Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إحياء الذكرى السنوية لهجرة يهود اليمن إلى إسرائيل للمرة الأولى

يمنح هؤلاء أصواتهم إلى أحزاب اليمين مثل "المفدال" سابقاً و"الليكود"

عملية "بساط الريح" لترحيل أكثر من 50 ألف يهودي من اليمن إلى إسرائيل (غيتي)

ملخص

خلال الأيام الماضية، أحيت إسرائيل للمرة الأولى الذكرى السنوية لهجرة يهود اليمن، بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً جديداً خاصاً بذلك، وبحسب القانون، فإن المناسبة تهدف إلى "تكريم المساهمة الفريدة التي قدمتها جالية يهود اليمن في تأسيس الدولة وصياغتها الاجتماعية والثقافية".

لم ينس اليهود من أصل يمني، الذي هاجروا إلى إسرائيل، زراعة أشجار القات اللازمة "لجلسات التخزين" الشهيرة، وذلك مع انتقالهم إلى "الوطن الذي وعدهم الإله به"، إذ يبلغ عددهم أكثر من 300 ألف.

هجرة اليهود

ومع أن هجرة اليهود من أصل يمني إلى فلسطين بدأت حتى قبل تأسيس إسرائيل، لكن العدد الأكبر منهم وصل إلى البلاد بعد أشهر على تأسيسها بين عامي 1949 و1951.

ويقيم اليهود من أصل يمني في أحياء خاصة بهم، تتيح لهم الاحتفاظ بنمط حياتهم، كما أنهم يصلون في كنس خاصة بهم.

ويعتبر حي "شعرايم" في مدينة رحوفوت جنوب تل أبيب أبرز المناطق السكنية التي أسسها هؤلاء اليهود في عام 1909، إضافة إلى إقامتهم في مدينة رأس العين وقرب حيفا وبئر السبع وأسدود.

أول هجرة منظمة

وبدأت أول هجرة منظمة ليهود اليمن إلى فلسطين في عام 1881 ضمن ما سمي عملية "اصعد إلى النخلة"، إذ أقاموا في بلدتي سلوان والطور في القدس الشرقية ويافا، لكن العملية الأشهر إعلامياً لترحيل اليهود من اليمن كانت بعد أشهر على تأسيس إسرائيل بين عامي 1949 و1951، وأطلق عليها "بساط الريح، أجنحة النسور"، حينها قام تاجر يمني بجولة على قرى ومدن اليمن التي يعيش فيها اليهود، لكي يبلغهم بالاستعداد للهجرة إلى إسرائيل، وساعدهم في بيع ممتلكاتهم بعد حصولهم على موافقة الإمام أحمد يحيى المتوكل.

 

"المفدال" و"الليكود"

وكانت مدينة عدن الواقعة حينها تحت الحكم البريطاني مركزاً لتجميع يهود اليمن، قبل نقلهم عبر طائرات خاصة إلى مطار بن غوريون (اللد).

وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي، وصلت دفعة ثالثة من اليهود في اليمن، قبل أن تصل دفعة رابعة في عام 2016، وهو ما ترك اليمن من دون يهود، الذين يعود تاريخهم فيه لـ2000 عام. ومع أنه لا توجد إحصاءات رسمية بعدد اليهود من أصل يمني في إسرائيل، إلا أن التقديرات تشير إلى أنهم يتجاوزون 300 ألف.

ويمنح هؤلاء أصواتهم إلى أحزاب اليمين في إسرائيل مثل "المفدال" سابقاً، و"الليكود".

عادات وتقاليد

وبهدف الحفاظ على العادات والتقاليد اليمنية وتعريف جميع الإسرائيليين بها، أسس حنانيا قورش "متحف تراث اليمن" في مدنية رحوفوت. وكان جد حنانيا وصل من اليمن في عام 1934، وأقام في رحوفوت، وعمل فيها في الزراعة، وتخلى عن مهنته في صناعة البارود التي كان يعمل بها قبل هجرته من اليمن.

ومن قرية صغيرة قرب محافظة ذمار هاجر جد حنانيا، بمساعدة حينها من أقاربه من يهود اليمن الذين كانوا يقيمون في حارة يهود اليمن في بلدة سلوان بالقدس، لكن والد حنانيا امتلك بعد ذلك قطعة أرض قرب مدينة الرملة. وقال حنانيا "أقام يهود اليمن بعد مجيئهم إلى إسرائيل في منازل تشبه منازلهم في اليمن، لكن تلك المنازل هدمت بعد عقود على ذلك، وأصبحنا نقيم في منازل متطورة".

وقبل تأسيس إسرائيل كان أكثر من 30 ألف يهودي من أصل يمني يقيمون في إسرائيل، بخاصة في مدينتي القدس ويافا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أسباب الهجرة

وعن أسباب هجرة يهود اليمن إلى إسرائيل، أرجع حنانيا الأمر إلى "المجاعة في اليمن في ذلك الوقت وإلى أسباب دينية، فهم استمروا مئات السنين في الصلاة من أجل عودتهم لإسرائيل".

ونفى حنانيا وجود أي تمييز من دولة إسرائيل ضد اليهود من أصل يمني، مضيفاً أن اختطاف آلاف من أطفالهم على إثر هجرتهم من اليمن "تعتبر حادثة لم تعد تذكر، إذ مات آباء وأمهات هؤلاء الأطفال، وأصبح أشقاؤهم في سن متقدمة". لكن أصداء تلك الحادثة ما زالت تتردد في إسرائيل، في ظل مطالبات من بعض يهود اليمن بتحقيق العدالة لأكثر من 10 آلاف طفل يهودي من أصل يمني اختطفوا وبيعوا لعائلات اليهود القادمين من أوروبا بعد "المحرقة النازية"، أو "بيعوا لإجراء التجارب الطبية عليهم".

الأغاني العربية واليمنية

وعلى وقع موسيقى الأغاني العربية واليمنية، يجتمع يهود اليمن في جلسات تخزين القات، في تقليد جلبوه معهم من اليمن، وحتى أنهم باتوا يزرعون أشجاره أمام منازلهم، وفي مزارع خاصة شاسعة المساحة.

وبحسب أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة "بار إيلان" يحيائيل شابي، فإن يهود اليمن "مارسوا المهن الحرفية مثل النجارة والحدادة وصياغة الذهب قبل رحيلهم إلى إسرائيل"، وأوضح أن المسلمين في اليمن حينها كانوا يعملون في مهنتي الزراعة والرعي فقط. وأضاف أن "الإمام أحمد سمح بهجرة يهود اليمن إلى إسرائيل بعد رفض والده الإمام يحيى ذلك، الذي قتل في عام 1948، قبل أن يتغير الموقف".

وعن أسباب إقامة يهود اليمن في أحياء خاصة بهم، أشار شابي إلى أن ذلك يعود لـ"رغبتهم في الحفاظ على خصوصيتهم الثقافية، وفي ممارسة عاداتهم وتقاليدهم بكل حرية".

واعتاد هؤلاء الصلاة في كنس يهودية خاصة بهم، إذ يحتفظون فيها بالصلاة وفق طريقتهم.

حزب سياسي خاص

وعن التوجهات السياسية ليهود اليمن، أوضح شابي أنهم "أسسوا فترة زمنية قصيرة حزباً سياسياً خاصاً بهم، قبل أن ينتهي ذلك بعد سنوات، ويصبحوا يصوتون لأحزاب اليمين مثل المفدال والليكود".

وينحدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الحالي إيال زمير، ونائبه تمير يداي، من يهود اليمن.

وتصل نسبة الزواج المختلط بين يهود اليمن واليهود من الطوائف الأخرى إلى 30 في المئة، وفق حنانيا.

وخلال الأيام الماضية، أحيت إسرائيل للمرة الأولى الذكرى السنوية لهجرة يهود اليمن، بعد إقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً جديداً خاصاً بذلك، وبحسب القانون، فإن المناسبة تهدف إلى "تكريم المساهمة الفريدة التي قدمتها جالية يهود اليمن في تأسيس الدولة وصياغتها الاجتماعية والثقافية".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط