ملخص
من المهد إلى اللحد، يتحدث المصري عن أهمية العمل، ويتعرض لكل ما من شأنه أن يدق على وتر العمل باعتباره وتد الخيمة وعماد البنيان وأساس الإنسان، وعلى رغم ذلك تربط علاقة حميمية وثيقة وطيدة بين المصري والإجازة.
العلاقة بين المصريين والإجازة متشابكة وملتبسة وغامضة، يشوبها كثير من التفاصيل المحرجة، وتجتاحها مودة ومحبة يصفها بعضهم بـ"العشق الممنوع"، لا يفهمها سواهم، ولا يعي أبعادها إلا من عايشهم عن قرب، وحبذا عقود طويلة. هي جزء لا يتجزأ من تفرد المصريين، ومكون أساس في تعاطيهم مع منظومة الحياة، وفصل كامل في كتاب "كيف يفكر المصريون؟
هذا الفصل تعتريه متناقضات الدعوات اللانهائية للعمل والاجتهاد والبناء والتشييد، في مقابل ميل شديد، ينعته مراقبون بالعشق الذي يصل إلى درجة التقديس، لكن من دون التفوه بذلك.
منذ يفتح المصري الصغير عينيه على الحياة يواجه طوفاناً من الدعوة إلى العمل من دون كلل، والاجتهاد بلا توقف. يخبره أبوه أن العمل عبادة، وتربيه أمه على أن العمل عقيدة، ويلقنه المعلم أن العمل سر الأمل، ويحفظ عبارات مثل "العمل روح وحياة"، و"العمل يبني الأوطان ويشيد الحضارات"، ويكتبها في موضوع التعبير ليحصل على أعلى الدرجات، ويطالعه محتوى "الإخلاص في العمل واجب"، و"التفاني في العمل سعادة" أينما ذهب، في الإذاعة الداخلية في مترو الأنفاق، ضمن المقدمة الكلاسيكية في برامج الـ"توك شو"، وعلى جدران المدارس وما تبقى من صحف ورقية.
ومن على المنابر في المساجد والكنائس تنطلق الدعوات المغلفة بالروحانيات والغارقة في رسائل السماء حول العمل وقدسيته ومكانة العبد العامل عند ربه، مقارنة بالعبد العاطل أو شبه العامل، حتى مؤثرو الـ"سوشيال ميديا" يدقون على وتر العمل المقدس والتفاني السامي، على رغم أن هناك من يطعن في أن ما يقومون به ليس أصلاً عملاً.
نهج مصري
من المهد إلى اللحد، يتحدث المصري عن أهمية العمل، ويتعرض لكل ما من شأنه أن يدق على وتر العمل باعتباره وتد الخيمة وعماد البنيان وأساس الإنسان، وعلى رغم ذلك تربط علاقة حميمية وثيقة وطيدة بين المصري والإجازة.
بلغة الأرقام يبلغ عدد أيام العطلات الرسمية 13 يوماً، بلغة الواقع يبلغ العدد ضعف ذلك على أفضل تقدير. بين عطلة رسمية يتصادف حلولها الأربعاء، فيتم إضافة الخميس وربما السبت، وأخرى تحل الإثنين، فيتم اعتبار الأحد وقبله كل من السبت والجمعة عطلة نهاية أسبوع طويلة، وثالثة تعتنق مبدأ ترحيل الإجازة الرسمية، أي إجازة إلى الخميس واعتبار ما قبله وما بعده عطلة من دون شرط قرار رسمي أو توجه شعبي، ينتهج المصري نهجاً اجتماعياً ونفسياً في ما يتعلق بالإجازة يختلف عن غيره من أبناء الكوكب.
وعلى رغم أن كثيراً من أصول الأشياء ومصادر الأفكار نشأت في مصر القديمة، من زراعة ومحراث وتحنيط وفلك ولغة مكتوبة ودين وعبادة وتقويم وموضات ومعجون أسنان وغيرها، وعلى رغم توقعات بأن المصري القديم هو أول من ابتكر فكرة الإجازة، وذلك في ضوء عشق المصري الحديث لها، فإن التاريخ يشير إلى أن الرومان هم أول من ابتدع فكرة الإجازة بمعناها المعاصر، هذا يعني أن المصريين القدماء، على رغم المناسبات الكثيرة والأعياد العديدة التي ابتكروها واحتفوا بها، لم يخرجوا بفكرة "العطلة الرسمية".
على مدى أعوام تصاعدت حدة الحديث عن إجازات المصريين الكثيرة. عطلة العيد الصغير (عيد الفطر)، والكبير (الأضحى) ورأس السنتين الهجرية والميلادية وشم النسيم ومولد المسيح ومولد النبي وتحرير سيناء وانتصار أكتوبر وثورة يوليو وثورة يونيو وثورة يناير، وغيرها، وبعضها أعياد تستغرق أكثر من يوم، وأخرى يوماً واحداً، لكن الرغبة الشعبية الجارفة تضم إليها يوماً أو أياماً ظلت تتمدد وتتوسع لتثير سعادة المتعطلين، وتعجب المراقبين.
وعلى رغم أن مصر لا تحتل مكانة متقدمة على قائمة دول العالم الأكثر منحاً لشعوبها أيام إجازات رسمية، فإنه يبدو أن عامل تمدد الإجازات وتوسعها واعتناق مبدأ "نضم الأحد ونضيف الخميس" الذي يجعل إجازة اليوم الواحد تتمدد لتصبح خمسة أيام في المرة الواحدة، أكسب المصريين سمعة من شأنها أن تشكك في قيمة العمل لديهم.
الهند مثلاً تترأس قائمة أكثر دول العالم من ناحية العطلات الرسمية بمعدل 42 يوماً، تليها نيبال (35 يوماً)، ثم كل من إيران وميانمار بمعدل 26 يوماً لكل منهما، وسريلانكا (25 يوماً)، وماليزيا (24 يوماً)، لكن حديث العطلات لا يحتدم إلا في مصر.
تقليص الإجازات
هذا الحديث شهد تصعيداً واحتداماً قبل أيام، إذ فوجئ المصريون بالنائبة البرلمانية، عضو لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب آمال عبدالحميد تتوجه بمقترح برلماني إلى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية حسن الخطيب "لإعادة النظر في معدل الإجازات الرسمية، وتقليصها لما لها من تأثير سلبي في الاقتصاد القومي".
وقالت إن الهدف من المقترح هو تعظيم مصلحة الدولة لتحقيق النمو والتطور، وذلك بعد ما لاحظت "زيادة مطردة في عدد الإجازات، لا سيما بعد جائحة كورونا". ولفتت في تصريحات صحافية إلى أن إجازة عيد الفطر مثلاً أصبحت تصل إلى تسعة أيام، وكذلك عيد الأضحى، وأنه بإضافة الإجازات الأخرى من أعياد دينية وقومية والإجازات السنوية ونهاية الأسبوع، لا يتبقى سوى أقل القليل للعمل.
وذكرت ضمن المقترح بأن تقتصر الأعياد القومية لدى المصريين على عيد واحد فحسب، لكنها اختارت اثنين، هما 6 أكتوبر (تشرين الأول) ذكرى النصر على إسرائيل، و30 يونيو (حزيران) ذكرى خروج قطاع عريض من المصريين مطالباً بإسقاط حكم الإخوان عام 2013، مبدية دهشتها من استمرار الاحتفال بعيد الجلاء، يشار إلى أن عيد الجلاء الذي (كان) يحتفل به يمثل ذكرى خروج آخر جندي بريطاني من مصر بعد احتلال دام عقوداً، وذلك في الـ18 من يونيو عام 1956.
على رغم أن إشارة النائبة إلى ضرورة إسقاط قائمة الاحتفالات التي تؤدي إلى إجازات رسمية بأعياد قومية أثار غضب بعض المصريين، إذ إن مرور أعوام أو عقود أو حتى قرون على ذكرى تحرير أو استقلال أو انتهاء استعمار أو انتصار أو ما شابه لا تسقط بالتقادم، أو تزول بانقضاء الزمن، فإن غاية النائبة يظل لفت الانتباه إلى كثرة الإجازات في بلد هو في أمسِّ الحاجة إلى العمل المكثف والدؤوب والمتسارع لتعويض ما فات وتحقيق الإنجاز.
مقترح النائبة اشتمل كذلك على أن يجري الاكتفاء بعيدي (إجازتي 6 أكتوبر و30 يونيو)، إضافة للأعياد الدينية، مشددة على ضرورة تنظيم الإجازات بصورة تمكن الأجهزة والهيئات من ممارسة العمل بصورة منتظمة من دون توقف الإنتاج أو إلحاق الضرر بالاقتصاد.
ومضت النائبة قدماً في شرح مفهوم الإجازات المثالي، مشيرة إلى أن العاملين في الدول الأوروبية لا يحصلون على إجازة إلا في نهاية أغسطس (آب) بصورة جماعية، إضافة إلى الأعياد الدينية ورأس السنة.
بعيداً من أن مسألة الإجازات الجماعية في أغسطس وأن الأعياد المحتفى بها عبر إجازة دينية فحسب، إذ إن الجميع لا يحصل على إجازات جماعية في شهر واحد، والأعياد فيها الديني وغير الديني، لكن بحساب ومن دون ظاهرة تمدد الإجازة وتوسعها لتشمل يوماً قبلها وآخر بعدها وبضعة أيام أخرى على سبيل "لحم الإجازة" أو "البريدج" بعطلة نهاية الأسبوع، إلا أن "الرسالة وصلت" عبر مقترح النائبة.
يشار إلى أن مفهوم "لحم الإجازة" أي لصق يوم الإجازة الواحد ببضعة أيام أخرى لتصبح إجازة طويلة ملتحمة، ويعني "البريدج" أي الجسر أو الكوبري تجسير العطلة بين يوم الإجازة الرسمي وعطلة نهاية الأسبوع عبر اعتبار الأيام الواقعة بينهما إجازة بصورة أو بأخرى، أي اعتبارها أيام إجازة عارضة أو مرضية أو "حبية" أي تُؤخذ بالمحبة من دون احتسابها من رصيد الإجازات.
النائبة سردت إجازات أبريل (نيسان) الماضي ومايو (أيار) الجاري "غير المسبوقة من ناحية العدد، معتبرة إياها دليلاً دامغاً على حتمية التنظيم والتقليص.
يشار إلى أن المعنيين بالإجازات الرسمية هم العاملون في القطاع العام والحكومة، وطلاب المدارس والجامعات، في حين يبقى العاملون في القطاع الخاص والعمالة غير الرسمية خارج الطرح بدرجات متفاوتة.
الأعمال بالنيات
شهد أبريل 12 يوماً إجازة رسمية، إضافة إلى يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وهو ما جعل البعض من مستخدمي الـ"سوشيال ميديا" يسخرون من أن السماء قد استجابت لدعوات محبي الإجازات "ربنا يجعل السنة كلها إجازة"، وأن هناك من يظن أن "الأعمال بالنيات" تعني أنه يمكن الاكتفاء بنية القلب لا العمل الحقيقي.
مقترح النائبة الذي يثير حالياً جدلاً اقتصادياً واجتماعياً صارخاً يأتي بعد أسابيع قليلة مما طرحه الفنان المصري سامح حسين من فكرة إلغاء إجازات الأعياد الرسمية، لأن "الشعب المصري لديه كثير من العمل ليقوم به". وكان سامح حسين قد خرج فجأة من ظلال أعوام طويلة من أعمال فنية لم تمنحه سوى شهرة محدودة، وبزغ من دون سابق إنذار من برنامج تلفزيوني يقدمه على شاشة قناة "مدرستنا" التلفزيونية التعليمية التي ترعاها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لا تتابعه الملايين، إلى عالم الشهرة والانتشار، بل واعتباره تارة داعية في ثوب مذيع، وأخرى خبير تنمية بشرية في ثوب فنان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قدم حسين بود كاست طوال شهر رمضان تحت اسم "قطايف" فيه الخلطة السحرية، إذ الدين مختلط بالعمل، بالعلاقات الأسرية، بالصحة، باستخدامات السوشيال ميديا، بالتربية، بالتعليم، بكل تفاصيل الحياة، وهو ما وضعه في خانة الدعاة وعلماء الدين. محتوى "قطايف" وُصف بأنه "رسائل أخلاقية في إطار ديني" و"محتوى ملتزم يقتدي بالرسول محمد" و"إنسانية مشتقة من القرآن الكريم" و"سلوكيات قويمة من السنة النبوية" وغيرها من التسميات التي قفزت بأسهم الفنان إلى السماء، ومنها إلى اهتمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وإشادته به، ورد سامح حسين "النجاح بتاع ربنا يا ريس".
وكان حسين قد أطلق مقترح إلغاء الإجازات في احتفال نظمته القوات المسلحة والشرطة بأسر الشهداء في عيد الفطر. قال "نحن شعب أبهر العالم بقدرته العجيبة على الضحك في أصعب المواقف، وربنا خلقنا كده بنحب الضحك والفرحة، والعيد فرحة، ويا رب يكتر أفراحنا، لكن مش (ليس) ضروري نأخذ كل الأعياد دي (هذه) إجازات. ورانا (علينا) شغل كتير أوي".
جدل لا يعني العمالة المطحونة
وحين أثار مقترحه جدلاً واسعاً، تحول غضباً بين كثر، وذلك بين فريق محبي الإجازات، وقاعدة عريضة جداً من المصريين غير الظاهرين ممن لا يعنيهم جدل الإجازات، من ناحية المدة أو النوع أو المناسبة أو إن كانت مقتطعة من رصيد الإجازات المعتادة أو مضافة لبدل الإجازات أو غيرها. إنها القاعدة العريضة من مصريين ينعتون بـ"المطحونة" أو "الكادحة"، التي لا تعمل بعقود أو شروط أو لوائح إجازات أو إجازات ممتدة أو حتى "بريدج".
بين 8 و13 مليون مصري ومصرية يشكلون جيش العمالة غير المنتظمة (بحسب أرقام صادرة عن وزارة التضامن الاجتماعي عام 2022). إنه القطاع الذي يهيمن على 53 في المئة من الأنشطة الاقتصادية.
الجانب الأكبر من هؤلاء لا يعنيهم عدد الإجازات الرسمية أو غير الرسمية أو مقترحات البرلمان أو أفكار الفنان، وذلك لأنهم يعملون في كثير من الأحيان من دون توقف ولو حتى لعطلة نهاية الأسبوع الاعتيادية.
سامح حسين واجه الغضب الذي عبر عنه بعض المصريين جراء مطالبته بإلغاء الإجازات بالنفي! قال "هذا الكلام طبعاً غير حقيقي بالمرة"، موضحاً أن الغرض لم يكن إلغاء الإجازات الرسمية، وأن المصريين يحبون الإجازة "علشان بيشتغلوا"، وأن كل من خاض تجربة عدم العمل لا يحب الإجازة، وأن العمل نعمة "ربنا يديمها علينا".
ويبقى مقترح النائبة البرلمانية قيد المناقشة والبحث والتقييم من ناحية الرضا السياسي والقبول أو الرفض الاجتماعي، إضافة إلى ضرورة البحث في العوامل المحيطة بالمصريين، لا سيما التي تحمل قدراً فجاً من التناقضات، التي تدق على روعة ثقافات الإجازات واعتبارها في غاية حد ذاتها من جهة، ثم اتهامهم بالكسل والتراخي والتهرب من العمل من جهة أخرى.
في الصحيفة نفسها، وعلى الموقع ذاته، وفي القناة التلفزيونية ذاتها نشرة أخبار تحوي أخباراً سارة للمصريين عن عدد أيام الإجازات هذا الشهر الذي تضاعف من خمسة إلى 15، وبشرى عظيمة للعاملين في الحكومة إذ سيحصلون على إجازة عيد الأضحى ممتدة متوسعة مستمرة، وفي الوقت نفسه فقرة حوارية تناقش سبل التخلص من ثقافة الكسل وألاعيب التهرب من العمل، وكذلك مقال تحليلي عن أسباب شيوع حب الإجازة وكراهية العمل.
من جهة أخرى سادت في مصر قبل أعوام أرقام إحصائية صادمة قوامها أن العامل المصري يعمل ثماني دقائق في الأسبوع، وفي قول آخر 20 دقيقة، وهي الأرقام التي شاع استخدامها إعلامياً، بل ووصل الأمر إلى درجة الاستعانة بها من قبل كبار المسؤولين في أعوام سابقة باعتبارها دليلاً على تقاعس المواطن في مقابل همة الدولة وعزمها وعملها واجتهادها.
هوة سحيقة
واقع الحال تشير إلى هوة سحيقة بين عدد الدقائق الذي ظل متداولاً إعلامياً، وعدد الساعات الذي يُنجز فعلياً، لا سيما بين فئة العمال، لا الموظفين الإداريين، وكذلك العمالة غير الرسمية.
هوة سحيقة أخرى تفصل بين المطالبين بتقليص الإجازات أو إلغائها كلية والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي الذي ينتمون إليه من جهة، والفئات المستهدفة بإلغاء الإجازات وقطاع عريض منها يحوم حول خط الفقر بصورة أو بأخرى.
قبل أشهر قليلة، طالب رجل الأعمال المصري محمد فاروق بأن يكون عدد ساعات العمل اليومية في مصر 12 ساعة لمدة ستة أيام أسبوعياً، لا خمسة، مشيراً إلى أن الدول المتقدمة اقتصادياً تطبق هذه القاعدة، معتبراً الحديث عن التوازن بين العمل والحياة الشخصية والأسرية، والحاجة إلى وقت لا يمت بصلة إلى العمل "دلع"، مضيفاً أن مثل هذا الحديث ظهر خلال "جائحة كورونا" وما ارتبط به من العمل من البيت "أون لاين".
يشار إلى أن عدداً من الدول المتقدمة اقتصادياً ينتهج حالياً نظام عمل أربعة أيام أسبوعياً فحسب، إضافة إلى توسع قاعدة العمل من بعد، في الوقت نفسه تشير دراسات عدة إلى أن تقليل عدد ساعات العمل، أو تقليص عدد أيام العمل الأسبوعي أو كليهما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، لا العكس، شرط تطبيق معايير رقابية وتقييمية، إذ إن حافز الإجازة والراحة والنوم والنزهة يؤجج العمل وينشط العقل ويقوي القلب.