Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الكردستاني": قرارات تاريخية استجابة لدعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح

حزب تركي مؤيد للأكراد يعتبر الخطوة "مهمة" على طريق حل الصراع المستمر منذ عقود

أصدر أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، بياناً في فبراير الماضي يدعو إلى إحياء جهود السلام (أ ف ب)

ملخص

أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار في مارس الماضي، بعد دعوة تاريخية من زعيمه عبدالله أوجلان، المسجون في تركيا منذ 1999، لإلقاء السلاح وحل الجماعة، ومهد هذا الطريق لإنهاء صراع دام 40 عاماً بين المسلحين الأكراد والدولة التركية.

ذكرت وكالة "فرات" للأنباء، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني اليوم الجمعة، أن الجماعة عقدت مؤتمراً هذا الأسبوع واتخذت قرارات "تاريخية"، استجابة لدعوة زعيمها المسجون عبدالله أوجلان إلى حلها، في خطوة قد تكون مهمة في حسم صراع طال أمده مع الدولة التركية.

ونشرت الوكالة ما قالت إنه بيان صادر عن الجماعة بعد المؤتمر الذي انعقد من الخامس إلى السابع من مايو (أيار) الجاري، في شمال العراق حيث تتمركز الجماعة الآن.

ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل عما إذا كانت قد قررت نزع سلاحها أو حل نفسها.

فرصة تاريخية

وقد يكون لأي قرار لحزب العمال الكردستاني بنزع سلاحه وحل نفسه رسمياً، وهو أمر غير مضمون، عواقب سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة، مثل سوريا التي تتحالف فيها قوات كردية مع القوات الأميركية.

وتمنح مثل هذه القرارات الرئيس رجب طيب أردوغان فرصة تاريخية لتطوير جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية، حيث أدت أعمال العنف إلى مقتل الآلاف والإضرار بالاقتصاد الإقليمي في الصراع المستمر منذ 40 عاماً بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية.

ونقلت وكالة "فرات" عن الجماعة قولها، إن "المؤتمر الـ12 لحزب العمال الكردستاني اتخذ قرارات ذات أهمية تاريخية في شأن أنشطة الجماعة بناء على دعوة الزعيم آبو"، في إشارة إلى زعيمها أوجلان المسجون في تركيا منذ 26 عاماً.

وتدرج تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني في قائمة الجماعات الإرهابية، وبُذلت جهود سلام من حين إلى آخر على مر الأعوام، أبرزها وقف إطلاق النار بين عامي 2013 و2015 انهار في نهاية المطاف.

من السلاح إلى الحوار

وأعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار في مارس (آذار) الماضي بعد دعوة أوجلان إلى نزع السلاح، وكان حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب التركي المؤيد للأكراد، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، يتوقع صدور إعلان عن مؤتمر الجماعة.

وقالت أيسيغول دوغان المتحدثة باسم حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الحزب التنفيذي "هذه الفرصة التاريخية يجب أن تصبح دائمة، يجب التخلي عن السلاح وإحلال الحوار محله".

ولعب حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب دوراً رئيساً في صدور دعوة أوجلان العلنية لحزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه، وقام الحزب بزيارات لأوجلان في سجنه بجزيرة قرب إسطنبول، وأجرى منذ ذلك الحين محادثات مع أردوغان ومسؤولين حكوميين آخرين سعياً إلى دفع عملية السلام المحتملة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرفع حزب العمال الكردستاني راية التمرد في وجه الدولة التركية منذ عام 1984، لا سيما في جنوب شرقي البلاد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، عمر جليك، إن القضاء على التوتر من خلال حل حزب العمال الكردستاني ونزع سلاحه سيعزز الديمقراطية التركية.

وأضاف جليك "كل خطوة ملموسة تتخذها المنظمة الإرهابية نحو إنهاء الإرهاب وحل نفسها وإلقاء السلاح ستقود إلى ردود وخطوات إيجابية جديدة".

ومضى يقول "من المهم للغاية أن تعلن المنظمة الإرهابية قرار حل نفسها وإلقاء السلاح في أقرب وقت ممكن".

على طريق السلام

وعقد حزب العمال الكردستاني هذا الأسبوع "بنجاح" مؤتمراً لحل نفسه، حسبما أوردت الجمعة وكالة "فرات" للأنباء المقربة من المجموعة المسلحة.

وجاء في بيان نشرته الوكالة "عُقد المؤتمر الـ12 لحزب العمال الكردستاني بنجاح في مناطق الدفاع المشروع في الفترة من الخامس إلى السابع من مايو (أيار) الجاري، بناء على دعوة القائد عبدالله أوجلان"، ونتج من هذا المؤتمر، بحسب البيان، "قرارات ذات أهمية تاريخية، على أساس دعوة القائد" لنزع الحزب سلاحه وحل نفسه، ستُعلن "في المستقبل القريب جداً".

وقال حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب التركي المؤيد للأكراد، اليوم الجمعة، إن خطوة إعلان حزب العمال الكردستاني المحظور أنه عقد المؤتمر الخاص به تعتبر مهمة على طريق حل الصراع المستمر منذ عقود.

وقالت المتحدثة باسم الحزب، أيسيغول دوغان، للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الحزب التنفيذي "ننتظر كلنا هذا القرار التاريخي بجدية وأهمية كبيرتين".

وذكرت دوغان أن حزب العمال الكردستاني استجاب لدعوة أوجلان في وقت سابق وأصدر بياناً يلتزم فيه تنفيذ المطلوب، ومن بينه إعلان وقف إطلاق النار الذي صدر بعد الدعوة بوقت قصير، وأضافت "هذه الفرصة التاريخية يجب أن تصبح دائمة، يجب التخلي عن السلاح وإحلال الحوار محله"، مؤكدة أن حزبها يأمل في اتخاذ خطوات متبادلة نحو سلام دائم، وأن من الضروري وضع أسس سياسية وقانونية لذلك.

وأصدر أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، بياناً من خلال محاميه في الـ27 من فبراير (شباط) الماضي يدعو فيه إلى إحياء جهود السلام.

ويشن حزب العمال الكردستاني تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984 وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي تنظيماً إرهابياً.

وقُتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع الذي شهد جهود سلام متقطعة على مدى أعوام، كان أبرزها وقف إطلاق النار بين عامي 2013 و2015، الذي انهار في النهاية.

المزيد من الأخبار