبتأمين الوقود اللازم لمحطات المياه والآبار والمستشفيات ومتابعة توفير الغاز والمياه للمخابز.
وأعلن مدير قطاع نقل الكهرباء بالولاية إبراهيم محمد آدم عن انطلاق عمليات إصلاح الأعطال التي طاولت المحطات التحويلية للكهرباء في مدينة أم درمان نتيجة قصفها بالمسيرات.
كوليرا وتسمم
في الريف الجنوبي لمدينة أم درمان، حصد وباء الكوليرا أرواح 10 أشخاص في الأقل وأصيب العشرات، في منطقة الصالحة جنوب غربي الخرطوم في ظل توقف جميع المراكز الصحية والصيدليات في المنطقة عن العمل. وأفاد مواطنون بأن المنطقة تشهد تفشياً لوباء الكوليرا نتيجة عدم توفر مياه الشرب الصالحة، وتدهور الوضع البيئي بسبب تراكم النفايات وبقايا الجثث في الشوارع، ويضطر الأهالي العالقون إلى الشرب من النيل مباشرة بعد توقف الآبار كافة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وأكد مواطنون أن أسرتين مؤلفتين من ثمانية أشخاص لقيتا حتفهما جراء التسمم بمياه ملوثة بمنطقة جادين جنوب الصالحة.
غارات في دارفور
في شمال دارفور شهدت مدينة الفاشر هدوءاً حذراً بالمحورين الشمالي والجنوبي بينما شهد المحور الشرقي للمدينة مناوشات متقطعة، وشن الطيران الحربي للجيش سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت تجمعات ونقاط تمركز "الدعم السريع" بالمحور الشرقي ومحيط المدينة، كذلك وجهت المقاتلات الحربية ضربات مكثفة ضد تجمعات "الدعم السريع" في محيط مدينة مليط بشمال دارفور.
وجبة واحدة
وقالت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين بالفاشر إن المطبخ الجماعي بالمعسكر يعمل في ظروف إنسانية صعبة وتحديات أمنية كبيرة، وكشف بيان للغرفة عن أن قاطني المعسكر يعانون أوضاعاً اقتصادية صعبة، ويعاني الأطفال المصابون بسوء التغذية وأصحاب الأمراض المزمنة ظروفاً حرجة ويوزعون ويدمجون مع الأسر الأكثر تضرراً التي يستهدفها المطبخ في المقام الأول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المحرقة والفناء
إلى ذلك وجه رئيس التحالف الديمقراطي الثوري "صمود" عبدالله حمدوك دعوة عاجلة لكل من الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام رئيس مجلس السيادة الانتقالي، والجنرال محمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوات "الدعم السريع"، لعقد لقاء فوري ومباشر من أجل وقف الحرب وإنقاذ البلاد من المحرقة والفناء. وخاطب حمدوك، في بيان، الطرفين وقال إن "العالم قد قرر إيقاف الحرب، فتولوا أنتم إيقافها، لتكون لنا وبكم لا علينا وعليكم"، وحذر من أن السودان مهدد بـ"المحرقة والفناء" إذا استمرت الحرب.
نفي حكومي
عن الإشاعات والتسريبات في شأن مغادرة عدد من كبار المسؤولين مدينة بورتسودان عقب هجمات المسيرات الأخيرة، أكد وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الإعيسر أن قادة الدولة، بمن فيهم رئيس مجلس السيادة، يمارسون مهامهم المعتادة من داخل بورتسودان، نافياً أي مزاعم عن هرب المسؤولين بعد الهجمات الأخيرة، وأضاف أن بعض الوزراء اضطروا إلى تأجيل مهامهم الخارجية، تأكيداً لوقوفهم إلى جانب الشعب في هذا الوقت العصيب، ونفى الإعيسر ما وصفه بالحملات المضللة التي تقودها غرف إلكترونية "بهدف تفكيك التلاحم الوطني".
من جانبه أعلن رئيس المجلس الاستشاري لقوات "الدعم السريع" حذيفة أبو نوبه عن قرب تشكيل حكومة التحالف التأسيسي "تأسيس"، وأعرب أبو نوبه، لدى مخاطبته الإدارة الأهلية بولاية شرق دارفور، عن تطلع الحكومة المرتقبة إلى علاقات متينة مع دول الجوار بخاصة جمهورية جنوب السودان.
المسيرات ومجلس الأمن
في الأثناء، من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الإثنين المقبل، جلسة خاصة بناءً على طلب السودان لمناقشة هجمات الطائرات المسيرة التي تشنها "الدعم السريع" "على المرافق المدنية والحيوية بالعاصمة البديلة بورتسودان ومدن ومناطق أخرى في ولايات السودان" بحسب مصدر دبلوماسي.
وتتواصل هجمات المسيرات على عدد من مدن ولايات البلاد، بما في ذلك ولاية الخرطوم، وشهدت الأسابيع الأخيرة تزايداً في هجماتها ولا سيما العاصمة الخرطوم وبورتسودان.
جهود عربية
واليوم، تناقش القمة العربية الـ34 التي ستنعقد بالعاصمة العراقية بغداد، التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية بما فيها حرب السودان. ووصل عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق إبراهيم جابر إلى العاصمة العراقية للمشاركة في أعمال القمة. وبحث جابر، على هامش القمة، مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سبل دعم جهود السلام والاستقرار في السودان وتخفيف الأزمة الإنسانية.
عون إنساني وتنموي
وكان مجلس الجامعة قد طالب الدول والمنظمات العربية بتقديم الدعم الإنساني والتنموي، ودعا إلى وقف إطلاق النار بالسودان وفقاً لإعلان جدة. وبحث المجلس إمكان استئناف مسار منبر جدة، ودعا مجموعة الاتصال العربية المشكلة من وزراء خارجية كل من السعودية ومصر، إلى جانب الأمين العام للجامعة العربية، إلى مواصلة مساعيها الحميدة من أجل التوصل إلى حلول تلبي تطلعات الشعب السوداني في تحقيق الاستقرار والتنمية.