ملخص
أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن اليوم، وأفاد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية بانطلاق صافرات الإنذار تلتها انفجارات في منطقة القدس.
أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم الثلاثاء مقتل 28 شخصاً وإصابة آخرين في تسع غارات جوية إسرائيلية قرب مستشفى جنوب القطاع، بينما أكد الجيش استهداف المنطقة.
وقال المصور الصحافي عمرو طبش لوكالة الصحافة الفرنسية إن المشهد كان "كارثياً للغاية"، مضيفاً أن "أحزمة نارية استهدفت الموقع على رغم وجود 'منظمة الصحة العالمية' في المكان لتحضير أطفال مصابين من أجل مغادرة القطاع غداً"، مشيراً إلى أن "جميع المرضى والجرحى كانوا داخل المستشفى يركضون من الخوف ومنهم من على عكاز، ومن يصرخ بحثاً عن أولاده وآخرين يُسحبون على الأسرّة".
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه شن غارات استهدفت "إرهابيين من 'حماس' مكثوا داخل مجمع قيادة وسيطرة جرى إنشاؤه داخل شبكة تحت الأرض أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس جنوب قطاع غزة"، مضيفاً "تواصل 'حماس' استخدام المستشفيات في قطاع غزة لأغراض إرهابية مستغلة المجتمع المدني داخل المستشفى وفي محيطه بصورة سخيفة".
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق اليوم أنه قصف مركز قيادة وسيطرة لـ "حماس" داخل مستشفى ناصر في خان يونس أيضاً، فيما قالت الحركة الفلسطينية في بيان إن "الاستهداف المباشر" للمستشفى أدى إلى مقتل الصحافي حسن إصليح الذي نجا في أبريل (نيسان) الماضي من غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة للصحافيين قرب مستشفى ناصر في خان يونس وأدت إلى مقتل اثنين منهم.
"تدمير حماس"
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أن الجيش سيدخل قطاع غزة "بكل قوته" خلال الأيام المقبلة، على رغم الجهود المستمرة للتوصل إلى هدنة والإفراج عن جندي إسرائيلي - أميركي داخل القطاع المدمر.
وقال في بيان "سندخل غزة بكل قوتنا خلال الأيام المقبلة لإكمال العملية، وإكمال العملية يعني هزيمة 'حماس' وتدميرها"، مضيفاً "لن يدفعنا أي وضع إلى وقف الحرب، وقد تحصل هدنة موقتة لكننا سنمضي حتى النهاية".
اعتراض صاروخ حوثي
من ناحية أخرى أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن اليوم، وأفاد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية بانطلاق صافرات الإنذار تلتها انفجارات في منطقة القدس، فيما أعلن الجيش في بيان أنه "بعد سماع صافرات الإنذار قبل قليل في مناطق عدة داخل إسرائيل، اُعترض صاروخ أطلق من اليمن"، بعدما قال في وقت سابق إنه "رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه الأراضي الإسرائيلية".
واستأنفت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة في الـ18 من مارس (آذار)، منهية هدنة هشة استمرت شهرين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر على خطة توسيع العمليات التي تشمل "السيطرة" على القطاع، وتعزز فكرة الهجرة الطوعية ونقل السكان إلى الجنوب مرة أخرى.
وقال نتنياهو لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك خلال اجتماع عقد الإثنين في مكتبه، "لقد أنشأنا إدارة تسمح لسكان غزة بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حالياً"، مضيفاً أنه يقدر أن "أكثر من 50 في المئة منهم سيغادرون" إذا ما أتيحت لهم الفرصة.
وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص آدم بولر، اليوم الثلاثاء، إن هناك فرصة أفضل الآن لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة وعددهم 58، بعدما أطلقت حركة "حماس" سراح الرهينة الأميركي الإسرائيلي إيدان ألكسندر أمس، وأدلى بولر بهذه التعليقات للصحافيين في تل أبيب.
وأكدت حركة "حماس"، أن إطلاق سراح ألكسندر كان "ثمرة" للاتصالات مع الإدارة الأميركية، ولم يأت نتيجة للضغوط العسكرية الإسرائيلية.
وقالت "حماس" في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، إن "عودة عيدان ألكسندر ثمرة الاتصالات الجادة مع الإدارة الأميركية وجهود الوسطاء، وليس نتيجة للعدوان أو وهم الضغط العسكري".
وأوضح مسؤول منظمة الصحة العالمية في غزة، أن تقارير وردت عن مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف مستشفى "ناصر" اليوم.
جيل كامل سيتضرر
وقال ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية اليوم الثلاثاء، إن معدلات سوء التغذية في غزة ترتفع، محذراً من أن الجوع سيؤثر بشكل دائم على "جيل كامل".
وذكر بيبركورن أنه رأى أطفالاً في مراكز طبية يبدون أصغر من سنهم بسنوات.
وأضاف في مؤتمر صحفي عبر رابط فيديو من دير البلح "من دون توفير التغذية والمياه النظيفة والرعاية الصحية سيتضرر جيل كامل بشكل دائم"، محذراً من تدهور الأحوال الصحية والتقزم وضعف النمو الإدراكي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء أنه قصف "مركز قيادة وسيطرة" لـ"حماس" داخل مستشفى في غزة كانت الحركة تستخدمه للقيام بـ"أنشطة إرهابية"، لينتهي بذلك وقف لإطلاق النار في القطاع بمناسبة إطلاق الحركة سراح رهينة إسرائيلي - أميركي.
وقال الجيش في منشور عبر تطبيق "تيليغرام" إنه "قصف بدقة مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس" جنوبي القطاع الفلسطيني. وأضاف أن "كبار مسؤولي (حماس) يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلون السكان المدنيين داخل المستشفى وحوله بصورة سافرة ووحشية".
وقال الدفاع المدني في بيان إن القصف أدى إلى مقتل الصحافي حسن إصليح، فيما أكدت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" مقتل "شخصين".
وبحسب وزارة الصحة فإن ما وصفته بأنه "جريمة نكراء"، طاول مبنى الجراحات بمجمع ناصر الطبي. وأكدت أن القصف أدى إلى مثتل "إثنين وإصابة آخرين".
ونجا الصحافي إصليح الشهر الماضي من غارة جوية إسرائيلية استهدفت خيمة للصحافيين قرب مستشفى ناصر في خان يونس وأدت إلى مقتل اثنين منهم في الأقل.
وتأتي هذه الضربة بعيد هدنة قصيرة سرت في القطاع أمس الإثنين عقب إطلاق "حماس" سراح الجندي الإسرائيلي - الأميركي إيدان ألكسندر.
وعاد ألكسندر (21 سنة) إلى أسرته عقب إطلاق سراحه بعد احتجازه 19 شهراً في غزة خلال فترة توقف قصيرة في القتال الإثنين، لكن إسرائيل استأنفت ضرباتها على القطاع بعد وقت قصير. وتسلم الجيش الإسرائيلي ألكسندر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سهلت نقله بعد تسلمه من حركة "حماس". وتم نقله إلى منشأة عسكرية إسرائيلية، وانضمت إليه أسرته. وأظهر مقطع فيديو والدته تبكي وهي تعانقه وتقول "كم أنت قوي. أحبك كثيراً يا إيدان. كنا قلقين للغاية". وقبل ألكسندر والده وشقيقه وشقيقته واحتضنهم أيضاً، ثم نقلته طائرة هليكوبتر تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية مع أسرته إلى مستشفى لتلقي العلاج.
وكان ألكسندر آخر أميركي على قيد الحياة محتجز لدى "حماس". وذكرت "القناة الـ12" الإسرائيلية أن حالة ألكسندر "متدهورة" من دون الاستناد إلى مصدر. وبدا في صور نشرتها إسرائيل شاحباً، لكنه بدا في حالة معنوية جيدة.
استئناف الضربات
توقف القتال مع حلول الظهر في غزة بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستوقف عملياتها للسماح بالمرور الآمن للرهينة.
وأفاد مسؤولون بالقطاع الصحي الفلسطيني بأن إسرائيل شنت قصفاً بالدبابات وهجوماً جوياً بعد تسليم الرهينة، ولم يتم التوصل إلى اتفاق في شأن هدنة أطول أو إطلاق سراح رهائن، فيما تحذر جهات رصد من مجاعة في القطاع المدمر.
وبعد استئناف إسرائيل إطلاق النار، قالت السلطات في غزة إن ضربة جوية قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت آخرين في مكان يؤوي عائلات نازحة في خان يونس بجنوب قطاع غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقتلت امرأة وأصيب أشخاص عدة عندما أصابت قذائف دبابات مدرسة تؤوي عائلات نازحة في حي التفاح بشمال غزة.
وقبل إطلاق سراح ألكسندر ذكرت السلطات الصحية في غزة أن قصفاً إسرائيلياً أودى بحياة 15 شخصاً في الأقل كانوا يحتمون في مدرسة الإثنين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلين من "حماس" هناك كانوا يستعدون لشن هجوم.
وكشف أحدث تقييم صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر الموت جوعاً مع تزايد احتمال حدوث مجاعة بحلول نهاية سبتمبر (أيلول).
"بادرة حسن نية"
قالت "حماس" في بيان إنها أفرجت عن ألكسندر في بادرة حسن نية منها تجاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يزور المنطقة اليوم الثلاثاء.
وكتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي في وقت سابق أمس الإثنين "(حماس) ستطلق سراح الرهينة الأميركي إيدان ألكسندر، الذي كان يُعتقد أنه مات، خبر رائع!".
وقال نتنياهو إن إطلاق سراح ألكسندر جاء بفضل الضغط العسكري الإسرائيلي في غزة والضغط السياسي الذي مارسه ترمب.
وفي صورة التقطت على متن الطائرة الهليكوبتر العسكرية ونشرتها إسرائيل، حمل ألكسندر لافتة مكتوباً عليها "شكراً أيها الرئيس ترمب".
وينفى نتنياهو أي نية لوقف إطلاق النار، وأكد أن خطط توسيع العملية العسكرية في القطاع مستمرة. وقال مكتب نتنياهو "إسرائيل ليست ملتزمة أي وقف لإطلاق النار".
ونشأ ألكسندر في ولاية نيوجيرزي الأميركية وانتقل إلى إسرائيل، وكان يخدم في جيشها حين اقتادته "حماس" رهينة إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي الإثنين أشخاصاً يرقصون في ساحة بمسقط رأس ألكسندر في مدينة تينافلي بولاية نيوجيرزي بعد الإعلان عن إطلاق سراحه.
إسرائيل سترسل وفداً إلى قطر
جاءت عملية الإفراج عن الرهينة أمس الإثنين بعد محادثات رباعية بين "حماس" والولايات المتحدة ومصر وقطر، وقد تفتح الطريق أمام إطلاق سراح الرهائن المتبقين المحتجزين في قطاع غزة وعددهم 58.
وقالت قطر ومصر إن الإفراج عن ألكسندر خطوة مشجعة على طريق المحادثات بشأن هدنة جديدة. وذكر مكتب نتنياهو أن إسرائيل سترسل وفداً إلى قطر يوم الخميس لمناقشة مقترح جديد يهدف إلى تأمين إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
"أعيدوهم جميعاً"
قدمت عائلة ألكسندر الشكر لترمب وويتكوف، وعبرت عن أملها في أن يمهد القرار الطريق لإطلاق سراح الرهائن الآخرين. وقالت "نطالب الحكومة الإسرائيلية وفرق التفاوض: رجاءً لا تتوقفوا".
وتواجه حكومة إسرائيل انتقادات بسبب اتفاق إطلاق سراح ألكسندر الذي كشف عن منح الأولوية للرهائن الذين يعتمدون على دعم حكومة أجنبية.
وقالت إيناف زانجوكر التي يعد ابنها ماتان من بين 21 رهينة لا يزال يعتقد أنهم على قيد الحياة إن نتنياهو يؤثر بقاءه السياسي على إنهاء الحرب. وفي بيان قرأته مع عائلات رهائن آخرين، قالت لترمب "الشعب الإسرائيلي يدعمكم. انهوا هذه الحرب. أعيدوهم جميعاً".
وبعد هدنة أوقفت القتال في غزة لشهرين وأتاحت تبادل 38 رهينة مقابل سجناء ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، استأنفت إسرائيل عملياتها في القطاع في مارس (آذار) الماضي.
ومنذ ذلك الحين وسعت سيطرتها على القطاع ومنعت دخول المساعدات إلى القطاع مما ترك السكان البالغ عددهم مليوني نسمة يعانون نقصاً متزايداً في الغذاء.
نجوم سينمائيون يدينون الصمت
دان كثر من نجوم السينما العالمية "الصمت" حيال "الإبادة الجماعية" في غزة، وذلك في رسالة مفتوحة نشرت في عدد الثلاثاء من صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية بمناسبة افتتاح مهرجان كان السينمائي.
وجاء في الرسالة، ومن بين موقعيها بيدرو ألمودوفار وسوزان ساراندون وريتشارد غير "نحن الفنانين الثقافيين والممثلين، لا يمكننا أن نبقى صامتين بينما تقع إبادة جماعية في غزة".
وحملت الرسالة تواقيع نحو 380 من نجوم السينما العالمية من بينهم خصوصاً المخرج الفائز بجائزة السعفة الذهبية مرتين السويدي روبن أوستلوند، والمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ، والممثل الإسباني خافيير بارديم.