Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد احتجاز سائحين: هل السفر إلى الولايات المتحدة آمن؟

أثارت التعديلات في سياسة الهجرة الأميركية عقب إعادة انتخاب دونالد ترمب قلقاً متزايداً لدى المسافرين مع تنامي المخاوف من احتمال تعرضهم للاحتجاز والترحيل

 وزارة الخارجية لا تنصح المسافرين البريطانيين بعدم السفر إلى الولايات المتحدة (غيتي)

ملخص

 تزايد المخاوف من السفر إلى الولايات المتحدة بسبب تشديد سياسات الهجرة في عهد ترمب، واحتجاز بعض السياح بسبب مخالفات بسيطة، إضافة إلى تعقيدات تخص وثائق السفر للأشخاص المتحولين جنسياً وغير الثنائيين، دفع كثيراً من الدول إلى تحديث إرشادات السفر من دون إصدار أي منع سفر إلى الولايات المتحدة.

يجري تنبيه المسافرين للولايات المتحدة إلى وجوب توخي الحذر والالتزام الصارم بإجراءات التأشيرة الأميركية، في ظل تصاعد القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الهجرة.

وشددت حكومات عدة على أن أي تجاوز، حتى وإن كان غير مقصود، في ما يتعلق بشروط التأشيرة، قد يؤدي إلى توقيف المسافرين فور وصولهم إلى الحدود الأميركية.

وتأتي هذه التحذيرات في أعقاب ما تعرضت له ريبيكا بيرك، وهي مصممة غرافيك تبلغ من العمر 28 سنة من مقاطعة مونماوثشير في ويلز، جرى احتجازها في الولايات المتحدة مدة 19 يوماً إثر خطأ متعلق بتأشيرتها خلال فبراير (شباط) الماضي، فقد مُنعت ريبيكا من العودة لواشنطن بعدما رفضت تأشيرتها السياحية بسبب عدم مطابقتها للشروط، وفي الـ 18 من مارس (آذار) الماضي أفرج عنها ورُحلت إلى المملكة المتحدة وهي مقيدة بالسلاسل، "وكأنها هانيبال ليكتر" [القاتل المتسلسل في روايات توماس هيريس].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع شروع عدد من الدول في تحديث نصائح السفر لمواطنيها الذين يخططون للسفر إلى الولايات المتحدة، يُثار السؤال حول مدى الأمان في التوجه إليها، وما إذا كان السياح بدأوا في العدول عن زيارتها.

ماذا يحدث في الولايات المتحدة الأميركية؟

أثارت التعديلات التي أُدخلت على سياسة الهجرة الأميركية منذ إعادة انتخاب دونالد ترمب مخاوف متزايدة لدى المسافرين، ولا سيما في ما يتعلق بالاحتجاز أو الترحيل عند وصولهم إلى المعابر الحدودية أو المطارات في الولايات المتحدة، فمنذ عودة ترمب لسدة الحكم دعا إلى فرض ضوابط أكثر صرامة على "جميع الأجانب الراغبين في الدخول إلى الولايات المتحدة"، مشدداً على ضرورة إخضاعهم لأقصى درجات الفحص والتدقيق.

وخلال الآونة الأخيرة تزايدت التقارير عن احتجاز سياح بسبب مخالفات متعلقة بالتأشيرات، إضافة إلى تعرضهم لعمليات تفتيش أمني مشددة، مما أثار مزيداً من التساؤلات حول مدى سلامة السفر إلى الولايات المتحدة.

وحتى أولئك الذي حصلوا على تأشيرات قانونية أعربوا عن قلقهم من احتمال مصادرة أجهزتهم الإلكترونية أو تفتيش حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، أو مواجهة مشكلات تتعلق بالجوازات ووثائق السفر، في ظل التعديلات على سياسات الجندرية.

يشار إلى أن "النظام الإلكتروني لتصاريح السفر" الأميركي Electronic System for Travel Authorisation (ESTA) كما استمارات طلبات التأشيرة، تلزم المسافرين بالإفصاح عن جنسهم.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي اقترحت وزارة الخارجية الأميركية عبر أمر تنفيذي حظر استخدام خيار "إكس" X في خانة تحديد الجنس في جوازات السفر الخاصة بالأفراد المتحولين جنسياً وغير الثنائيين.

[المقصود باستخدام خيار "إكس" X كمؤشر للجنس في الوثائق الرسمية، وتحديداً جوازات السفر، بدلاً من الاقتصار على الخيارين التقليديين "إم" M (ذكر) و "إف" F (أنثى)] إلا أن قاضياً فيدرالياً أصدر قراراً في الـ 18 من أبريل (نيسان) الجاري يمنع إدارة الرئيس ترمب من تنفيذ هذه السياسة الجديدة المتعلقة بعلامات تحديد الجنس في جوازات السفر.

ما هي أحدث نصائح السفر الصادرة عن وزارة الخارجية البريطانية؟

وزارة الخارجية في المملكة المتحدة لا تنصح المسافرين البريطانيين بعدم زيارة الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن يواجه الأشخاص الذين ينوون قضاء عطلاتهم فيها مشكلات طالما التزموا بمتطلبات الدخول، ومع ذلك تُحذر وزارة الخارجية البريطانية في شأن متطلبات التأشيرة عند دخول الولايات المتحدة، "يجب عليكم الالتزام بجميع شروط الدخول والتأشيرة وغيرها من شروط الدخول"، مضيفة أن "السلطات الأميركية تضع قواعد الدخول وتطبقها بصرامة، وقد تتعرضون للاعتقال أو الاحتجاز في حال مخالفة هذه القواعد، وإذا لم تكونوا متأكدين من كيفية انطباق هذه الشروط عليكم فيُرجى التواصل مع السفارة الأميركية أو القنصلية الأميركية في المملكة المتحدة".

ولدخول الولايات المتحدة يجب أن يكون جواز سفركم ساري المفعول طوال مدة إقامتكم المخطط لها، وأن يكون لديكم إما نظام تصريح السفر الإلكتروني (ESTA) أو تأشيرة.

ماذا تقول الدول الأخرى لمواطنيها؟

قامت دول عدة بتحديث تحذيراتها المتعلقة بسفر مواطنيها في ظل التغييرات التي طرأت على سياسات الولايات المتحدة وانعكاساتها على قطاع السياحة.

ألمانيا

عملت ألمانيا أخيراً على تحديث إرشادات السفر الخاصة بها إلى الولايات المتحدة، إذ أكدت على أن الحصول على تأشيرة دخول أو الإعفاء منها لا يضمنان السماح بالدخول إلى الأراضي الأميركية، وذلك في أعقاب احتجاز عدد من المواطنين الألمان عند الحدود الأميركية. 

كندا

وفي آخر تحديث لإرشادات السفر نبهت الحكومة الكندية مواطنيها الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة إلى أنها "لا يمكنها التدخل نيابة عنهم في حال عدم استيفائهم متطلبات الدخول إلى الأراضي الأميركية أو الخروج منها"، وأضافت الإرشادات أن "السلطات الأميركية تطبق شروط الدخول إلى أراضيها بصرامة، كونوا مستعدين لعمليات تفتيش دقيقة عند نقاط الدخول، بما في ذلك فحص الأجهزة الإلكترونية، والتزموا بالمتطلبات وكونوا واضحين في جميع تعاملاتكم مع سلطات الحدود".

وسيُطلب الآن من الكنديين المقيمين في الولايات المتحدة لأكثر من 30 يوماً التسجيل لدى الحكومة الأميركية، فقد يواجه المسافرون الذين لا يلتزمون بذلك ويسجلون عبر استمارة "أي-94" I-94 أو النموذج الجديد "جي-325 أر" G-325R على الموقع الإلكتروني لخدمات المواطنة والهجرة الأميركية "عقوبات وغرامات وملاحقات جنائية".

فنلندا

أصدرت فنلندا في الـ 14 من مارس الماضي تحذيراً لمواطنيها من أن "السلطات الأميركية قد ترفض دخول المسافرين الذين تختلف بيانات تحديد جنسهم في جوازات سفرهم عن الجنس المثبت عند الولادة"، وتنص نصيحة السفر المحدثة على ما يأتي: "إذا كان الجنس المدرج في جواز سفر مقدم الطلب يختلف عن جنسه المسجل عند الولادة، فقد ترفض السلطات الأميركية السماح بدخوله".

الدنمارك

دعت الدنمارك هي أيضاً مواطنيها المتحولين جنسياً إلى الاتصال بالسفارة الأميركية في كوبنهاغن واستشارتها قبل السفر إلى الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن تؤدي سياسات الرئيس ترمب المتعلقة بالجنس إلى تعقيدات مرتبطة بوثائق السفر، وتنص صفحة إرشادات السفر الدنماركية المحدثة على أنه "إذا كان جواز سفرك يتضمن علامة "إكس" X للجنس، أو إذا كنت قد غيرت جنسك، فينصح بالتواصل مع السفارة الأميركية قبل السفر للحصول على تعليمات في ما يتعلق بكيفية التصرف".

فرنسا

تلقى المواطنون الفرنسيون "نصيحة مشددة" تقول بأنه اعتباراً من الـ 24 من مارس الماضي يتعين عليهم تصفح موقع السفارة الأميركية في فرنسا قبل سفرهم إلى الولايات المتحدة، وأشارت وزارة الدولة لشؤون أوروبا والشؤون الخارجية إلى أنه "في ما يتعلق بطلبات التأشيرة الجديدة أو 'النظام الإلكتروني الأميركي لتصاريح السفر'، فمن المهم أخذ العلم بأنه قد جرت إضافة بند جديد بموجب المرسوم الرئاسي الصادر في الـ 20 من يناير 2025 يلزم المتقدمين بتحديد "جنسهم عند الولادة".

إيرلندا

أصدرت إيرلندا نصيحة سفر للأفراد المتحولين جنسياً الذين ينوون التوجه إلى الولايات المتحدة تقول إن "استمارات طلب التأشيرة الإلكترونية عبر 'النظام الأميركي الإلكتروني لتصاريح السفر 'وطلبات التأشيرة إلى الولايات المتحدة، تشترط على الأفراد الإفصاح عن جنسهم، وقد أشارت السلطات الأميركية إلى أن هذه الخانة يجب أن تعكس ما تصفه بالجنس البيولوجي عند الولادة، ويُنصح المسافرون الذين يختلف الجنس المسجل في جوازات سفرهم عن الجنس المحدد عند الولادة، بالتواصل مع سفارة الولايات المتحدة في دبلن للحصول على مزيد من التوضيحات في شأن متطلبات الدخول المحددة".

هولندا

دعت وزارة الخارجية الهولندية مواطنيها إلى "أخذ العلم بأن القوانين والأعراف في الولايات المتحدة المتعلقة بأفراد 'مجتمع الميم' قد تختلف عن تلك المعمول بها في هولندا"، مضيفة أن "السلطات الأميركية تقبل فقط تحديد الجنس بأحد الخيارين: ذكر (M)  أو أنثى (F)، وقد اتخذت الحكومة الأميركية هذا القرار في الـ 20 من يناير 2025، وبناء عليه يجب عليك تحديد جنسك عند الولادة لدى التقدم بطلب للحصول على تصريح سفر إلكتروني عبر 'النظام الإلكتروني لتصاريح السفر' أو تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة".

ما هو موقف الحكومة الأميركية؟

تشير "هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية" إلى أنها "لا تُميز على أساس العرق أو الدين أو الانتماء السياسي للفرد، ولا تتخذ إجراءات انتقامية ضد الأفراد بسبب آرائهم"، وأكدت في بيان عبر الإنترنت أن "الادعاءات التي تقول بأن 'هيئة الجمارك وحماية الحدود' تكثف عمليات تفتيش الأجهزة الإلكترونية بسبب التغيير الإداري، لا أساس لها من الصحة، موضحة أن أرقام إجراءات التفتيش لا تزال ضمن المعدلات التي بدأت بالارتفاع منذ عام 2021، وتشمل أقل من 0.01 في المئة من المسافرين".

وأضافت أن "عمليات التفتيش هذه تهدف إلى كشف مواد رقمية محظورة أو محتوى مرتبط بالإرهاب، وغيرها من المعلومات المتعلقة بتحديد أهلية دخول الزائر، وجميعها عناصر ضرورية لضمان سلامة الأمن القومي".

هل تؤثر التغييرات التي اتخذتها إدارة ترمب في حركة السفر إلى الولايات المتحدة؟

قام سايمون كالدر مراسل "شؤون السفر" في صحيفة "اندبندنت" بمراجعة البيانات للإجابة عن بعض الأسئلة الرئيسة، وهذه ردوده.

هل حدث ما يسُمى بـ "ركود ترمب" خلال فترة الولاية الأولى للرئيس الأميركي؟

كلا، ففيما توقع كثيرون حدوث تراجع في السفر إلى الولايات المتحدة، أظهرت الأرقام أن المسافرين البريطانيين لم يتأثروا آنذاك.

إلى أي حد بلغ تأثير "ركود ترمب" في هذه المرحلة؟

راجعتُ البيانات الرسمية الصادرة عن إدارة التجارة الدولية الأميركية، وحتى الـ 23 من أبريل الجاري تكشف الأرقام عن انخفاض بنسبة 17 في المئة على أساس سنوي في عدد زوار أوروبا الغربية للولايات المتحدة خلال مارس 2025، وتراجع عدد الزوار من ألمانيا وإيرلندا بأكثر من 25 في المئة، ونتيجة لذلك قامت شركات الطيران بخفض أسعار تذاكر الصيف بصورة ملحوظة في محاولة لملء مقاعد الرحلات.

ومعلوم أنه خلال يوليو (تموز) وأغسطس (آب) عادة ما ترتفع أسعار تذاكر الطيران للرحلات المباشرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة لتصل إلى نحو 1000 جنيه إسترليني (1340 دولار أميركي) لرحلة الذهاب والعودة، لكن في الوقت الراهن تُباع تذاكر الذهاب والعودة ليونيو (حزيران) من مانشستر إلى نيويورك ومن مطار غاتويك إلى أورلاندو بأقل من 500 جنيه إسترليني (670 دولاراً).

ما السبب وراء ذلك؟

1. الخوف من التعرض للترحيل الفوري إلى البلد الأصلي. 

2. الاستياء من التصريحات العلنية للرئيس الأميركي ومواقفه، بدءاً من أوكرانيا ومروراً بغزة وانتهاء بغرينلاند وكندا.

هل يفتح هذا الباب أمام فرص سفر؟

بالتأكيد يمكن للمسافرين المستفيدين من خفض ثمن تذاكر الطيران توقع أسعار أقل في ما يتعلق بالإقامة واستئجار السيارات، وفي حين أن بيانات كندا، وهي أكبر مصدر لزائري الولايات المتحدة، لم تُنشر بعد، لكن أعداد الزوار من المكسيك تراجعت بنسبة 25 في المئة، ومن المتوقع أن تصبح سوق جذب للمسافرين.

هل تشعر شركات الطيران بقلق؟

نعم هناك قلق متزايد لدى شركات الطيران وقطاع السفر الأميركي من أن يكون الوضع بداية ركود أعمق بكثير، فكثير من السياح الذين يمضون عطلاتهم الآن في الولايات المتحدة، أو الذين يخططون للقيام بذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، ربما كانوا قد حجزوا رحلاتهم قبل عودة دونالد ترمب لتولي مهمات الرئاسة في يناير 2025، وأحد المؤشرات اللافتة على تراجع الطلب كان القرار المفاجئ لـ "شركة طيران كندا" إطلاق خط جوي جديد هذا الصيف يربط بين مونتريال، حيث مقر الشركة، وإدنبره، وعادة ما تطرح تذاكر خط جديد كهذا قبل نحو عام تقريباً من بدء تشغيله.

ويشير الإعلان عنه قبل ثلاثة أشهر فقط من موعد الرحلة الأولى إلى قلق الشركة الكندية من تباطؤ الحجوزات المستقبلية نحو الولايات المتحدة، ودفعها للتساؤل "إلى أين يمكننا تسيير طائراتنا وضمان امتلاء مقاعدها بالركاب؟".

هل يمكنني إلغاء عطلتي أو رحلتي إلى الولايات المتحدة واسترداد المبلغ المدفوع؟

بما أن وزارة الخارجية لم تصدر أي تحذير بعدم السفر إلى الولايات المتحدة، فلا توجد ظروف استثنائية تضمن استرداد كامل المبلغ للرحلات التي يعتزم المسافر إلغاءها، وتعتمد شروط الإلغاء أو إعادة الحجز على سياسة الجهة المنظمة للعطلة، لذا يُنصح بالتواصل المباشر معها إذا كنت تُفكر في إرجائها، فشركات السفر غير ملزمة بإعادة قيمة الحجز إذا اخترت الإلغاء، وعادة لا يغطي تأمين السفر حالات الإلغاء لأسباب تتعلق بالسلامة، إلا إذا تغيرت الإرشادات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية والكومنولث.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات