ملخص
بعد ساعات يصل المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى تل أبيب ليطرح الصفقة المرتقبة، وعلى إثرها ستدخل المساعدات غزة، وتتضمن صفقة جزئية تبدأ بالإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين في مقابل وقف القتال لمدة 70 يوماً، يجري خلالها التفاوض على صفقة نهائية.
ما إن أعلنت "حماس" استعدادها الإفراج عن الرهينة الأميركي حتى استبشر الغزيون خيراً وتهامسوا في ما بينهم خبر احتمال رفع الحظر عن المساعدات الإنسانية، وإبعاد شبح الجوع والموت البطيء، لكن هذا الارتياح لم يدم طويلاً وتبدد بعد تأكيد الحركة أن هذه الخطوة مجرد بادرة حسن نية، وبالتالي قد لا يرافقها أي إجراء ملموس على أرض الواقع.
وكهدية للرئيس الأميركي دونالد ترمب تستعد حركة "حماس" للإفراج عن الرهينة إيدان ألكسندر، آخر محتجز على قيد الحياة يحمل الجنسية الأميركية ولا يزال محتجزاً في غزة، لكن هذه الخطوة تبقى من دون أي ثمن ولن تعود على الغزيين بأي نتائج.
"بادرة حسن نية"
وفي حديث غامض قال القائم بأعمال رئيس حركة "حماس" خليل الحية إنه "الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية إيدان ألكسندر سيفرج عنه ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والإغاثة للغزيين".
وللوهلة الأولى فرح الغزيون بهذا الاتفاق وفهموه بأنه إعلان للتوصل إلى اتفاق موقت لوقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل، وإعادة فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية، مما يضمن الحد من المجاعة، واحتفالاً بهذا الاتفاق أطلقت الاعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً وارتفعت الهتافات المرحبة في حين تعالت زغاريد النسوة فرحاً، لكن هل فعلاً يضمن اتفاق حركة "حماس" والإدارة الأميركية عبر الوسطاء وقف الجوع وإعادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة كما جاء في حديث "حماس"؟
يقول عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمود مرداوي إن "هذه الخطوة تهدف إلى إدخال المساعدات لغزة وبدء مفاوضات تمهد لاتفاق شامل، واتفقنا مع واشنطن على إدخال المساعدات وفتح المعابر ثم الدخول في مفاوضات، وهذه بادرة حسن نية وجرى الاتفاق على إدخال الغذاء، والوصول إلى اتفاق أوسع بات أقرب الآن".
وبحسب محللين فإن حديث القيادي لم يكن واضحاً، إذ لم يبين إذا كانت المساعدات الإنسانية والغذاء سيدخلان غزة بعد الإفراج عن الأميركي إيدان ألكسندر أو أن هذه الخطوة لن تلقى أي مقابل.
صفقة ويتكوف
وتواصلت "اندبندنت عربية" مع قيادات في الحركة للاستيضاح، وجاء على لسانهم أن "الوسطاء في قطر طلبوا منا تقديم هدية للرئيس ترمب أثناء زيارته المنطقة، ورأينا أنها يمكن أن تكون مبادرة الإفراج عن الجندي ألكسندر، وهذه الخطوة من دون أي ثمن"، ويضيف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "هذا اتفاق بين 'حماس' والإدارة الأميركية لم تشارك فيه إسرائيل، والفكرة الأساس تقوم حالياً على الإفراج عن إيدان ألكسندر فقط من دون أن يتبع ذلك اتفاق لوقف إطلاق النار أو حتى دخول فوري للمساعدات"، وبحسب القيادي في "حماس" فإنه بعد الإفراج عن ألكسندر سيعمل ممثلون عن الإدارة الأميركية على إعادة طرح خطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والتي يتخللها اتفاق وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، مشيراً إلى أن التوصل لهذا الاتفاق قريب جداً إذا أبدت إسرائيل مرونة، وقد يكون خلال أيام زيارة ترمب للخليج، وبناء على ذلك تدخل المساعدات ويتوقف الجوع، أما في حال فشل التوصل إلى اتفاق، بحسب خطة ويتكوف، فإن المتحدث يؤكد أن حركته حصلت على وعود أميركية في شأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكبادرة حسن نية طلبت من إسرائيل تنسيق تزويد غزة بكمية محدودة من وقود الديزل.
وفي صحيفة "معاريف" الإسرائيلية ذكر تقرير حول مساعدات غزة أن إسرائيل ستلتزم بفتح الممرات لإدخال المساعدات الإنسانية بعد الإفراج عن إيدان ألكسندر، إذ تجري حالياً مفاوضات متقدمة بين "حماس" وأميركا تبحث إدخال المساعدات لغزة، أما في موقع "والا" الإسرائيلي فقد ورد خبر يفيد بأن واشنطن تضغط على تل أبيب لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، وأثمرت المطالب بنقل صهريجين محملين بنحو 75 ألف ليتر من الوقود إلى القطاع وسط تحضير لاستئناف المساعدات الإنسانية، وفقاً للخطوط الحمر التي حددتها القيادة السياسية في تل أبيب بهدف منع "حماس" من السيطرة على الوقود والغذاء.
تل أبيب: لا غذاء لغزة
أما في إسرائيل يبدو الأمر مختلفاً تماماً، إذ تجزم القيادات السياسية بأن الإفراج عن ألكسندر لا يعني أي شيء، فلا وقف للحرب ولا إدخال للمساعدات، وإنما على العكس استعداد ضخم لتنفيذ خطة "عربات جدعون" التي تعني إعادة احتلال قطاع غزة مجدداً، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "الإفراج عن إيدان ألكسندر يأتي من دون مقابل، وهذا بفضل سياسة الضغط العسكري، فلن نوقف إطلاق النار ولن تدخل المساعدات الإنسانية لغزة إثر هذا الاتفاق".
خطة ويتكوف لصفقة جزئية
وما دامت إسرائيل ترفض إدخال المساعدات فعن أي وعود أميركية تتحدث "حماس" بإدخال المساعدات وإعادة فتح المعابر، ويجيب على هذا السؤال نتنياهو بنفسه قائلاً "أبلغتنا الولايات المتحدة بأن الإفراج عن ألكسندر قد يؤدي لمفاوضات الإفراج عن المحتجزين بموجب خطة ويتكوف التي قبلتها إسرائيل بالفعل، ونستعد لاحتمال تنفيذ هذه الخطوة ونمر بأيام حاسمة وأمامنا صفقة".
وبعد ساعات يصل المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى تل أبيب ليطرح الصفقة المرتقبة، وعلى إثرها ستدخل المساعدات لغزة، وتتضمن صفقة جزئية تبدأ بالإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين في مقابل وقف القتال 70 يوماً يجري خلالها التفاوض على صفقة نهائية، وقبل وصوله إلى إسرائيل قال ويتكوف "نريد إرجاع المحتجزين لكن إسرائيل لا ترغب في إنهاء الحرب، والتوصل إلى اتفاق في غزة بات ضرورة، وقد وصف الرئيس ترمب هذه الحرب بأنها وحشية ويأمل في أن تنتهي قريباً".
ولم يتحدث ويتكوف عن أية مساعدات لغزة، لكن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل مايك هاكابي كشف عن أن "أميركا تقترب من خطة لتوزيع المساعدات في غزة لن تشارك فيها تل أبيب، وذلك من خلال إنشاء مؤسسة جديدة ستتولى توزيع مساعدات إنسانية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إسرائيل ترفض
وبينما لا يتحدث نتنياهو عن تقديم الغذاء للغزيين فإنه غمز لوزير خارجيته للحديث عن الموضوع، إذ يقول جدعون ساعر "إذا سمحنا لتدفق الغذاء والمساعدات فإن ذلك سيكون من خلال الخطة الأميركية التي تضمن وصول المساعدات للمدنيين من دون أن تضع 'حماس' يدها عليها".
ويقول أستاذ السياسة تيسير عابد إن "زيارة ويتكوف لإسرائيل هدفها الضغط على تل أبيب لإدخال مساعدات أميركية في مقابل الإفراج عن إيدان ألكسندر، لكن إسرائيل ترفض التعاون وإدخال الغذاء عبر معابرها، لأنها كما تقول ليست طرفاً في الاتفاق، وقد تدخل المساعدات عبر معبر رفح المتصل بمصر، وإسرائيل قد تصطدم مع ويتكوف وتمنع إدخال المساعدات لعدم جاهزية الآلية، مبررة ذلك بأن السماح بالمساعدات في الوقت الراهن يعني تسليمها للحركة".