Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الثمن المر... نازحو دارفور يفرون من القصف إلى الجوع

تعرض الفارون من الانتهاكات في المخيمات إلى العنف الممنهج ولا سبيل لمواجهة نقص الغذاء إلا الإسقاط الجوي

يكابد مئات الآلاف من النازحين ظروفاً إنسانية مأسوية تنذر بحدوث مجاعة قاتلة (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

في تطور جديد تعرض الفارون من مخيمي زمزم وأبو شوك لسلسلة من الانتهاكات والعنف وإطلاق النار في الطرقات أثناء رحلات النزوح، وضاعف من الصدمة تزايد حالات الاغتصاب في مناطق عدة بالولاية.

بينما تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" للسيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، تتفاقم مأساة ومعاناة النازحين واللاجئين في منطقة طويلة (تبعد 64 كيلومتراً عن الفاشر) بسبب القصف والانتهاكات والحصار، وكذلك انعدام الغذاء والماء وتفشي المرض والجوع.

وفي تطور جديد تعرض الفارون من مخيمي زمزم وأبو شوك لسلسلة من الانتهاكات والعنف وإطلاق النار في الطرقات أثناء رحلات النزوح، وضاعف من الصدمة تزايد حالات الاغتصاب في مناطق عدة بالولاية.

جرائم وانتهاكات

إلى ذلك قالت منسقية النازحين واللاجئين بدارفور إنها "رصدت انتهاكات ارتكبت في حق النازحين في طريق الفاشر- طويلة، منها 350 حالة اغتصاب وإطلاق نار على مدنيين خلال أسبوع واحد"، وأشارت إلى أن "المصابين بالرصاص أسعفوا إلى مستشفى ’أطباء بلا حدود’ في منطقة طويلة".

في حين طالبت منصة "نساء دارفور" المجتمع الدولي بتقديم العون الإنساني العاجل لمواطني الفاشر ومعسكرات زمزم وأبو شوك والقرى التي طاولها الاعتداء، وتوفير أسباب الحياة من الماء والغذاء والدواء وحاجات النساء والأطفال باستخدام الإسقاط الجوي عبر طيران الأمم المتحدة، ضماناً لحياة المدنيين.

ونادى بيان المنصة بضرورة الإيواء العاجل لضحايا العنف الجنسي من النساء والفتيات والطفلات والأمهات، مع تقديم العون الطبي والدعم النفسي لهن، إلى جانب ذوي الحاجات الخاصة والأطفال الذين تشردوا بسبب الحرب، ورصد وتوثيق الانتهاكات المرتكبة كافة بغرض معاقبة مرتكبيها وفق القانون الدولي الإنساني.

صعوبات وضغوط

يقول المواطن السوداني الطاهر بخيت الذي يقيم في معسكر منطقة طويلة إن "النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية مزرية، إلى جانب كل صور الانتهاكات لحقوق الإنسان، فضلاً عن تسجيل إصابات بسوء التغذية وسط الأطفال والنساء الحوامل، إلى جانب معاناة المرضعات وأصحاب الأمراض المزمنة في ظل عدم تلقيهم الرعاية الصحية".

 

 

وأشار إلى أن "الآلاف في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والماء والإمدادات الطبية بصورة عاجلة خصوصاً بعد وفاة العشرات عطشاً وجوعاً في الطريق بين زمزم وطويلة، إضافة إلى دخول آخرين في حالات من الإعياء التام استدعت نقلهم فوراً إلى مستشفى ’أطباء بلا حدود‘ الفرنسي لتلقي الإسعافات والعلاج".

ولفت بخيت إلى أن "المساعدات الموجودة حالياً، هي التي تقدم بواسطة المنظمات الدولية والوطنية وغرف الطوارئ، إلى جانب السلطات المحلية، لكن وعلى رغم الجهود الكبيرة، فإن الحاجات المتزايدة تشكل ضغطاً كبيراً على المنظمات بحيث لم تعد القدرات المتاحة تكفي لمواكبة المتطلبات".

أوضاع مأسوية  

أما كلثوم محمود، التي فرت مع أطفالها الثلاثة من مخيم زمزم هرباً من الجوع والموت، فقد عانت هي وأسرتها جراء العطش طوال أيام الرحلة التي استغرقت ثلاثة أيام كاملة سيراً على الأقدام، ووصلت أخيراً إلى منطقة طويلة.

وأضافت محمود "في الطريق تعرضت لنهب ممتلكاتي البسيطة بالكامل ولم أعد أملك شيئاً، وصغاري في حاجة ماسة إلى الطعام والأغطية والدواء، لا سيما في ظل الظروف الحالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونوهت محمود بأن "البيئة والأوضاع المأسوية التي يعيشها النازحون تجعلهم في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة، كما يتطلب الوضع استجابة عاجلة من المنظمات الإنسانية المحلية والإقليمية والدولية"، وتابعت "منطقة طويلة باتت تمثل مركزاً لاستقبال النازحين من الفاشر والمخيمات حولها، ويسهم السكان المحليون ومنظمات وطنية بتقديم دقيق الذرة والبقوليات والأغطية لإعانة الفارين من ويلات الصراع في مدينة الفاشر".

استغاثة عاجلة

وفي السياق استنكر الناشط في العمل المدني بمدينة الفاشر فخري صالح استهداف طرفي الصراع للمدنيين بمخيمات النزوح، على رغم معاناتهم وافتقارهم إلى أدنى مقومات الحياة من إيواء وماء وغذاء وعلاج والناموسيات، فضلاً عن أدوات الطبخ والملابس والصابون ومواد الصرف الصحي إلى جانب الدعم النفسي.

وأضاف صالح أن "منطقة طويلة التي تبعد عن الفاشر نحو 68 كيلومتراً باتت تمثل مركزاً لتجمع أكثر من 700 ألف شخص فروا من المدينة ومخيمي زمزم وأبو شوك، بخلاف من نزحوا منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، لذا فإن الأوضاع تنحدر نحو الكارثة بخاصة في ظل عرقلة دخول المساعدات الإنسانية، إذ لا تلبي تدخلات المنظمات الوطنية حاجات العدد الكبير في المنطقة".

وأوضح صالح أن "السكان يعيشون بلا خيام، ولا يزال هناك نازحون في العراء نتيجة عدم توافر مواد الإيواء وهم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض"، لافتاً إلى أن "الوضع يتطلب حلولاً عاجلة وجهوداً دولية ولا يحتمل التأخير".

تفاقم الأوضاع

ومنذ منتصف مايو (أيار) 2024 تدور مواجهات عنيفة بين الجيش والقوات المشتركة المتحالفة معه ضد "الدعم السريع" بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر المعاقل التي لا يزال الجيش السوداني يسيطر عليها في الإقليم، بينما تسعى "الدعم السريع" جاهدة إلى السيطرة عليها بعدما وضعت يدها على عواصم ولايات الإقليم الأربع الأخرى في شرق وغرب ووسط وجنوب دارفور.

 

 

ويكابد مئات الآلاف من النازحين في منطقة طويلة ظروفاً إنسانية مأسوية تنذر بحدوث مجاعة قاتلة، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" تحاصر المعارك الدائرة في شمال دارفور أكثر من 800 ألف طفل عالقين مع أسرهم وسط الاشتباكات والقصف المدفعي.

في حين قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن 40 في المئة من الأطفال بين عمر ستة أشهر وسنتين يعانون سوء التغذية في معسكر "زمزم".

وكشفت المنظمة عن موت نحو 13 طفلاً يومياً بمعسكرات النزوح في شمال دارفور، بينما يواجه آخرون يعانون سوء التغذية الحاد المصير نفسه في غضون ثلاثة إلى ستة أسابيع إذا لم يحصلوا على علاج.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات