اتهمت الهند باكستان باستهداف أراضيها خلال ليل الأربعاء الخميس باستخدام "طائرات مسيّرة وصواريخ"، مشيرةً إلى أنها ردت بتدمير أنظمة للدفاع الجوي في لاهور بشمال باكستان.
وقالت وزارة الدفاع الهندية "حاولت باكستان استهداف عدد من الأهداف العسكرية... باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ"، مشيرة الى أنه "تمّ تحييدها" من قبل الدفاع الجوي.
وأوضحت أن الأهداف توزعت بين الجزء الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه، وولاية البنجاب في الهند، مشيرةً إلى أنه "يتم الآن جمع حطام هذه الاعتداءات من مواقع عدة".
وتابعت وزارة الدفاع "هذا الصباح، قامت القوات المسلحة الهندية باستهداف رادارات وأنظمة دفاع جوي في أنحاء مختلفة من باكستان"، معتبرة أن "الرد كان في المجال نفسه وبالشدة نفسها التي اعتمدتها باكستان".
وأكدت الوزارة حيازتها معلومات موثوقاً بها "بأنه تم تحييد نظام دفاعي جوي في لاهور" بشمال باكستان.
واتهمت نيودلهي إسلام آباد "بزيادة حدة قصفها غير المبرر عبر خط المراقبة باستخدام مدافع الهاون والمدافع الثقيلة" عبر الحدود في كشمير.
كذلك، أفادت الهند بأن حصيلة القتلى جراء القصف الباكستاني منذ تصاعد التوتر أمس الأربعاء بلغت 16 شخصاً، بينهم ثلاث نساء وخمسة أطفال.
وأكدت الهند التزامها "عدم التصعيد، شرط أن يحترم الجيش الباكستاني ذلك".
إسقاط مسيرات
من جهته أعلن الجيش الباكستاني اليوم الخميس "تحييد" 25 مسيّرة هندية في مواقع عدة مع استمرار العمليات، مشيراً إلى مقتل مدني وإصابة أربعة جنود بجروح.
وقال المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري "الليلة الماضية، أقدمت الهند على عمل عدواني آخر عبر إرسال مسيّرات إلى مواقع عدة". وأضاف "تمكنت إحداها من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور".
من جهتها أعلنت الحكومة الهندية الخميس مقتل 13 مدنياً بنيران المدفعية الباكستانية على امتداد خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، في أعقاب تصاعد العنف إلى تبادل للقصف المدفعي بعد سلسلة ضربات هندية.
وقال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار إن جميع الذين قتلوا كانوا في بلدة بونش (شمال شرقي)، كما هي حال غالبية الجرحى الـ59.
وحذر الوزير الهندي من أن بلاده سترد على أي هجوم قد تشنه إسلام آباد، ردا على ضربات نفّذتها نيودلهي في الأراضي الباكستانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال جايشانكار خلال استقباله نظيره الإيراني عباس عراقجي "ردّنا كان محددا ومدروسا. تصعيد الوضع ليس نيّتنا... لكن في حال وقعت أي هجمات عسكرية علينا، يجب ألا يكون ثمة مجال للشك بأننا سنواجهها بردّ حازم للغاية".
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دعا إلى ضبط النفس بين الهند وباكستان لدى وصوله إلى نيودلهي اليوم.
وقال عراقجي، مكرراً الدعوة لضبط النفس التي أطلقها خلال زيارته لباكستان أيضاً الإثنين الماضي، "نأمل في أن تمنع الهند وباكستان تصعيد التوتر في المنطقة".
وزيارة عراقجي إلى الهند مقررة سلفاً للمشاركة في اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين.
وقال وزير الخارجية "منطقتنا في حاجة إلى السلام، وبخاصة لتوسيع التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة ونأمل في أن يحدث ذلك".
اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الرشاشة
دارت ليل الأربعاء - الخميس اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الرشاشة بين الهند وباكستان على طول خط الحدود الفاصل بين البلدين في منطقة كشمير التي يتنازعان السيادة عليها، بحسب ما أعلنت نيودلهي.
وكان البلدان تبادلا الأربعاء قصفاً عنيفاً أسفر عن 31 قتيلاً في الجانب الباكستاني و12 قتيلاً في الجانب الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين منذ عقدين.
ومنذ هجوم الـ22 من أبريل (نيسان)، الذي أودى بحياة 26 شخصاً في الشطر الهندي من كشمير، تصاعد التوتر بين البلدين المتخاصمين منذ تقسيم البلاد في 1947.
وتحول هذا التوتر إلى مواجهة عسكرية ليل الثلاثاء - الأربعاء، بينما سارعت أطراف دولية إلى عرض التوسط بين الطرفين أو أقله الدعوة إلى ضبط النفس.
وصباح الخميس، قال الجيش الهندي في بيان إنه "ليل السابع إلى الثامن من مايو (أيار) 2025، نفذ الجيش الباكستاني قصفاً غير مبرر بالأسلحة الخفيفة والمدفعية على طول خط السيطرة (الذي يقوم عملياً مقام خط الحدود بين البلدين) في قطاعات كوبوارا وبارامولا وأوري وأخنور".
وأضاف البيان أن "الجيش الهندي رد بصورة متناسبة".
ولم تسجل أية خسائر، وفق البيان.
وقالت شبكة "جيو" التلفزيونية وشاهد من "رويترز" إن دوي انفجار سمع في مدينة لاهور بشرق باكستان صباح اليوم الخميس، وذلك بعد يوم من ضربات هندية، استهدفت مواقع متعددة في البلاد، أججت المخاوف في شأن تصعيد الصراع العسكري بين الجارتين المسلحتين نووياً.
وأعلنت هيئة المطارات تعليقاً موقتاً لعمليات الطيران في مطارات كراتشي ولاهور وسيالكوت في باكستان.