ملخص
قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش، اليوم الثلاثاء، إن "غزة ستدمر بالكامل" بعد انتهاء الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" وسكان القطاع سيبدؤون "بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة" بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب غزة.
قال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش، اليوم الثلاثاء، إن "غزة ستدمر بالكامل" بعد انتهاء الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أكثر من عام ونصف.
وقال سموطريتش في معرض رده على سؤال خلال ندوة في مستوطنة عوفرا في الضفة الغربية حول رؤيته لما بعد الحرب، إن سكان غزة سيبدؤون "بالمغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة" بعد أن يتم نقلهم إلى جنوب القطاع.
جاءت تصريحات سموطريتش فيما أكدت قطر، الوسيط الرئيس في مفاوضات إنهاء الحرب في غزة، أن جهودها مستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع، على رغم قرار إسرائيل توسيع عملياتها وإعلان "حماس" عدم جدوى التفاوض في "ظل حرب التجويع".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحافي اليوم، إن "جهودنا مستمرة على الرغم من صعوبة الموقف وعلى الرغم من الوضع الإنساني الكارثي المستمر في قطاع غزة... هناك صعوبة كبيرة جداً في إطار هذه المفاوضات ولكن... هناك اتصالات دائمة بين قطر والأطراف المعنية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية ومع (ستيف) ويتكوف تحديداً"، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط.
وأكّد الأنصاري على ضرورة وقف "حالة استخدام المساعدات كسلاح التي تنتهجها إسرائيل... منذ اليوم الأول لهذه الحرب"، وأنه لا يصح استخدامها "ورقة تفاوضية".
"حماس": لا معنى للتفاوض في ظل التجويع
في وقت سابق اليوم، أكد عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" باسم نعيم أنه "لا معنى" لأي مفاوضات لوقف النار في ظل "حرب التجويع" الإسرائيلية في قطاع غزة، مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف "جريمة التجويع".
وقال نعيم لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا معنى لأي مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ولا معنى للتعامل مع أي مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، في ظل حرب التجويع وحرب الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وأضاف أن "المجتمع الدولي مطالب بالضغط على حكومة (بنيامين) نتنياهو لوقف جريمة التجويع والتعطيش والقتل في غزة".
وأشار نعيم إلى أن "المجتمع الدولي وفي مقدمه المؤسسات الأممية اعتبرت سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل جريمة حرب"، مشدداً على أنه "يجب العمل لإدخال المساعدات فوراً إلى قطاع غزة في ظل المجاعة التي تتوسع".
وحضت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إسرائيل على إنهاء حظر المساعدات الإنسانية الذي يعرض سكان قطاع غزة للمجاعة. ودان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس (آذار) الماضي، مؤكداً أنه يسبب "مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية".
في وقت سابق الجمعة أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه "سلم آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".
وأوقفت إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية، متهمة "حماس" باستغلالها لصالحها، وهو ما تنفيه الحركة التي تتهم إسرائيل باستخدام "التجويع كسلاح حرب".
السيطرة على غزة
في الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهجوم الموسع الذي يشنه الجيش على حركة "حماس" سيكون "مكثفاً" بعدما وافق مجلس الوزراء الأمني على خطط ربما تتضمن السيطرة على قطاع غزة بالكامل وعلى المساعدات، لكن مسؤولاً إسرائيلياً في مجال الدفاع قال إن الهجوم لن ينفذ إلا بعد ختام زيارة سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
ويسلط هذا القرار الذي اتخذته إسرائيل بعد تعثر الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع "حماس" على مدى أسابيع الضوء على خطر استمرار الحرب من دون نهاية في الأفق على رغم تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل وتراجع الدعم الشعبي للحرب في الداخل.
ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) عن مسؤولين مطلعين قولهم إن الخطة الجديدة تدريجية، وقد تستغرق أشهراً، وستركز القوات في بدايتها على منطقة واحدة من القطاع.
وفي السياق أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل-بارو اليوم الثلاثاء عن "إدانته الشديدة" لخطة إسرائيل السيطرة على غزة. وقال في تصريح لإذاعة "آر تي أل" الفرنسية، "هذا أمر غير مقبول"، معتبراً أن الحكومة الإسرائيلية "تنتهك القانون الإنساني". وأضاف أن "الحاجة الأكثر إلحاحاً هي وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق".
نقل السكان جنوبا
قال نتنياهو في رسالة مصورة إن العملية ستكون "مكثفة" وستشهد نقل مزيد من الفلسطينيين في غزة "حفاظاً على سلامتهم". وذكر أن القوات الإسرائيلية لن تتبع الأساليب السابقة التي كانت قائمة على غارات قصيرة تشنها قوات متمركزة خارج غزة. وأضاف "النية هي عكس ذلك"، مكرراً تصريحات مسؤولين إسرائيليين آخرين قالوا إن إسرائيل ستتمسك بالأرض التي تسيطر عليها.
ونقل موقع "أكسيوس" عن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قوله إن إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراتها بنفسها. وأفاد الموقع أيضاً بأن ويتكوف يأمل في إحراز تقدم في شأن اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار قبل أو خلال زيارة ترمب. ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب التعليق.
وتسيطر إسرائيل بالفعل على ما يقرب من ثلث غزة وقامت بتهجير السكان وبناء أبراج ومراكز مراقبة على الأراضي التي أخلتها ووصفها الجيش بأنها مناطق أمنية، لكنها ستقوم بأكثر من ذلك بموجب الخطة الجديدة.
وذكر مسؤول في الحكومة الإسرائيلية أنه ستتم السيطرة خلال الهجوم، الذي تمت الموافقة عليه أخيراً، على أراضي قطاع غزة بالكامل ونقل السكان المدنيين جنوباً ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى "حماس".
وأضاف مسؤول الدفاع أن شركات خاصة ستتولى مسؤولية توزيع المساعدات، الذي كانت تشرف عليه منظمات إغاثة دولية ووكالات الأمم المتحدة، في منطقة رفح جنوبا بمجرد بدء الهجوم.
وأحجم الجيش الإسرائيلي الذي لم يبد طوال الحرب رغبة تذكر في احتلال غزة عن التعليق على تصريحات المسؤولين الحكوميين والسياسيين.
وأضاف مسؤول الدفاع أن إسرائيل ستتمسك بالمناطق الأمنية على طول غلاف غزة لأنها ضرورية لحماية التجمعات السكانية الإسرائيلية المحيطة بالقطاع. وقال إن هناك "فرصة سانحة" أمام التوصل إلى اتفاق في شأن الرهائن المحتجزين في غزة خلال زيارة ترامب للمنطقة الأسبوع المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ستبدأ عملية ‘عربات جدعون’ بكثافة عالية ولن تتوقف حتى تتحقق كل أهدافها".
ورفض محمود مرداوي القيادي في "حماس" ما وصفه بالضغوط والابتزاز. وقال "نؤكد أن كل الضغوط والابتزازات لن تدفعنا للتخلي عن حقوقنا ومقدساتنا. لن نتعاطى مع العرض الإسرائيلي المقدم بتاريخ الـ13 من أبريل (نيسان) الماضي تحت التهديد والابتزاز وتتمسك بموقفنا الثابت الذي يلقى قبولاً شعبياً. لا صفقة إلا (صفقة) شاملة تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً من غزة، وإعادة إعمار القطاع، وإطلاق سراح كافة الأسرى من الجانبين".